أولمرت يريد دولة قوية في الضفة تعيد تحرير غزة

نشر في 25-06-2007 | 00:05
آخر تحديث 25-06-2007 | 00:05
إسرائيل تدعم مخابراتياً ومصر والأردن أمنياً والسعودية مالياً

تشارك اسرائيل في قمة شرم الشيخ، وهي تشعر بأنها الأقوى والأفضل وتعتقد انها أثبتت كونها على حق في ما يتعلق بنوايا «حماس» في غزة بعد الأحداث الأخيرة.

ويؤكد ايهود اولمرت ان الفرصة الان سانحة للتقدم على المسار السلمي، وانه يجب استغلال المرحلة، والاستفادة من الامر الواقع عبر دعم محمود عباس في الضفة الغربية لاقامة دويلة «فتح» هناك على أن تعود «فتح»، عندما يحين الوقت،الى «غزة» بدعم اسرائيلي-اردني-مصري وتمويل سعودي.

هكذا ترتسم المعادلة الإسرائيلية: دولة فلسطينية في الضفة يتمتع فيها الأردن بنفوذ أمني، ودعم عسكري من مصر وتدريب العناصر في بعض دول المنطقة وخارجها وتمكين السلطة من حيازة آليات مدرعة واسلحة وعتاد لمواجهة «حماس» مستقبلا بعد السيطرة التامة على الضفة الغربية وفرض نظام السلاح الشرعي الواحد في الاراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.

اولمرت سيطرح في قمة شرم الشيخ ضرورة تنفيذ تفاهمات قمة شرم الشيخ السابقة بحذافيرها والالتزام بخطاب اللاعنف الذي ألقاه ابو مازن على أن يفرج، بالمقابل، عن كل الأموال المحتجزة وازالة بعض الحواجز وتسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة وتسهيل دوري الأردن ومصر في الضفة الغربية. ولا يتحدث أولمرت ،حتى الان، عن إخلاء المستوطنات حتى العشوائية منها، فهو يقول انه ينتظر تنفيذ الالتزامات الفلسطينية أولا.

قمة شرم الشيخ في نظر إسرائيل هي فرصة لدعم ما تسميه، مع الولايات المتحدة، «معسكر الاعتدال» الذي يضم: الاردن، مصر، السعودية، بعض دول الخليج، المغرب، تونس والسلطة الفلسطينية، وفرصة لحث أطرافه على التنسيق لدعم السلطة الفلسطينية ومواجهة محور إيران-سورية-حزب الله-حماس.

برنامج ايهود اولمرت يتضمن اجتماعات لكل زعيم على حدة تختتم بتصريحات مشتركة، ولكن من دون مؤتمر صحفي لتجنب الاسئلة الصعبة، وعدم تعكير جو التفاؤل بنتائج القمة التي لن تختلف عن سابقتها الا بحلول أولمرت مكان شارون، اما المضمون والالتزامات فهما أنفسها، على الرغم من خروج غزة من المعادلة، في هذه المرحلة على الاقل.

الجانب الإسرائيلي لن يدخل غزة مرة اخرى ويترك المهمة هذه للجانب المصري الذي يعاني بسبب انتصار «حماس»، ويخشى ان تقوم امارة اسلامية متطرفة موالية لايران على الخاصرة الهشة لمصر، التي تحارب الاخوان المسلمين منذ نصف قرن تقريبا.

المصلحة المصرية في ما يتعلق بغزة تلتقي المصلحة الاسرائيلية ويبحث الجانبان اشكال التعاون لضرب «حماس». فمصر تعمل لضرب الانفاق والتهريب واسرائيل تمدها بالمعلومات الاستخباراتية عن المتورطين في التهريب، وتنسق معها خطوات مشتركة لإعادة قوات أبو مازن إلى السيطرة مستقبلا على غزة.

اما الأردن فله مصلحة جمع الضفتين، واسرائيل ترى فيه الشريك الاقوى لتعزيز موقع ابو مازن. وهو ما أعاد بقوة، الى طاولة البحث، تشكيل فدرالية بين الأردن والضفة، الامر الذي قد يقلل عدد المستوطنات التي ستضطر إسرائيل الى إخلائها في الضفة الغربية في اطار الحل النهائي. ويمكن لمثل هذا الحل ان يلقى قبول اكثرية مريحة في الشارع الاسرائيلي الذي ينظر بأغلبيته إلى الاردن كشريك يمكن الاعتماد عليه حتى في مسألة القدس وامكان تقسيمها.

back to top