المندوب السامي البريطاني يستعيد دور بلاده معكوساً

نشر في 24-07-2007 | 00:04
آخر تحديث 24-07-2007 | 00:04
No Image Caption
بلير في مهمة بناء مؤسسات فلسطين بعد نحو 60 سنة على بناء مؤسسات إسرائيل
تركزت لقاءات طوني بلير في القدس، الذي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية لأول مرة موفداً للجنة الرباعية، مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك على درس كيفية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية. فـتل أبيب تقارب مهمة بلير من هذه الزاوية الضيقة والمحددة وعلى ضوئها تبدي الاستعداد لتقديم كل الدعم للزائر البريطاني معتبرة أن نجاحه هو نجاح للجميع. وقد سمع بلير كلاماً إسرائيلياً واضحاً في هذا الاتجاه ولم يبخل عليه محاوراه الإسرائيليان بإيضاحات مباشرة بشأن عدم الرغبة الإسرائيلية في أن يتعدى دوره المساهمة في بناء المؤسسات المدنية والرسمية لضمان نجاح فتح والسلطة في السيطرة على الضفة الغربية. وعلمت «الجريدة» أن اسرائيل ستدرس طلبات بلير بجدية وستتعامل معها بايجابية، لا سيما لجهة مطالبه بمنح المزيد من التسهيلات على المعابر وتسهيل حركة الفلسطينيين داخل الضفة الغربية.

حكومة أولمرت ترى أن بلير شخص مهم ومرغوب فيه اذا سار في هذا الطريق، ولكن اذا حاول التدخل في الافكار للحل النهائي ورسم الحدود فإسرائيل ستعامله حينئذ ببرود ان لم نقل بفظاظة.

ولا يخفي الاسرائيليون رؤيتهم لمهمة بلير على أنها جعل الضفة الغربية خلال السنتين المقبلتين جنة اقتصادية ومدنية وسياسية وإعمارية وسياحية، مقابل جهنم قطاع غزة الامر الذي يجعل الفلسطينيين يعيدون غزة للسلطة، من هذا المنطلق يحاول الجانب الاسرائيلي تقديم المساعدة لخلق هذة الظروف ولكن ليس بدون ثمن. والثمن كالعادة، امني إذ سيكون على اجهزة امن السلطة الجديدة في الضفة تأمين حماية المستوطنات والجانب الاسرائيلي ومنع الهجمات على اسرائيل.

ومن مفارقات زيارة بلير الى إسرائيل اتخاذه مقر المندوب السامي البريطاني في القدس مقرا له وكأنه يعود ليتخذ مركز الانتداب البريطاني. ففي عام ثمانية واربعين غادر المندوب السامي البريطاني بعد ان ساهم في تشكيل مؤسسات الدولة العبرية وهذه المرة جاء ليصحح ويساهم في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل.

back to top