3 أهداف لزيارة كوشنير المفاجئة إلى بغداد

نشر في 20-08-2007 | 00:03
آخر تحديث 20-08-2007 | 00:03
No Image Caption
قام أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بأول زيارة لمسؤول فرنسي في مستواه منذ عام 1988 إلى بغداد، وكانت مفاجئة، إذ لم تعلن إلا حين حطت طائرته في بغداد عصراً. وتكتسب هذه الزيارة أهميتها باعتبار انها الأولى منذ اندلاع الحرب ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، ونشوب خلاف دبلوماسي كبير بين الإدارتين الفرنسية والأميركية. وتكتمت باريس عن مدة الزيارة وهوية المسؤولين العراقيين الذين سيلتقي بهم.

ولعل المفارقة أن تتم زيارة كوشنير بعد أيام من قمة الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي التي بحثا خلالها عدداً من قضايا الساعة، منها تداعيات الحرب على العراق والعلاقات الثنائية وكذلك الملف الايراني وانعكاساته على الأوضاع الإقليمية سواء في العراق أو لبنان والمنطقة.

كما أن هناك مفارقة ثانية تتجلى في أن كوشنير المعروف بتأييده القديم للأكراد في الحرية والاستقلال يصل إلى بغداد في أعقاب إعلان «جبهة المعتدلين» التي تضم الحزبين الرئيسين الكرديين بزعامة جلال طالباني ومسعود بارزاني، وحزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيعيين.

وقال مصدر فرنسي مسؤول لـ «الجريدة» إن «هذه الزيارة الرسمية تندرج في إطار مسؤولية فرنسا في مجلس الأمن للمساهمة في معالجة هذه الأزمة الخطيرة لاسيما بعد القرار 1770».

وأضاف: «هذه الزيارة تلبية لدعوة السلطات العراقية ولا سيما الرئيس طالباني، لكن الوزير كوشنير كان يفكر منذ تسلمه حقيبة الخارجية في القيام بجولة كهذه».

وحدد المصدر الواسع الاطلاع أهداف زيارة كوشنير بثلاثة هي: «أولا، التعبير عن تضامن فرنسا مع الشعب العراقي والإصغاء الى ممثلي مختلف الطوائف والجماعات من دون استثناء، ثانياً، التعبير عن تضامن فرنسا مع عمل فريق الأمم المتحدة في الذكرى الرابعة لعملية التفجير التي أودت بحياة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو دي ميللو وواحد وعشرين موظفاً في الأمم المتحدة، ولان للوزير كوشنير روابط صداقة مع ميللو وناديا يونس وفيونا واطسن وجان سليم كنعان الذين عملوا معه في كوسوفو. ثالثاً، سيحمل الوزير رسالة اعتزاز وتقدير للعاملين في السفارة الفرنسية في بغداد لشجاعتهم وأدائهم الكفء حيث يقومون بدورهم في ظل أوضاع صعبة جداً».

ورداً على سؤال اذا كانت هذه الزيارة تضع المدماك الأول لتعديل باريس سياستها حيال العراق لكي تتوافق اكثر مع سياسة الادارة الأميركية قال المصدر انه «لا يظن أن سياسة باريس ستتغير لكننا نستطلع الأوضاع ميدانياً» قبل أسابيع من الاجتماع الذي تخطط له الأمم المتحدة حول العراق، حيث سيتم بحث الميثاق الدولي القاضي بتقديم مساعدات خاصة بإعادة الإعمار مقابل إجراء إصلاحات ديموقراطية ودور مستقبلي للمنظمة الدولية.

وعما إذا كان يمكن لفرنسا في المستقبل المنظور ارسال قوات الى العراق، قال المصدر: «هدف الزيارة ليس كذلك، والآن نركز على الاهداف الثلاثة التي أشرت إليها».

وعن رأي باريس في «جبهة المعتدلين» بالعراق التي أعلنت قبل ثلاثة أيام قال المصدر: «لا رأي لنا بالسياسة الداخلية للعراق لكننا أكدنا مراراً أننا نؤيد مشاركة كل مكونات الشعب من دون استثناء في العملية السياسية الجارية» في اشارة الى العرب السُنة في العراق.

back to top