Vacancy تشويق في ليلة الرعب والمفاجآت

نشر في 05-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-08-2007 | 00:00

فيلم شائق لكنّه يخسر القليل من وقعه بسبب نهاية متسرّعة. إنه الفيلم الأول بالإنكليزيّة للمخرج المجري نيمرود أنتال، انتاج أميركي، بعد نجاح فيلمه Kontroll الذي حصد 17 جائزة عالمية. هذا المخرج أراد في فيلمه حسًّا قويًّا من التشويق يولّد جوّا من الإثارة المتزايدة وهذا ما نجح فيه. يرتكز الفيلم على أجواء الخوف من دون «رشّ» الشاشة بالدماء. يخيّل إلينا أنّ المشاهد الأخيرة خضعت لبعض التعديلات. من هذا المنطلق لم تكن الذروة بمستوى الحوادث السابقة.

كتب لين دايتون في روايته Mexico Set: «إذا رأيت شيئًا على الطريق فتجاوزه بسيّارتك. يقتل الكثيرون وهم يتجاوزون لتجنب العيون التي يرونها تبرق في وجه أضواء السيّارة». إنها النصيحة التي لم يسمعها دافيد فوكس (لوك ويلسون) أثناء رحلة مع زوجته آيمي التي سيطلّقها (كايت باكينسايل). يحاول دايفيد تجنّب حيوان في الطريق، ما يؤدي إلى تحطّم سيّارته. بعد هذا الحادث يضطر الثنائي المتشاجر إلى اجتياز أكثر من ميل واحد بواسطة «الأوتوستوب» ليصلا إلى فندق صغير معزول حيث يبدو مديره فرانك وايلي مريعًا ويدلّ لقاؤه على أنّ الليلة سيّئة جدًّا. لم يكن التلفزيون قادرًا على التقاط المحطّات لكن كانت هناك بعض أشرطة الفيديو لمشاهد مرعبة التقطت في الغرفة التي قرر دايفيد وآيمي تمضية الليلة فيها. أدركا أنهما قد لا يريان النور مع بزوغ شمس اليوم التالي. تزامن ذلك مع سماع ضربات على الجدران وظهور رجال مقنّعين ومخيفين.

يأخذ فيلم Vacancy وقته في سرد مجريات القصة ما يسمح للمشاهد بالتعرّف إلى دايفيد وآيمي الطبيعيين نسبيًّا وغير الغبيين مثل بعض شخوص هذا النوع من الأفلام. في بداية الفيلم ندرك أنّ مشروع زواجهما انهار لكن لا شيء أفضل من اجتياز «قطوع» الموت لتقارب شخصين متباعدين. لا ضمانة في بقاء أيّ منهما حيًّا لرؤية النهاية. ومن نقاط قوّة Vacancy أنّ «أتال» لا يكشف نواياه. لا يمكننا التنبّؤ بحوادث الفيلم قبل ربع الساعة الأخير. نشعر بانّ البطلين لن يكتشفا الحقيقة دفعة واحدة، هذا إن اكتشفاها أصلاً.

يستخدم الفيلم ما يخيف الإنسان عادة: الأصوات الصاخبة ليلاً، رنين الهاتف من دون أن يجيب أحد، الخوف من الأماكن المغلقة والجرذان بالإضافة إلى الإحساس العميق بالعزلة. يسمح «أتال» للسينمائي المخضرم أندريس سيكولا بتعميق حسّ المصير الآتي من دون انتظار. يمكن القول إنّ كلّ مشهد وضع بعناية لمضاعفة التشويق. كما تسود بعض اللحظات المخيفة غير القليلة كالمشهد الذي نرى فيه دايفيد وآيمي منزعجين من الضرب على الجدران. يمكن ان يحسّ المشاهد فعلاً بطعم الرعب.

يؤدّي لوك ويلسون وكايت باكينسايل دورهما بعناية. لم يسبق أن أعجبت بويلسون في أدوار جديّة من قبل لكنّه ناجح في أدية دور دايفيد في هذا الفيلم. وتعطينا باكينسايل انطباعًا سيّئًا في البداية، لكن الشخصيّة تصبح أقلّ حدّة عندما نعرف ماضيها وتفاعلها مع زوجها. أمّا فرانك وايلي مدير الفندق فهو مروّع وأفلح في دور الشخصيّة الشريرة. فلو كان مدير الفندق الذي أفكّر باستئجار غرفة فيه لغادرت مهرولا.

Vacancy فيلم رعب متوسط تدور حوادثه في 80 دقيقة وينطوي على نصيحة لسائقي الشاحنات بالانتباه أكثر أثناء قيادتهم الليلية.

back to top