«الأدب العربي الهازل ونوادر الثقلاء»

صدر لدى دار الجمل كتاب «الأدب العربي الهازل ونوادر الثقلاء/ العاهات والمساوىء الإنسانية ومكانتها في الأدب الراقي لـ يوسف سدان. يتميز هذا الكتاب عن غيره من الدراسات ببعد الرؤيا، شمولها ونضارتها لدى مقاربة الهزل والفكاهة في الأدب العربي القديم، فهو يتناول المواد الهزلية الضاحكة في دراسة جادة وفق المنهج الاجتماعي-الثقافي. يعرض الكاتب لموضوع الهزل والموقف منه في أوساط المؤسسة الدينية-الأخلاقية فيصف مواقف القبول والتسامح من ناحية، والرفض والتشدد من ناحية ثانية. كما يصف النزعة الأدبية والأجواء التي خلقتها العناصر التي غذت الأدب العربي في العصور الوسطى، مثل تراث البادية الذي حمله العرب معهم، من ناحية، وما أملته عليهم الحياة الحضرية، بعد فترة الفتوحات، من ناحية ثانية. بيئة البلاط وما اتصل بها من نوادر، مقابل البيئة الشعبية ونوادرها. ويعتبر المؤلف ان ثمة بوناً شاسعاً بين أبسط اشكال الضحك، كضحك الأطفال من شخص تزحلق على قشرة موز في الشارع أو من مكفوف اصطدم بحائط أو من احدب يتجول في احد الأزقة، وبين الشكل المهذب في مزاح الكبار.

في التمهيد للكتاب يختار المؤلف عبارة لابن خلدون تقول:”النوادر راحة، وبها للمكدود استراحة، لا سيّما إذا أثقله عبء الجد، وعاد باحتماله كليل الحدّ”.