رمضان في الكويت... صيام وصلاة وحراك سياسي

نشر في 16-09-2007 | 00:05
آخر تحديث 16-09-2007 | 00:05
رمضان في الكويت ليس شهرا للصوم والصلاة والتآلف الاجتماعي وحسب، انما هو ايضا موسم للحراك السياسي والاستجوابات. ومثلما يستعد الناس بشراء السلع والبضائع لشهر الصوم، تتحرك مجاميع سياسية في اتجاه البحث عما تراه متعارضا مع القيم والعادات والموروث الاجتماعي، لتحوله الى قضية سياسية، مستغلّة الاجواء الايمانية التي يفرضها رمضان لتضفي عليه المزيد من الإثارة السياسية.

ويبدو ان عملية التصعيد السياسي والازمات بين الحكومة ومجلس الامة اصبحت احد مظاهر رمضان في الكويت، في ظل استمرار تباين الأولويات بين الكتل النيابية من جهة والحكومة من جهة اخرى.

ففي كل رمضان تقريبا تتصاعد الانتقادات النيابية تجاه الحكومة، خصوصا وزارة الاعلام التي تتعرض لهجوم لأسباب تتفاوت حدتها تبعاً لطبيعة علاقة وزير الاعلام مع الكتل النيابية وللموضوع المثار.

ويجد كثير من النواب في المواضيع التي تعرض في رمضان مدخلا مناسبا للضغط على الحكومة، وتتركز معظم الانتقادات على مواضيع ارتفاع الاسعار والبرامج والاعمال الفنية المعروضة، اضافة الى الخيم الرمضانية والشيشة، حتى عملية النقل التلفزيوني للعشر الأواخر، دخلت ضمن دائرة الاهتمامات النيابية.

غير ان الجديد هذه السنة، هو ان الجدل بشأن رمضان بدأ قبل ان يتحدد موعد الصيام بأيام والسبب، كالعادة، مسلسلات رمضان و«ما تطرحه من مواضيع ليست ذات فائدة، تؤدي الى اثارة الفتنة وتجاوز القيم والعادات الاجتماعية»، كما يقول النائب علي العمير.

ويضيف العمير في تصريح لـ «الجريدة»، ان بعض المسلسلات والاعمال الفنية «يخرج عن الأطر المُتعارف عليها في تناول قضايا ومواضيع حساسة لا يتحقق من ورائها سوى الاثارة الرخيصة والبذاءة، واظهار المجتمع الكويتي بخلاف ما هو عليه».

ولا يرى العمير ان ثمة مصلحة لأحد في طرح مثل هذه القضايا التي تعظّم المشاكل الفردية وتصورها كأنها ظواهر عامة في المجتمع الكويتي، خصوصا ان طريقة التناول تعتمد على عرض المشكلة من دون طرح الحلول.

ووفرت مسلسلات وأعمال شهر رمضان هذه السنة على النواب مهمة البحث عن كلمة في هذا البرنامج او مشهد في ذاك المسلسل، لتوجيه سهام الانتقادات لوزارة الاعلام وأجهزتها الرقابية، اذ احتوت الاعمال الكويتية المُدرجة للعرض كثيرا مما اعتبره نواب محظورات واثارة واساءة لفئات وشرائح في المجتمع.

وبدأت قائمة المحظورات النيابية للأعمال المعروضة في رمضان مع مسلسل «للخطايا ثمن»، الذي كان من المقرر عرضه على محطة MBC اول رمضان، لكنه قوبل بعاصفة نيابية، ادت الى تدخل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لدى المسؤولين في المحطة، اثمر ايقافا لعرض العمل.

وشملت الانتقادات النيابية مسلسل «الوزيرة» المعروض على تلفزيون «الوطن»، الذي ذُكر أنه يتضمن اساءة للنواب والوزراء.

وتوسعت دائرة المحظورات لتشمل عددا من المسلسلات والأعمال الفنية التي يطالب نواب وقوى سياسية بإيقاف عرضها لعدم تناسبها مع اجواء رمضان، كما يقولون.

يبقى ان رمضان لايزال في اسبوعه الأول، برغم ان الانتقادات بلغت مستويات عالية، فهل ترتفع وتيرة الانتقادات ام ان شهر الصوم يضع حداً للجدل النيابي - الحكومي؟

back to top