الجريدة أول صحيفة عربية على متن حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس إنتربرايز مدينة عائمة تحوي مراكز صحية وتربوية ودينية وترفيهية العقيد هورتون: إيران لا تعنينا... لم نأت من أجل الحرب

نشر في 02-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 02-09-2007 | 00:00

بعد أقل من شهر على وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس إنتربرايز» إلى مياه الخليج العربي، كانت الجريدة على موعد خاص للقاء طاقمها، ومتابعة تدريبات أفرادها البالغ عددهم

5 آلاف شخص، اختلفت رتبهم وتوحدت أهدافهم، يعيشون على متن أكثر السفن تنظيماً في العالم.

أشبه بمغامرة، صعود حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس انتربرايز» أو كما يطلق عليها «BIG E» كناية عن ضخامة حجمها وتقدمها في السن، لكنها ما زالت تتمتع بشبابها على الرغم من تخطيها عامها السادس والأربعين، وتفخر بكونها أول حاملة في العالم تعمل بالطاقة النووية، بتكلفة تخطت حاجز الـ 450 مليون دولار، إضافة إلى تكاليف الصيانة الدورية التي تخضع لها بين فترة وأخرى.

وجودك على متن الانتربرايز أشبه ما يكون بالتجول في مدينة عائمة أو متحركة يسكنها أكثر من خمسة آلاف نسمة، لم يقف المناخ ودرجات الحرارة العالية ونسبة الرطوبة المرتفعة عائقا أمام أفرادها والعاملين فيها، بل اعتادوا على مثل هذه الأجواء منذ وصول السفينة مضيق هرمز وولوجها الخليج في الثاني من أغسطس الجاري.

ما بين إيران على يمينها ومملكة البحرين على يسارها تتوسط الانتربرايز الخليج العربي، وتبدو كل يوم وكأنها خلية نحل لا يتوقف كل من فيها وعلى متنها عن العمل المتواصل والدؤوب، وعلى مدى 12 ساعة يوميا، تحط عليها الطائرات المقاتلة من طراز F-16 و F-18 والمروحيات والهورنت والبراولر والفايكنغ والسي هوك والهوك آي وغيرها، وتشهد الحاملة يوميا عمليات إقلاع وهبوط، وتدريبات أسبوعية على مكافحة الحريق وتسرب المياه وما شابه، وتتراوح فترة التدريبات ما بين ساعتين إلى 3 ساعات.

مسؤول المكتب الإعلامي على متن الحاملة النقيب مارك جونز أكد أنه «لا موعد محدد لرحيل الحاملة وعودتها الى الولايات المتحدة حتى الآن» مشيرا إلى أن «الهدف من وجود الانتربرايز هو تقديم الدعم الأمني للمنظومة البحرية الأميركية، ودعم القوات الموجودة في القواعد البرية، وتحديدا في العراق وأفغانستان» ونفى جونز ما إذا كانت السفينة قد تعرضت لأي نوع من التهديد منذ وصولها، لافتا الى «التكنولوجيا الأمنية المتطورة داخل الحاملة، واتخاذها تدابير الحالة القصوى من الحيطة والحذر المطلوبين».

تتكون الحاملة من خمسة أدوار يحتوي كل دورين فيها على مفاعل الحاملة ومجاميع المحركات وعنابر نوم الطاقم، وصالات الطعام وكل الأنشطة الادارية التي تخدم 5000 فرد، وتحتل غرفة القيادة موقعا متوسطا من الحاملة وتدار إجمالا بالكمبيوتر، وتتصل بمراكز قيادات الأسطول عن طريق الأقمار الصناعية وبالقوة المصاحبة للحاملة، وهي مزودة بنظام آلي مركزي يتولى السيطرة على أجهزة الكمبيوتر الفرعية للأنظمة العاملة على متن الحاملة، مثل الملاحة والتسليح والمفاعل والاجراءات المضادة ووسائل الكشف وغيرها من نظم التحكم الأخرى.

ويضم الدور الثالث من الحاملة بقية النظم الحاملة ومجموعات ورش الصيانة والاصلاح الخاصة بالطائرات، إضافة إلى مخازن لقطع الغيار والصواريخ والذخائر التي توفر إمكانات التسليح اعتماداً على الاكتفاء الذاتي، في حين يتم تخزين بقية نظم التسليح بسفن الدعم اللوجستي المصاحبة لمجموعة الحاملة.

الطابقان الرابع والخامس يضمان عناصر القوة الجوية، إذ لا توجد جميع الطائرات على سطح الحاملة، بل يكون بعضها مفكك الأجنحة أو مطويا وجاهزا طبقا لحالات ودرجات استعداد الحاملة، ويتم رفع الطائرات إلى السطح باستخدام أربعة مصاعد يستطيع كل مصعد منها حمل طائرتين في وقت واحد.

تصل حمولة الانتربرايز من الطائرات نحو مئة طائرة متنوعة، منها اثنتان وستون طائرة مقاتلة تتكون من طائرات إف 14 وإف 16 وإف 18 التي تستخدم في أغراض الاعتراض والقتال الجوي والهجوم الأرضي، وباقي الطائرات للاستطلاع والرصد والتموين والتشويش، علاوة على سرب عموديات الـ «سي هوك» وسرب آخر مجهز لأغراض الإعاقة والإعاقة المضادة.

القائد العام للحاملة العقيد دونالد هورتون الحاصل على ميداليات الشرف في البحرية وميدالية الاستحقاق في الهجوم والطيران الحربي، وعشرات الجوائز والميداليات الأخرى، نفى أن يكون السبب في وجود الانتربرايز في الخليج هو الاستعداد لمواجهة إيران وقال «لا نفكر مطلقاً في إيران، ولسنا هنا من أجلها مطلقاً، فهي لا تعنينا، ولا أعلم إن كانت الحرب ستندلع في المنطقة، أو إذا كان المسؤولون سيتوصلون إلى حل وسط لقضية امتلاك إيران السلاح النووي».

وأضاف العقيد هورتون «نحن هنا من أجل تقديم الدعم الى القوات الأميركية الموجودة على الأرض، وحماية مصالح بلادنا، وتقديم المساعدة إلى جميع الدول الصديقة في المنطقة، لدينا قواعد عسكرية في كل من قطر والكويت والإمارات والبحرين ونقدم الدعم إلى كل تلك القواعد».

وحول ما إذا كان للمرأة فرصة الوصول للمناصب القيادية في البحرية والسبب في عدم وصولها لها إلى الآن قال «يجب أن يعرف الجميع جيدا أن المرأة لم تعمل في البحرية إلا منذ 15 عاما فقط، أي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، لكنها اليوم تحظى بفرص عديدة ولا أستبعد وصولها إلى مراحل ومناصب قيادية أو حتى أن تصبح قائد أسطول بحري ،لم لا»؟

موعد غرامي

«هيا يا رفاق .. ابتعدوا عن الحسناء.. فلديها موعد غرامي اليوم»!

هذا التعبير أطلقه الرئيس الجوي من خلال الميكروفون في غرفة المراقبة أعلى برج الحاملة في إشارة منه لقرب انطلاق إحدى المقاتلات، وهو بذلك يحاول كما يقول «رفع معنويات الشباب ومحاولة رسم ابتسامة على شفاههم في ظل أجواء العمل وارتفاع الحرارة».

الرئيس الجوي أو Air Boss الكابتن رايمن شون، مشرف ومنسق العمليات على السطح ومهمته شبيهة بمهمة المراقب الجوي في المطار يعرفنا على وظيفته «أشرف على كل شيء على السطح وعلى موقع حظيرة الطائرات وأراقب المجال الجوي لمسافة عشرة أميال صعودا إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه» .

ويعتبر شون أن النشاط على سطح السفينة هو أكثر العمليات تنظيما في العالم «هنالك ألوان متعددة من القمصان التي يرتديها الشبان البحارة ليدل كل لون على مهمة صاحبه، وهم على مستوى ممتاز من الحيطة والحذر واليقظة طوال الوقت، وأحرص على دعمهم دوما باتباع القوانين والنظم على السطح، لافتا إلى أنه لا وجود لما يسمى بـ Day Off على متن السفينة، والجميع، نساء ورجالا، يعملون على مدار الساعة من دون توقف وبنظام النوبات، ولا تتجاوز ساعات نومهم أربع ساعات.

ومع وجود أكثر من 5000 ضابط وبحار على متن الانتربرايز، يدب النشاط في مطبخ الحاملة لإعداد الطعام ثلاث مرات يوميا، وتتضمن قائمة الطعام كما ذكر مشرف الأغذية النقيب رون ديمون العديد من الأصناف ، ويقدم نفس الصنف لمدة 14 يوما يتغير بعدها إلى قائمة طعام جديدة مع ملاحظة أن «أفراد الحاملة من الضباط لهم مطعم خاص بهم، بينما يلزم باقي الأفراد باللحاق بصالة الطعام الاعتيادية وفق أوقات محددة لكل وجبة، الإفطار يبدأ من الخامسة صباحا حتى السابعة، والغداء من العاشرة حتى الواحدة بعد الظهر، والعشاء من الرابعة عصرا حتى السابعة، وهنالك فواكه ووجبات خفيفة تقدم على مدار الساعة علاوة على بعض المشروبات» والصنف المفضل من البحارة والضباط والطيارين وفقاً لضابط الصف كنت هوارد هو «الدجاج مقليا أو مشويا وأحيانا السمك».

يحاول أفراد الطاقم أن يبحثوا عن هواية أو وسيلة للتسلية لتمضية الوقت بين قاعة التدريبات الرياضية أو المكتبة، وتقول الرقيب كاثرين تومسون أنها تقضي أوقات الفراغ إن وجدت في «إرسال بريد إلكتروني إلى العائلة أو الذهاب إلى المكتبة أو التحدث مع الأصدقاء، ونحن والرجال سواء، نفعل كل شيء يفعلونه». وقالت الضابط هيبي «أقضي معظم وقت فراغي على السفينة في قاعة الألعاب الرياضية وفي النوم، الحياة في البحر مختلفة لأنك لا تأكل ما تريد ولا تقود سيارة والوقت الذي سنقضيه هنا غير معلوم أو معروف».

المسؤول عن دار العبادة على متن الحاملة النقيب مارك لوغايد قال «ننظم ونتيح لكل من على متن الحاملة أجواء من الروحانية للجميع وباختلاف الديانات التي يؤمن بها هؤلاء، ونحرص أسبوعيا على تنظيم 47 فعالية دينية، ونتيح المشاركة في التعليم الديني والخدمات الروحانية، فدستور الولايات المتحدة يحترم كل الديانات، ومن هذا المنطلق عمدنا الى استقبال كل من يود التعبير عن دينه بأي شكل من الأشكال، يوجد في الانتربرايز بحارة مسيحيون ويهود ومسلمون أيضا، ومسؤوليتنا الاعتناء بكل هؤلاء وتوفير الأجواء المناسبة لهم، مع مكتبة خاصة للكتب الدينية لجميع الأديان ونسخ من الإنجيل والتوراة والقرآن» وزاد لوغايد أن الجيش الأميركي «عيّن أول إمام مسجد في صفوفه في عام 1993، وتسمح أفرع القوات المسلحة والبحرية الأميركية للجنود المسلمين بأداء الصلوات، كما تمدهم بوجبات غذائية طبقا للشريعة الإسلامية».

«لدينا هنا على السفينة مستشفى محلي» تقول طبيبة الأسنان في مركز طب الأسنان على الحاملة النقيب كرستين ميلي، التي أكدت أن البحرية الأميركية تولي اهتماما بالغا بصحة كل فرد على متن الانتربرايز، وقالت «نهتم بستة آلاف شخص بمن فيهم الطيارون، فريق عملنا مؤلف من ثلاثة جراحين وجراح عام ومساعد طبيب وطبيب ضابط ورئيس أطباء، وهنالك غرفة العناية، وهي في نفس الوقت غرفة نقاهة، مجهزة بكل أجهزة الأشعة والمعدات الطبية اللازمة، وخلال ستة أشهر أجرينا العديد من العمليات الجراحية وتعاملنا مع مئات من حالات الطوارئ، كما نمتلك بنك معلومات للحالات الصحية لجميع الأفراد على الحاملة،

عندما وقف طاقم «الجريدة» أعلى برج التحكم على الحاملة، كان المنظر مثيرا، حركة الهبوط والإقلاع مشوقة وتشعر أنك قريب من الحدث، ويقول خبير العلاقات العامة النقيب نيك كايلور أنه وقبل أن يتمكن الطيارون من الانضمام إلى طاقم الحاملة، عليهم أن يمضوا نحو ثلاثة آلاف ساعة في الصف، المكان الأكثر أماناً للتدرب على ما تعلموه على آلة خاصة للتمرن على التحليق، يمكن لهذه الآلة تقليد أي ظرف جوي أو عسكري قد يواجهه الطيار، بما في ذلك الهبوط الحقيقي الذي سيقوم به الملازم «فينسينت» على الحاملة بعد قليل.

فينسينت تحدث بشكل موجز عن وجوده على الحاملة «يومنا حافل ولدينا استطلاعات جوية ورحلات لقواعد برية قريبة، لكن في الحقيقة أنه مكان يصيبك بالإجهاد ليلاً ونهاراً ،أحب الطيران فعلاً، أحب القتال والشعور به، أعتقد أن عائلتي وبلادي يدعمونني» ولفت الى أن الطريقة الأسرع لفقدان منصب الطيار في البحرية هي «عدم التمكن من الهبوط جيداً علي السفينة» وأضاف «عندما أكون على ظهر السفينة أتحقق من أن كل شيء على ما يرام قبل الإقلاع، يجب القيام به بالطريقة نفسها في كل مرة، ولا يمكن فعل الأشياء عشوائياً، لأن الطيار قد ينساها».

وقال طيار آخر «الهبوط ليلاً على السفينة هوس الطيارين». وأضاف بحماس «الخروج من الطائرة ليلاً هو أشبه بالخروج من حجرة خالية من الأكسجين، يشعر الطيارون بالحاجة إلى الهدوء والاسترخاء بعد مهمة ليلية، ومن الجيد أن هنالك دائماً مكانا يقصدونه، في السفينة هناك وجبة رابعة كل ليلة واسمها وجبة منتصف الليل، الجميع يتناولونها تقريباً وهذا أمر رائع يقومون به بعد المهمة الليلية».

العمل لا يتوقف أبداً لكل شخص في السفينة قائدا كان أو طيارا أو مهندسا أو طباخا أو طبيبا أو اختصاصيا في النقل أو التصليح أو حتى التنظيف، لكن هناك قاسما مشتركا بين أفراد الطاقم، الذي يعمل بين عشر ساعات واثنتي عشرة ساعة يومياً، ويقومون بالعمل نفسه مراراً وتكراراً لأشهر عدة.

يو إس إس إنتربرايز Enterprise

صممت انترابرايز CVN - 65 في وقت اشتد فيه الجدل في الولايات المتحدة الأميركية حول قيمة حاملات الطائرات في المستقبل، ودخلت الخدمة في السنة الأولى من رئاسة جون كينيدي، الذي لم يكن وزير دفاعه روبرت ماكنمارا مقتنعاً بجدوى هذه السفينة، بالنسبة إلى تكاليفها التي بلغت 451.3 مليون دولار أميركي.

كان تصميم بدنها نمطاً معدلاً من تصميم بدن الفئة « فورستال « لكن اعتماد الدفع النووي عليها، إضافة إلى بعض العروض الأخرى جعلها أكبر سفينة بنيت على الإطلاق، وانتهى بناؤها بعد بناء السفينة لونغ بيتش بوقت قليل، ما يجعلها ثانية سفينة حربية عائمة تسير بالدفع النووي، ولأنها لا تحتاج إلى مآخذ دخان، بنيت عبّارتها على شكل صندوق يأخذ أعلاه شكلاً مخروطياً، أما هوائيات الرادارين SDS فهي مركبة في جوانب العبارة، أما الرأس المخروطي فتعلوه هوائيات أجهزة التدابير الإلكترونية المضادة.

بوشر بوضع تصميم المفاعل النووي سنة 1950، وقد تأجل إنتاجه من سنة 1953 إلى سنة 1954 للاستفادة من التطورات في المحركات النووية للغواصات، ثم دفع إلى مرحلة الإنتاج في «مختبر بيتسي» للطاقة النووية، أي بعد أن أنزلت «انترابرايز» إلى البحر بمدة شهرين، وفي ديسمبر 1960 واجه مفاعلها الأول وضعاً صعباً. وفي غضون أحد عشر شهراً تلت انتشرت المشاكل الفنية في مختلف أجزاء المحركات النووية. ومنذ دخولها الخدمة في نوفمبر 1961 إلى حين تصليحها تم إعادة تزويدها بالوقود النووي للمرة الأولى في نوفمبر 1964.

وأبحرت الحاملة «Enterprise» زهاء 210.000 ميل، ويمثل هذا المدى الذي ارتفع بشكل واضح ومستمر، بفضل التحسينات التي أدخلت على عمليات التزود بالوقود، إضافة إلى السرعة العالية التي لم تحققها أية حاملة طائرات سابقة، وإلى المرونة في عمليات تشغيل البخار التي كانت غير معروفة في السفن السابقة.

حققت Enterprise الآمال التي عقدها عليها دعاة الدفع النووي، لكنها كانت في حاجة مستمرة أثناء إبحارها إلى عمليات التزود بالوقود والذخيرة والمؤن بسبب تشغيلها لأكثر من 80 طائرة. ولارتفاع عدد أفراد طاقمها الذي يبلغ حوالي 5500 فرد.

ومع أن تكرار مثل هذه العمليات بالنسبة لـ«انترابرايز» أقل مما هو عليه بالنسبة للحاملات التقليدية، التي تحتاج إلى لقاء أسبوعي مع ناقلة زيوت تحت ظروف صعبة من العمليات، فتبقى هذه العمليات مُشْكلة بالنسبة للمخططين.

أما عملية إمداد « Enterprise « بالذخائر والمقذوفات فهي في مستوى الحد الأدنى لأنها لا تـحـمـل أيـة مـدافـع، وسلاحهـا الوحيد للدفاع عن نفسها زوج من المنصات نوع BBDMS ركبت سنة 1967، وتطلقان القاذف «سي سبارو» إلى مدى يناهز 12 ميلاً تحت سيطرة بصرية أو رادارية لكن «Enterprise» أعدت في الأصل بحيث تزود بجهاز لإطلاق القاذفات «ترير سطح / جو».

الاستخدام: حاملة متعددة الأغراض ثقيلة.

الطاقم: 3100 + 2400 فرد جوي بإجمالي 5500 فرد

ألوان الطيف

بعد الانتهاء من فترة العمليات على متن الحاملة، يبدأ أفراد الطاقم جميعا بالسير جنباً إلى جنب على امتداد السفينة بحثاً عن أي حطام، فعندما تدير الطائرة محركها، أي حجر صغير أو قطعة متناهية الصغر قد تصبح كالرصاصة على السفينة، وتعرض الموظفين والعمال للخطر، وتحدد مسؤولية العمل حسب لون القمصان التي يرتديها أفراد الطاقم كالتالي :

• ذوو القمصان الصفر: يوجهون حركة الطائرات على المدرج.

• ذوو القمصان الزرق: ينقلون الطائرات إلى السطح، وعندما تصبح الطائرة في مكانها يقومون بتثبيتها بسرعة على سطح السفينة.

• ذوو القمصان الحمر: مسؤولون عن الصيانة والتصليح، ويقضي عملهم تشغيل الأسلاك الهائلة والمعدات الضخمة التي تلتقط الطائرات خلال هبوطها وتدفعها نحو الجو.

• ذوو القمصان الأرجوانية: مسؤولون عن إمداد الطائرات بالوقود.

• ذوو القمصان البنية: يهتمون بطائرة معينة.

• ذوو القمصان البيض: مهمتهم حل المشاكل المحتملة، ويضعون علامات ويكتبون تحليلا موجزا عند كل عملية هبوط.

• ذوو القمصان الحمراء: مسؤولون عن الأسلحة والقنابل التي تخزن في السفينة، فيما يعرف بـ «خزنة القنابل».

«الانتربرايز» تحال الى التقاعد عام 2013

كشف مسؤول العلاقات العامة مارك جونز لـ«الجريدة» أنه من المقرر وقف العمل بحاملة الطائرات «انتربرايز» مطلع عام 2013، لافتا إلى أن الحكومة الأميركية منحت مجموعة بناء السفن NNS عقداً قيمته 3.8 دولار لبناء حاملة طائرات جديدة، أطلق عليها مبدئياً CVN 77، وهي حاملة الطائرات العاشرة من فئة «نيمتز» والحاملة الأخيرة التي تنتج من هذا الطراز، ومن المقرر دخولها الخدمة عام 2008 لتحل محل حاملة الطائرات كيتي هوك الموجودة بالخدمة حالياً. وسوف تجهز هذه الحاملة بنظام قتالي جديد متكامل ونظام تحكم ميكانيكي محسن.

وقال جونز إن عدد الطاقم سيخفض من 400 إلى 500 فرد، لتقليل تكاليف تشغيلها، مع ما يتطلبه من زيادة التجهيزات الآلية وخفض متطلبات المراقبة، وسوف يشمل نظام القتال المتكامل الموجود على متن الحاملة CVN 77 راداراً جديداً متعدد المهام وأنظمة بحث راداري، وستكون جميع المعدات والأنظمة التي ستزود بها الحاملة من أحدث ما توصلت إليه التقنية، سواء في أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات أو في الكمبيوترات وأنظمة الذكاء والتجسس،

وأضاف أن الحاملة بعد تجديدها ستزود بنظام دفع جديد للطاقة النووية يضم نظاماً الكترومغناطيسياً جديداً لانطلاق الطائرات. وستبدأ الولايات المتحدة بعد إتمام بناء هذه الحاملة برنامجاً لبناء عشرة حاملات لطائرات أخرى للجيل التالي الذي أطلق عليه CVNX ،على أن يبدأ بناء أول حاملة CVNX -1 في عام 2006 وتدخل الخدمة عام 2013 لتحل محل حاملة الطائرات «انتربرايز» على أن يبدأ بناء الحاملة CVNX - 2 في عام 2011 ، لتدخل الخدمة في عام 2018 محل حاملة الطائرات «جون كنيدي» وهكذا تباعاً يستمر دخول الجيل الجديد من الحاملات، ليحل محل الجيل الموجود حالياً بالخدمة من حاملات الطائرات الأميركية.

الرئيس الجوي: لا إحباط في صفوفنا ونعمل لحماية الحرية

عندما طرحنا على الرئيس الجوي للانتربرايز سؤالا حول حقيقة ما يثار في وسائل الإعلام عن الإحباط الذي يسود صفوف الجنود وأفراد البحرية في القوة الأميركية نتيجة فشلهم في ضبط الأمن في العراق قال« ما ذكرته لا يؤثر إطلاقا في الجنود هنا، وفي الواقع ما يثار في وسائل الإعلام عن الإحباط الذي يصاب به جنود البحرية أو غيرهم لا اساس له من الصحة، شخصيا لا أجد أي نوع من الإحباط لدي أو لدى عائلتي أو أبنائي أو حتى والداي، أقوم بهذا العمل منذ 23 عاما، وكانت لدي عدة مهمات على حاملات أخرى وأشاهد محطات التلفزة ولا آبه بما يحاك من قصص غير واقعية وسلبية، والسبب كما ترون في إخلاصنا وحبنا للعمل هو أننا نؤمن بما نقوم به، ونسعى إلى تحسين صورة السلام في العالم أجمع وحماية الحرية، وأجزم بأن الشباب هنا كلهم متحمسون وسعداء بوجودهم على متن الحاملة، نعم عملنا مضنٍ وشاق والحرارة في ارتفاع دائم لكن العمل ممتع للغاية».

من الرحلة

مرافقون

رافق فريق «الجريدة» خلال الرحلة مساعد القنصل في السفارة الأميركية في الكويت إريكا هوبكنس واختصاصي الإعلام والعلاقات العامة حاتم قربي.

نشاط وحرارة

بدا كل من على مَتن الحاملة وهم في قمة نشاطهم، على الرغم من الحرارة العالية والرطوبة وانعدام أنظمة التبريد في بعض المواقع الداخلية من الحاملة.

متحف الصور

المتحف الخاص بتاريخ الحاملة يتضمن بعض الصور التاريخية والمجسمات الخاصة بها، إضافة إلى أعلام قديمة رفعت عليها سابقا ووثائق عسكرية مختلفة.

مصبغة

يستغرق تنظيف الثياب اثنتي عشرة ساعة، حيث تستقبل مصبغة الحاملة نحو 450 كيلو من الثياب المتسخة يوميا.

ماء وكهرباء

زودت الانتربرايز بألفي خط هاتفي وستمئة وتسعة وعشرين مصباحاً في ألفين وسبعمئة غرفة على متنها، وتؤمن المصفاة نحو أربعمئة ألف غالون من المياه العذبة كل يوم.

عشرون سيارة!

قاذفة الطائرات على السطح لديها من القوة ما يكفي لإطلاق عشرين سيارة بسرعة مئة وستين ميلا في الساعة، ومن يوجد بالقرب من موقع انطلاقها عليه دائما أن يثبت جسده على الأرض لئلا يفقد السيطرة ويختل توازنه.

قنابل مزيفة!

يحتوي مخزن تجميع الأسلحة في الحاملة على قنابل زنتها 500 باوند وقنابل مزيفة من الوزن نفسه تستخدم للتدريب، وفي كل قنبلة نحو 495 باونداً من المتفجرات، يمكنها تدمير معظم الحاملة بنفسها.

موستنغ 67

عندما انتهى لقاؤنا والقائد التنفيذي للحاملة بادرناه بمزحة عما إذا أصبحت الانتربرايز شبيهة بعجوز تجاوزت سن السادسة والأربعين وباتت اليوم بحاجة ملحة إلى جراحات التجميل، لكن كان له رأي آخر حيث قال «لدي ما هو أفضل من هذا التشبيه، وهو أن الانتربرايز أشبه بسيارة موستنغ موديل 1967، السيارة الكلاسيكية التي يفخر الأميركي باقتنائها».

اسألوا إيران

سألنا قائد السفينة عما إذا كان وجود الانتربرايز في الخليج يسبب قلقا وإزعاجا لإيران فأجاب « عليكم أن تسألوا المسؤولين الإيرانيين وتبحثوا عن إجابات عندهم، ويمكنكم أن تزوروا إحدى حاملاتهم لتعرفوا بأنفسكم».

تجربة السفر على متن Rawhides VRC-40

ليست تجربة لطيفة على الإطلاق، بل إنها مثيرة ومخيفة في آن واحد، فوسيلة المواصلات التي استخدمت خلال مغادرتنا الكويت إلى القاعدة العسكرية الأميركية في مملكة البحرين كانت طائرة ركاب صغيرة الحجم تسع ثمانية ركاب فقط، ولولا بعض المطبات الهوائية التي اعترضت طريقها لكان بالإمكان القول إنها مثالية.

إلى هنا، والرحلة تسير على أحسن ما يرام، حتى استقللنا الطائرة الحربية المسماة Rawhides VRC-40 أو COD اختصارا لـ Carrier Onboard Delivery، التي انطلقت في الأول من يوليو عام 1960، وتمثلت مهمتها في توفير خدمة نقل الركاب والشحن للأسطول السادس في البحرية الأميركية. كانت تجربة السفر على متنها أشبه ما تكون بركوب قطار الموت في الملاهي، فقبل كل رحلة يتم تزويد ركابها الخمسة عشرة بخوذة خاصة تحمي الرأس والأذنين وسترة نجاة، ويقوم مساعدو الكابتن بشرح كيفية سير الرحلة وربط الأحزمة الشبيهة بتلك التي تستخدم في قطارات الألعاب أو ما يسمى Roller Coaster ، ويبدو أننا كنا فعلاً على موعد مع ركوب إحداها بقليل من الواقعية الممزوجة بالرعب لحظة الهبوط والإقلاع، ناهيك عن الحرارة الداخلية فيها لعدم وجود نظام تكييف، وإصابة العديدين بالغثيان وتقيؤ آخرين، كل هذا بسبب الهبوط والإقلاع المفاجئين، ومناورة قائد الطائرة للحصول على مسار مناسب قبل الهبوط على متن الحاملة، فما تجده عادة من وسائل رفاهية وشاشة فيديو وألعاب إلكترونية على الطائرات المدنية استبدل كل هذا بكرسي يرهق الظهر قابع بداخل علبة مغلقة دون تهوية. وعلى الرغم من الخوف الذي تسببه COD وعدم كونها وسيلة نقل مثالية لمرضى السكر والضغط أو القلب، فإنها كانت تجربة ممتلئة بالإثارة والحماس يود الجميع تكرارها مرة أخرى.

back to top