رشوان توفيق: يبدأ رمضان بالشيخ الشعراوي وينتهي بالبدلة والكعك

نشر في 21-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 21-09-2007 | 00:00

الرصيد الهائل من الأعمال الدينية والاجتماعية والتاريخية التي قدمّها الفنان القدير رشوان توفيق وحققت نجاحاً لافتاً جعلته يستحق لقب الحاج رشوان الذي يناديه به العاملون في الوسط الفني. رمضان الفنان رشوان اليوم هو العبادة وقراءة القرآن وقيام الليل وصوت الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي. أمّا رمضان الطفولة فيعني له الفانوس وكعك العيد والبدلة له ولشقيقه الأكبر. للمناسبة حادثناه عن أدواره الدينية ورمضان في ذاكرته.

ماذا بقي في ذاكرتك من رمضان الطفولة؟

الاستعداد للشهر الفضيل وكان يبدأ في بيتنا في وقت باكر بشراء مستلزمات رمضان كلها، حتى الفوانيس. كان والدي، رحمة الله عليه، يحرص على شرائها لنا سنوياً وفي وقت باكر أيضاً. ما زلت اذكر الفانوس «الترام أبو شمعة» الذي كنا نربطه بحبل طويل ونجره مضاءً بالشمعة في أنحاء الشقة. كانت لهذا الفانوس بهجة مختلفة عن الفانوس الذي يضاء بالكهرباء في زماننا. رغم اعجابي بهذا الفانوس الذي ظل عالقاً في ذهني حتى اليوم، إلا أنه لم يعد أساسياً في حياتي، لأنّ الأهم كان الفانوس الذي صنعه لي والدي، ذلك المزارع البسيط. كان عبارة عن «قلة» مياه عادية أحدث فيها عدة ثقوباً ووضع داخلها شمعة وأطفأ أنوار المنزل كاملة. أضاء الشمعة فخرجت حزم الضوء من الثقوب في منظر بديع لا أنساه.

ماذا عن الاحتفال برمضان؟

العبادة أساس الاحتفال، من الصلاة جماعة وقراءة القرآن وقيام الليل. في اليوم العشرين من رمضان نبدأ بالتفكير بالعيد والاستعداد له. كانت الملابس الجديدة لي ولشقيقي الأكبر تستنفد جانباً مهماً من تفكير والدي. بعدئذٍ يبدأ في التفكير بكعك العيد. كان يعلن حال الطوارئ في منزلنا في الأيام العشرة الأخيرة بسبب تحضير كعك العيد بكميات كبيرة. لم يكن والدي يحضر الدقيق الخاص بالكعك من البقّال كما يحصل اليوم، إنما يحضر القمح من قريتنا ويرسله إلى إحدى المطاحن لطحنه ثم تبدأ طوارئ الكعك في المنزل. ما زلت اذكر حين كنا نترقب المسحراتي لنستيقظ على صوته فنجد امي وجاراتنا ساهرات لإعداد الكعك. كانت متعة كبيرة بالنسبة إلينا أطفالاً أن نمسك بمنقاش الكعك ونزركشه وهو لا يزال عجينا. كان كل منا يعطي الكعكة التي نقشها علامة فارقة ثم يخرج الكعك من الفرن مترقباً نتيجة ماصنعنا.

بالطبع كانت هذه المتع الوحيدة لنا في ذلك الزمن، إذ لا تلفزيون ولا غيره من وسائل الترفيه الحديثة. كانت الحياة اكثر هدوءا، على عكس اليوم. أعتقد أن مصر اكبر بلد اسلامي يحتفل بشهر رمضان وشعبه الطيب يفرح به فرحا عظيما .

ما ذكرياتك عن أول سنة صوم؟

حين كنّا اطفالاً لم نكن بقوة احفادي الآن الذين تعودوا على الصوم منذ وقت باكر وفي سن صغيرة. يصومون الآن وهم دون عشر سنين. ربما لأن رمضان كان يطلّ حين كنا أطفالاً في الحر الشديد فلا نقوى على الصوم إلا لنصف النهار او حتى الظهر ليبدأ احساسنا بالعطش الشديد. آنذاك كان والدنا يطلب منا ان نشرب. أذكر انني لم أقو تماماً على الصوم في الحر إلا حين بلغت الخامسة عشرة عاماً.

ما مظاهر رمضان في منزل رشوان توفيق راهناً؟

اعتدت منذ شبابي وبعيدا عن رمضان تمضية وقت السهر في العبادة. اظل في صلاتي وتهجدي حتى الفجر إن لم يكن ثمة ما يشغلني في العمل والتصوير. في حال كنت مهموماً بالتصوير احرص على النوم باكراً. في رمضان أكثّف العبادة. يقتصر برنامجي على مشاهدة بعض المسلسلات والبرامج التلفزيونية ثم ادخل في العبادة التي تستهلك معظم وقتي في الشهر الكريم. أستيقظ قرابة آذان الظهر فأصلي ثم اشاهد التلفزيون حتى آذان العصر فأذهب إلى الزاوية المجاورة للمنزل لأصلي ثم أنتظر حتى آذان المغرب. أمضي هذا الوقت في تلاوة كتاب الله عزّ وجل. في الأيام العادية أخصص وقتاً لقراءة جزء منه على الأقل .

في شهر رمضان يتألق نجوم كثر وأنت أحد أبرزهم، خاصّة في الأدوار الدينية. أيها الأكثر ارتباطا بوجدانك وذاكرتك؟

منذ شبابي تعرض لي المسلسلات في رمضان. من أبرزها شخصية ابن عطاء السكندري والعارف بالله سيدي ابراهيم الدسوقي والإمام الشافعي وعبد الرحمن بن ابي بكر ومصعب ابن عمير ومسلسل محمد رسول الله بأجزائه كلّها وعمرو بن العاص والإمام قتادة في مسلسل «الحسن البصري»... فيا للأسف، إذ بدأت كثافة الأعمال الدينية والتاريخية تقل تدريجياً من عام الى آخر، إلى أن رزقني الله بمجموعة مسلسلات درامية إجتماعية متميزة ربما أبرزها «المال والبنون « و{لن اعيش في جلباب ابي» و{الضوء الشارد» و «الرجل الآخر» و «امراة من زمن الحب» و{رحلة السيد ابو العلا البشري» وسواها. هذا العام اطل على جمهوري الحبيب من خلال المسلسل المتميز «أصعب قرار» مع المخرج عمرو عابدين، بطولة احمد بدير وشيرين سيف النصر.

back to top