التوربيني أقبح سفّاح في تاريخ مصر قتل 38 طفلاً وطفلة وألقاهم من القطار بعد اغتصابهم وتعذيبهم

نشر في 23-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2007 | 00:00

الجريمة خلقها البشر. وجدت منذ خلق الله آدم أبو البشر جميعا. هي سلوك عدواني يلحق ضررا بالفرد والمجتمع. لم تنجح أي وسيلة في أي زمان أو مكان لمنع وقوع الجرائم. إنها جزء لايتجزأ من السلوك الإنساني وأحد مكونات الحياة في أي مجتمع، أياً تكن ثقافته أو مستواه الحضاري.

رغم التقدم التقني الذي شهده العالم في مجال اكتشاف الجرائم ومكافحتها فإن المجرمين يقومون في خط مواز بتطوير أساليب جرائمهم في محاولة لتضليل السلطات عن مطاردتهم وإنزال العقاب بهم.

بخلاف ما يسمى «المجرم بالصدفة» الذى يرتكب نوعا من الجرائم من دون إعداد أو تخطيط مسبق، ثمة المجرمون العتاة الذين يتميزون بتركيبة إجرامية ذات سمات خاصة وتفشل كل الطرق فى إصلاحهم وتهذيبهم كما تفشل كل أنواع العقاب، مهما بلغت قسوتها، في ردعهم.

عالم الجريمة مثير لما ينطوي عليه من رعب وتشويق. وإن كان عالماً صغيراً، إلا أنه يعكس الحياة البشرية بأكملها إذ يمثل حالة الصراع الدائم بين الخير والشر، بين العدل والظلم، بين القوة والضعف، بين الفضيلة والرزيلة.

نقدم هذا العالم الغريب في حلقات متتالية، من مصر بلد التاريخ والحضارات المختلفة، بلد الجوامع والكنائس، بلد الهرم والنيل، لكن أيضا بلد «الخط» وريا وسكينة والتوربيني.

بين ألوف المجرمين والسفاحين الذين عرفتهم مصر وربما البشرية جمعاء لن تجد أشد إجراما وأقبح سلوكا منه. لا ينتمي إلى المجرمين العاديين الذين يسرقون ويقتلون ويغتصبون ولا إلى طابور المجرمين الذين عرفتهم مصر. سيقف وحيدا في ركن لا يختلف كثيراً عن مأوى الشيطان الرجيم الذي تستوعذ منه البشرية.

المجرم الذي سنثير أعصاب القارئ بالكتابة عنه اليوم آدمي خرج إلى الدنيا من رحم امرأة وصلب رجل، لكن جرائمه تقول إنه شيطان قبيح. إرتكب أبشع الجرائم وأقبحها وأحطّها إلى درجة أن الشيطان قد يخاف من الإقدام عليها. ضحاياه من الأطفال الأبرياء الذين لم يعرفوا التفريق بين الضارّ والنافع ولا يملكون القدرة على المقاومة أو حتى الاستغاثة من هول ما لحق بهم. أخرجهم من الحياة الدنيا أجساداً ممزقة بعدما اغتصبهم وكسر نفوسهم وقتل براءتهم.

الجرائم التي ارتكبها هذا الشيطان هي خطف الأطفال الصغار الذين لا مأوى لهم ويحلمون كل صباح بلقمة طعام ساخنة أو خيشة ناعمة ينامون عليها بعد أن أُنهكت أجسادهم من النوم على الأرصفة وتحت الجسور وتشبعت شهيتهم من فضلات الزبالة، فألقت بهم الأقدار على طريق هذا الشيطان وعصابته كي يغتصبهم ثم يعذبهم ويقتلهم وأحيانا يمثل بجثثهم.

أما مسرح الجرائم هنا فهو مكان غير تقليدي. ليس شقة ولا سطح منزل ولا حقل ذرة أو قصب ولا طريق مهجوراً، لكنه ارتكب أكثر جرائمه فوق سطح قطار التوربيني الفاخر الذي يسير بين القاهرة والاسكندرية ويستقله الأغنياء والمترفون وبعض أبناء الطبقة المتوسطة. كان يجلس هؤلاء على مقاعد القطار الوثيرة في جو مكيف، يتناولون الوجبات الخفيفة والمشروبات الساخنة والباردة وفوق رؤوسهم ما لا يزيد على متر واحد. ترتكب بهم جرائم الاغتصاب والقتل. يا لها من مفارقة تعكس البناء الاجتماعي في ذلك الزمن.

جــذور المأســـاة

اسمه الحقيقي رمضان عبدالرحيم منصور( ‏26‏ عاماً) من مدينة ديروط في صعيد مصر. نزح والده إلى القاهرة وأقام في حيّ مدينة السلام في أقصى الشمال الشرقي للعاصمة. قال عن نفسه خلال التحقيق معه أنه عندما كان في الثانية عشرة اعتاد ترك منزله والعمل في إحدى كافتيريات السكة الحديد في القاهرة، إلا أنه وقع في قبضة بلطجي اسمه عبده توربيني (الذي استعار اسمه في ما بعد). استولى على نقوده ثم هتك عرضه وألقاه من أعلى القطار فسقط على قطعة من الحديد ما تسبب بإصابته بعاهة لازمته وبعقدة نفسية فقرر الانتقام من المجتمع كله. تزعم عصابة لاغتصاب أطفال الشوارع وقتلهم. قتل ما يزيد على 38 طفلا بعد اغتصابهم بمشاركة عصابته المؤلفة من: «بقو» و«حناطة» و«السويسي» و«بزازة» و«شعيشع» و«الجزار» وبعض المساعدين الآخرين.

المشهد الأول

إنطلقت الشرارة الأولى للكشف عن هذه العصابة ظهر يوم الاثنين الموافق 27 نوفمبر 2006، حين عثر عمّال محطة مترو أنفاق شبرا الخيمة (شمال القاهرة) على جثة طفل داخل نفق أسفل المحطة. أبلغوا الجهات الأمنية التي انتقلت إلى مكان الحادث. بعد معاينة الجثة اكتشفت الشرطة أنها عبارة عن هيكل عظمي لطفل يدعى محمد كمال. بعد أيام عُثر على جثة الطفل محمد إبراهيم سالم (14 عاماً) على شريط السكة الحديد في الإسكندرية، كشفت تحريات مباحث الاسكندرية أن الجثة ألقيت من فوق أحد القطارات. تزامن ذلك مع العثور على جثة لطفل ثالث ألقيت من فوق صهاريج في محطة السكة الحديد في طنطا وتبين أن صاحب الجثة يدعى أحمد ناجي. فور إبلاغ وزير الداخلية بهذه الحوادث طلب تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى يضم قيادات البحث الجنائي في القاهرة والاسكندرية وطنطا. بعد يومين من التحريات توصل رجال المباحث إلى معرفة أن وراء قتل هؤلاء الأطفال عصابة مؤلّفة من عدد من الأطفال.

اعترافات بقو

كانت أجهزة البحث تواصل العمل ليل نهار حتى أُلقي القبض على أول متهم في العصابة واسمه أحمد سمير عبدالمنعم (18 عاماً) وشهرته بقو في منطقة شبرا الخيمة في القليوبية. وكم كانت الدهشة كبيرة حين اعترف المتهم بانتمائه إلى عصابة قتل أطفال الشوارع.

كشفت اعترافات بقو أمام رجال المباحث أسرار العصابة إذ ذكر أنهم يستدرجون هؤلاء الأطفال من الشوارع بزعم التسول ثم يعتدون عليهم جنسياً ويقتلونهم بإلقائهم من فوق القطارات كي يختفي أثرهم بعد أن تدوسهم القطارات الآتية من الاتجاه المعاكس.

لم تتوقف الاعترافات عند هذا الحد بل استمرت أمام نيابة قسم أول شبرا الخيمة. قال بقو: «إن «التوربيني» هو زعيم العصابة وأنه كان يقوم بتكتيف هؤلاء الضحايا بملابسهم الداخلية فوق قطارالتوربيني الذي يستقله مع الضحية من القاهرة ومعه سائر أفراد العصابة حتى الاسكندرية. كان يعشق «التسطيح» فوق هذا النوع من القطارات لوجود مكان منخفض يتمكن فيه من الاعتداء الجنسي على الضحية، ثم يلقيه فوق شريط السكة الحديد». أثناء التحقيق مع بقو في شبرا الخيمة سقط المتهم الثاني في قائمة الأشرار وهو محمد عبدالعزيز المشهور بـ«السويسي» في طنطا حيث أدلى باعترافات مثيرة أمام نيابة طنطا، مشيراً إلى أنه اشترك مع بقو والتوربيني وباقي أفراد العصابة في قتل 8 أطفال في طنطا ودمنهور والقاهرة والقليوبية والإسكندرية وسائر المحافظات الأخرى. فجّر مفاجأة بتصريحه ان زعيمهم رمضان التوربيني مصاب بعقدة نفسية جنسية لأنه في صغره ولم يكن تجاوز 12 عاماً، عاملاً في كافتيريا في السكة الحديد في القاهرة، تعرف إلى بلطجي يدعى عبده التوربيني كان يعتدي عليه بالضرب ويستولي منه على الإيراد. إستدرجه ذات مرة إلى سطح أحد العقارات واعتدى عليه جنسياً لإذلاله وليتوقف عن مطالبته بتلك الأموال، ثم اصطحبه إلى سطح القطار وكرر الاعتداء عليه وألقاه من فوقه فسقط على حديدة تسببت بإصابته بحول في عينه اليمنى وبجروح مختلفة في أنحاء متفرقة في جسمه. بعد شفائه قرر الانتقام من الأطفال كافة بالطريقة نفسها.

سقوط التوربيني

بعد يومين فحسب من سقوط السويسي في طنطا نجحت مباحث الإسكندرية في القبض على زعيم العصابة رمضان عبدالرحيم منصور (26 عاماً) المشهور بالتوربيني فاعترف بارتكاب العديد من جرائم الاغتصاب وقتل الأطفال. أصدر النائب العام أمرا بقيد القضية برمتها في طنطا تحت رقم 33304 جنايات طنطا لعام 2006 وتولى التحقيق فيها المحامي العام لنيابة استئناف طنطا وفريق كبير من رجال النيابة. لدى دخول التوربيني سراي النيابة لاحظ الجميع إنبعاث روائح كريهة للغاية منه بسبب عدم استحمامه منذ سنوات ولقذارة ملابسه إلى درجة أن جنود الحراسة كانوا يسدون أنوفهم لتلافي رائحته الكريهة مستخدمين المبيدات لتطهيره من الحشرات المتكاثرة عليه وللقضاء على الروائح المنبعثة منه. ثم أمرت النيابة بضرورة جعله يستحم وبتوفير ملابس نظيفة له قبل بدء التحقيقات.

في التحقيق اعترف التوربيني ببدء نشاطه في قتل الأطفال قبل 7 سنوات وبأن عدد الجرائم المرتكبة لا تقل عن 32 جريمة، (اتضح لاحقاً أنها 38 جريمة قتل) ولصعوبة التوصل إلى اكتشاف أماكنها كلها تعهد بإرشاد المباحث عليها قائلاً إن اغتصاب الأطفال وقتلهم هما بالنسبة إليه متعة.

بعد مضي 14 يوماً على إلقاء القبض على معظم أفراد العصابة، رمضان عبد الرحيم منصور (التوربيني) وأحمد سمير عبد المنعم (بقو) ومحمد عبدالعزيز (السويسي) وحمادة شعبان (بزازة) وحمدي (مناطق) ومؤمن (الجزار)، كشفت التحقيقات أسماء 15 ضحية، كان أشهرهم الطفل أحمد ناجي. سبق للتوربيني الاعتداء عليه جنسيا فأبلغ عنه وتم القبض عليه وحبسه وبعد الإفراج عنه طلب من عصابته تكثيف البحث عن احمد في كل مكان حتى وجدوه. إستدرج إلى مخزن قطارات مدينة طنطا وهناك اعتدى عليه جنسيا بوحشية، ثم طلب من جميع أفراد عصابته الاعتداء عليه جنسيا حتى نزف دماً. بعد ذلك كتف يديه خلف ظهره مستخدماً ملابسه الداخلية وعصب عينيه وكمّ فمه، ثم أصعده إلى سطح صهريج مياه مهجور يبلغ ارتفاعه أكثر من 30 متراً. رغم صراخ الطفل وبكائه واستعطافه له، بل رغم أن أعوانه طلبوا منه ألا يقتله، إلا أنه صمم على أن يلقي به من أعلى الصهريج فسقط فاقداً الحياة.

اعترف التوربيني بقتل الطفل محمد كمال داخل نفق مهجور في منطقة شبرا الخيمة قائلاً إنه لما أتى به أفراد عصابته من الشارع أخذ ما في جيبه من جنيهات قليلة ثم طلب من أفراد عصابته «التحفيل» به، أي ممارسة الجنس معه رغما عنه، وبعد انتهاء الجميع من الاعتداء الجنسي عليه دخل التوربيني منفرداً به. وبحسب اعترافاته قال إنه ظل يمارس الجنس معه لأكثر من ثلاث ساعات ثم قام بتكتيفه وأمسك بحجر كبير وهشم به رأسه ولم يتركه إلا بعدما تأكد أنه فارق الحياة.

جاء الكشف عن أسماء عدد من الفتيات ضحايا عصابة قتل الأطفال ليكشف المزيد من المفاجآت. تزوّج التوربيني من فتاة صغيرة تدعى عزة «بربش» عرفياً. كانت تبيع الصحف في القطار. أجبرها بعد ذلك على استقطاب الفتيات لاستغلالهنّ في الدعارة وقتل منهنّ ثلاثاً، إحداهن في البحيرة والثانية في بني سويف والثالثة في القاهرة. كشف السويسي عن سر جديد حين ذكر انه أجهض زوجة التوربيني رغم انها كانت حاملاً وأجبرها على ممارسة الدعارة لذا كان التوربيني يبغي قتله عقب خروجه من السجن بعد الحكم عليه في إحدى القضايا.

المحـــــاكمة

فى 18 مارس من العام الجاري شهدت محكمة جنايات طنطا أولى جلسات محاكمة التوربيني وستة متهمين آخرين وسط حضور أمني وإعلامي مكثف. منعت أجهزة الأمن الأهالي من دخول القاعة كما أغلقت الشوارع المحيطة بالمحكمة خوفا من ثورة الأهالي على المتهمين ورغبتهم في الفتك بهم، خاصة أهالي الضحايا. قابل المتهمون كاميرات الصحافيين والفضائيات بالشتائم وبالتهديد بالضرب.

دخل المتهمون السبعة قفص الاتهام وسط ترقب أمني وإعلامي. أخفوا وجوههم بملابسهم وخلع بعضهم ملابسه داخل القفص.

نادى أمين السر على المتهمين السبعة وأثبت حضورهم وهم: رمضان عبدالرحمن منصور المشهور بـ (التوربيني)، مؤمن أحمد عبدالمنعم (الجزار)، فرج سمير محمود السيد (حناطة)، أحمد سمير عبدالمنعم (بقو)، محمد إبراهيم محمد (شعيشع)، حمادة محمد شعبان (بزازة) ومحمد شعبان رجب (السويسي).

ثم تلا أمين السر أمر إحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية قائلاً:

«إنهم خلال الفترة بين ١٩ مايو/ أيار ٢٠٠٤ و١٧ نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت وفي دوائر محافظات الغربية والإسكندرية والبحيرة والقليوبية قتلوا عمدا مع سابق الإصرار أحمد ناجي عبدالفتاح بعد استدراجه إلى خزان مهجور في طنطا، وأمسك به المتهمان الرابع والسادس بينما شد المتهم الأول وثاقه وعصب عينيه وكمّ فمه بقطعة قماش وحمله بمعاونة سائر المتهمين وألقى به من أعلى الخزان.

وقام المتهمون الأول والثالث والرابع والخامس بقتل محمد كمال محمد داخل نفق شبرا بعد هتك عرضه وهشموا رأسه بحجر كبير، كما شارك المتهمون الأول والثاني والثالث في قتل طفل مجهول في مينا البصل وفصلوا رأسه عن جسده وسرقوا أمواله بالإكراه واغتصبوه. كما شارك الأول والثالث والرابع والخامس والسادس في قتل أحمد شحاتة سليمان بطعنه بسلاح أبيض وتهشيم رأسه بحجر وتركوه أمام أحد القطارات الذي فصل رأسه عن جسده. وشارك المتهمون عدا الثاني والسابع في قتل فرج رمضان عبده متولي بأن ألقوه أمام قطار قادم في الاتجاه المعاكس في دمنهور، كذلك ألقوا الضحية محمد إبراهيم أمين سالم من أعلى القطار وقتلوا طفلا مجهولا في طنطا بإلقائه أمام قطار قادم في الاتجاه المعاكس وقتلوا طفلاً آخر في قليوب بإلقائه أمام قطار وشرع المتهمان الأول والثالث في قتل وليد السيد مصطفى عمدا بإيتاي البارود.

تبين من قرار الإحالة أن النيابة وجهت إلى المتهمين تهم القتل عمداً والخطف وهتك العرض والسرقة بالإكراه وركوب أماكن غير معدة لسفر ركاب القطارات ودخول منشآت السكة الحديد من دون تصريح وحيازة سلاح أبيض.

في 23 مايو/ أيار الفائت قضت محكمة جنايات طنطا بإحالة أوراق التوربيني وحناطة إلى مفتي الجمهورية لاستشارته في الحكم بإعدامهما وتم حجز القضية للحكم في جلسة 20 يونيو/ حزيران حيث قضت المحكمة في التاريخ المذكور بإعدام التوربيني وحناطة والسجن لمدة تتراوح بين 15 و25 سنة للآخرين.

قابل المتهمون الحكم بالصراخ والبكاء. حاول التوربيني أن يتماسك فى حين هلل الحاضرون وهتفوا «يحيا العدل». ينتظر التوربيني وحناطة الآن قضاء محكمة النقض ليصبح الحكم باتاً ويتم تنفيذ عقوبة الإعدام في حقه هو وحناطة فطبقا للقانون المصري لا ينفّذ حكم الإعدام إلا بعد عرض القضية على محكمة النقض ويتم الطعن في حكم الإعدام أمام محكمة النقض بمعرفة المحكوم عليه أو بواسطة نيابة النقض، للتأكد من أن محكمة الموضوع أصابت في تطبيق القانون ويعد ذلك من ضمن ضمانات عقوبة الإعدام، لأن الخطأ فى إذ يستحيل تدارك خطأ تطبيقها فأحاطها المشرّع بضمانات كثيرة.

back to top