بداية نهاية «حرب البارد» والعَلَم اللبناني يرفرف فوق المخيم

سقوط أربعة جنود لبنانيين والسعودية تتبرع لفلسطينيّ الشمال بـ«12 مليون» دولار

نشر في 16-06-2007
آخر تحديث 16-06-2007 | 00:00
No Image Caption
في وقت تتابع فيه وحدات الجيش اللبناني توسيع نطاق سيطرتها وشل حركة ما تبقى من عصابة الإرهابيين وإحكام الحصار عليهم في مخيم «نهر البارد»، سقط أمس أربعة جنود لبنانيين وجُرح تسعة آخرون، في انفجار مبنى كان إرهابيو «فتح الإسلام» قد فخخوه قبل إخلائه.
سقط أمس أربعة جنود لبنانيين، في آخر فصل من المواجهات مع إرهابيي «نهر البارد». وأوضح ضابط لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية «ان مفخخات انفجرت بوجه قوة من وحدات اللواء «المجوقل» أثناء قيامها بتنفيذ عملية تمشيط واقتحام مواقع سيطر عليها الجيش في أحد أطراف «نهر البارد» مما ادى الى مقتل ثلاثة جنود على الفور، في حين قضى الرابع متأثرا بجراحه، كما اصيب 9جنود في المعارك التي دارت رحاها في ساعة مبكرة من صباح الجمعة( أمس).

وكان الجيش استانف امس قصفه المدفعي الثقيل لمواقع «فتح الإسلام» بعد تبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة. ففي وقت تسيطر فيه وحدات الجيش بإحكام بالغ على محاور المخيم كافة وسط اشتباكات متقطعة، قصفت مدفعيته بشكل مركّز محاور الغرب حيث مقر الاونروا، الحصن الاخير للمسلحين، والشمال حيث التعاونية، والشرق حيث مسجد القدس. واستمر القصف المتقطع حتى الواحدة ظهراً، حيث اطلقت مدفعية الجيش قذائف مركزة استهدفت محور التعاونية - ناجي العلي، ليندلع من جراءها حريق ضخم في المكان، وتصاعدت منه ألسنة النيران مصحوبة بأعمدة من الدخان الاسود.

في غضون ذلك ، حاول الارهابيون التسلل والالتفاف على مواقع الجيش او الهرب من المخيم عبر المحور الجنوبي للمخيم، فتصدت لهم وحداته وشرذمت صفوفهم، ما يعكس حال الضعف والارباك التي يعاني منها المسلحون في الوسط والشمال. وقد تمكّن الجيش من الحيلولة دون استمرار تعرض القرى المجاورة للمخيم لرصاص القنص من خلال لإحكام قبضته على جميع مواقع «فتح الاسلام».

وفي دليل على تقدمه رفع الجيش اللبناني الاعلام اللبنانية على مبنيين مدمرين في شرق المخيم الجديد المكتظ بأبنية مرتفعة من الاسمنت شيدت عشوائيا لتشكل امتدادا عمرانيا للمخيم القديم .

كما سجل تبادل اطلاق نار من اسلحة رشاشة في القسم الشمالي والشمالي الشرقي للمخيم حيث يؤكد الجيش انه تقدم في اتجاه مواقع انخفضت فيها حدة اطلاق النار بشكل ملحوظ. وكان الجيش تسلم أمس الاول الفلسطيني عمر ابو مرسي طبيب «فتح الإسلام».

بيان قيادة الجيش

واصدرت قيادة الجيش عصر امس بيانا جاء فيه «في إطار اجراءاتها الميدانية، تتابع الوحدات العسكرية في نهر البارد توسيع نطاق سيطرتها، وشل حركة ما تبقى من عصابة الارهابيين وإحكام الحصار عليهم، حيث قامت مجموعة من القوات الخاصة التابعة للجيش بتدمير مخزن أساسي للذخائر والأعتدة، وبقيت أصوات الانفجارات تتردد لفترة طويلة.

وأكدت قيادة الجيش في بيانها «عدم جدوى متابعة القتال من قبل هذه العصابة الضالة»، وحذّرت «أفرادها من التمادي في تفخيخ ممتلكات الناس وتفجيرها، كالمساجد ودور العبادة والمؤسسات الانسانية والتجارية»، ودعتهم «الى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم كي يبعدوا عنهم المصير المحتم، الذي لا بديل له سوى خضوعهم للإرادة الوطنية الجامعة بتحقيق العدالة».

دماء الشهداء... أمانة

وفي سياق متصل، وإثر تمركز عناصر «فتح الإسلام» داخل مسجد القدس وتحويله إلى مركز قتال، بغية استدراج الوحدات العسكرية إلى استهدافه، متعمدة تفجير بعض أجزائه بهدف تأليب الرأي العام واستعطافه»، جددت قيادة الجيش، في بيان اصدرته صباح أمس«التزامها الصارم باحترام المقامات الدينية ودور العبادة، على الرغم من ارتكابات هذه الزمرة الباغية». وعاهدت «المؤمنين بالمساعدة لاحقا على إعمار ما تهدم بسواعد العسكريين، بكل القدرات المادية المتوافرة لديها، خصوصا ما لحق أو ما قد يلحق بمسجد القدس من أضرار مادية».

من جهة ثانية، جدد قائد الجيش العماد ميشال سليمان، اثر تقديمه التعازي لعائلة النقيب الشهيد خالد مرشاد في نيحا الشوف، التأكيد على أن «دماء الشهداء الأبرار هي أمانة في ضمير الجيش، الذي لن يستكين قبل توقيف القتلة والمجرمين وسوقهم إلى العدالة».

هبة سعودية

ومن السراي الكبير، أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عن هبة سعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تصل إلى 12 مليون دولار أميركي، توزع على العائلات الفلسطينية في مخيمي نهر البارد والبداوي. واوضح انها ستوزع على كل عائلة فلسطينية بمعدل مليوني ليرة لبنانية .وشكر السنيورة خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعبها على تحسسهم الدائم ومبادراتهم المستمرة لدعم لبنان ودعم الاستقرار فيه.

وفي هذا الاطار، شكر وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطينية صالح زيدان المملكة على مبادرتها، التي «تأتي في سياق دعمها الشعب الفلسطيني ومساندتها قضيته»، مؤكداً «استمرار التعاون اللبناني - الفلسطيني لانهاء ازمة البارد بأسرع ما يمكن، وإخراج مخيم نهر البارد من مأساته وانهاء هذه الظاهرة الغريبة عن شعبنا الفلسطيني وعودة النازحين وإعادة إعمار المخيم». واشار الى «وجود خطوات مشتركة تقرب حل ازمة المخيم».

back to top