المسجد النبوي في المدينة المنورة أقيم على أرض لغلامين يتيمين

نشر في 14-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 14-09-2007 | 00:00
No Image Caption

المسجد النبوي الشريف يضم أسس فن العمارة والزخرفة الاسلامية واتبعت في بنائه أحدث طرق البناء من دون الاخلال بالطابع التاريخي للمسجد.

المسجد النبوي هو اقدم المساجد في الاسلام واحقها بالتشريف، بدأ الرسول، صلى الله عليه وسلم، في تشييده عقب هجرته الى المدينة المنورة اذ مهدت قطعة من الارض اشتراها النبي صلى الله عليه وسلم، من غلامين يتيمين في المدينة، ثم خطط المسجد واعدت مواد البناء من حجارة ولبن وجذوع نخيل وغير ذلك، واشترك الرسول، صلى الله عليه وسلم، والصحابة في اعمال البناء حتى تمت اقامة المسجد النبوي كأول عمل معماري مهم في تاريخ الاسلام.

والحقيقة انه بتأسيسهم لهذا المسجد وضع الرسول، صلى الله عليه وسلم، والصحابة اسس فن العمارة الزخرفية الاسلامية، اذ تطورت عمارة المسجد النبوي الشريف بعد ذلك على اساس التصميم الذي بدأه الرسول، صلى الله عليه وسلم، وظل هذا المسجد نموذجا احتذاه مشيدو المساجد في الاقطار الاسلامية الاخرى طوال القرون الاربعة الاولى من الهجرة، كما كان الحرص على الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة سببا في تسيد تصميم المسجد النبوي لكل مساجد الامصار وهو يعرف لدى دارسي الآثار الاسلامية باسم طراز (المسجد الجامع).

أمّا اول عمارة مهمة في المسجد النبوي فقد جرت ايام الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك على يدي واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز في سنة 91 هـ (709م) الذيي اعاد بناءه بصورة كاملة وفق ما حدث من تطور في فن العمارة الاسلامية مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بالتراث المعماري.

في هذه العمارة احتفظ عمر بن عبد العزيز بحد القبلة القديم واقيمت الأعمدة الجديدة محل القديمة وظلت الاعمدة على يمين المحراب اقل من الاعمدة على يساره ونقلت الابواب القديمة التي احتفظت بأسمائها الاولى الى الجدران الجديدة على نفس المحاور القديمة وابقى على المنبر الشرف في مكان بعيدا عن جدار القبلة واحتفظ للقبر الشريف بمكانه، مكتفيا بتزويده بجدار خماسي الاضلاع يحف به حتى تختلف هيئته عن شكل الكعبة المشرفة.

والجديد المستحدث في عمارة الوليد بن عبد الملك كان اولا كسوة جدران المسجد بالرخام وزخرفة اعلاها بفسيفساء زجاجية ملونة، كما حدث في الجامع الاموي في دمشق وقبة الصخرة في بيت المقدس، وجعل السقف من خشب الساج الهندي المزخرف بماء الذهب، كما نقشت تيجان الاعمدة والأعتاب بالذهب ايضا.

وفي هذه التوسعة المهمة زوّد المسجد النبوى للمرة الاولى بالمحراب المجوف وبأربع صوامع (مآذن) في اركانه الاربعة، ارتفاع كل منها حوالي 25 مترا وطول كل ضلع في قواعدها المربعة حوالى اربعة امتار ومن المعروف ان المسجد النبوي لم تشيّد به مئذنة وانما كان يؤذن للصلاة من فوق سطح أحد المنازل العالية المجاورة للمسجد.

ومن أسف ان المسجد احترق بكامله فى سنة 654 هـ (125م) فأعاد السلطان المملوك الظاهر بيبرس تشييده على هيئته السابقة ذاتها، وارسل لذلك الغرض معماريين وعرفاء وبنائين من مصر.

ومن ابرز ما اضيف الى المسجد بعد ذلك ما جرى على يدي السلطان العثماني عبد المجيد (1215 – 1277 هـ) من توسعات وتجديدات على النسق التركي العثماني، ثم التجديدات المتعاقبة التي جرت في عصر الاسرة السعودية، حتى صار المسجد النبوي الآن آية من آيات الفن المعماري العالمي.

وتبلغ مساحة المسجد بعد التوسعات الحديثة حوالي 17 ألف متر مربع وقد استخدمت في البناء ارفع المواد واغلاها من المرمر والرخام الملون وغير الملون والأخشاب النفيسة والمعادن الثمينة، واتبعت احدث طرق البناء دون اخلال بالطابع التاريخي للمسجد.

back to top