إسرائيل تتهيأ لحرب محتملة ضد إيران

نشر في 25-09-2007 | 00:04
آخر تحديث 25-09-2007 | 00:04
حذّرت سورية عبر سفارة إقليمية من مغبة التدخل
تتزايد المؤشرات إلى أن اسرائيل تتهيأ لخيار الحرب ضد ايران خلال السنة الحالية، وتشير التقديرات الاسرائيلية إلى احتمال جدي بأن تقوم الولايات المتحدة بمهاجمة ايران بشكل مكثف.

فقد تلقت تل أبيب معلومات اميركية بشأن العمليات الحربية المتوقعة ووجوب أن تتهيأ للوضع الجديد؛ إذ ان الداخل الاسرائيلي سيكون هدفا للصواريخ الايرانية وصواريخ «حزب الله» من مواقع لا يزال الحزب محتفظاً بها في أكثر من منطقة في لبنان.

وأكثر الروايات صلابة تقول إن الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل عدم المشاركة في الهجوم في المرحلة الاولى، وألا تنضم إلا بعد استهدافها من قبل إيران (أو حزب الله) كرد فعل، والانتهاء من معالجة الجبهة السورية «بشكل تام».

وكانت الخارجية الاسرائيلية وجهت خلال الايام الأخيرة رسالة واضحة الى دمشق عن طريق سفارة اقليمية ذات علاقات وثيقة بالجانبين، تحذر فيها دمشق من ان اي تدخل سوري او شن هجوم على اسرائيل «يعرض نظام الرئيس السوري بشار الاسد والاسرة الحاكمة لضربة قاضية» الامر الذي يدعو بعض الأوساط الاسرائيلية الى الاعتقاد بأن سورية لن تتدخل في حال شنت حرب دولية على إيران.

وفي سياق مؤشرات التهيؤ للحرب، تجري إسرائيل تدريبات مكثفة للدفاع المدني للتأكد من الجاهزية المطلوبة للتعامل مع صواريخ محتملة من إيران، والتي تشير المعلومات الى انها تصل الى نحو 600 صاروخ ايراني في الضربة الاولى. كما يتهيأ الإسرائيليون للرد بضرب العمق الايراني ومنصات الصواريخ بسرعة خلال الايام الاولى من الضربة العسكرية، والتي لم يعد خافياً أن تل أبيب تشترك في الاعداد لها استخباراتيا.

وفي حين تعد الولايات المتحدة لضرب الاهداف العسكرية الايرانية والمفاعلات النووية، تخطط اسرائيل لضرب رموز السلطة في ايران من المرشد الاعلى مرورا بالرئيس الايراني الى قادة حرس الثورة بالإضافة الى ضرب مؤسسات ومبان رسمية. وليس من المستبعد ان تُقنع اسرائيل الولايات المتحدة بضرورة الضربة الاولى الشاملة والمفاجئة لكل الاهداف مجتمعة بواسطة الطيران والبوارج البحرية وصواريخ الغواصات، بالإضافة الى احتمال استعمال اسلحة غير تقليدية لضرب اهداف محددة، في حال استعملت ايران اسلحة كيماوية ضد اسرائيل، او أي من دول الخليج التي باتت هي الاخرى في مناخ خطة الهجوم الشامل على ايران.

وتحدثت مصادر مطلعة عن احتمال أن يعقب الضربة اللقاء الدولي للسلام الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن منتصف نوفمبر المقبل.

من جهتها، تعد ايران لصد هذا الهجوم المحتمل. وهي تحاول خلط الاوراق في المنطقة لعرقلة الخطة الاميركية بدءا من عرقلة انعقاد اللقاء الدولي للسلام في الخريف، وانتهاء باستعجال التوقيع مع سورية على معاهدة دفاع مشترك جديدة تدخل دمشق في أي حرب قد تشن على ايران لضمان إلهاء اسرائيل في جبهة إضافية. وتركز الاستراتيجية الايرانية على توسيع قاعدة المتضررين من اي هجوم عليها، وهي قاعدة ابرز وجوهها النظام السوري ولبنان، بالإضافة الى دول الخليج التي كثرت في الآونة الأخيرة تصريحات المسؤولين العسكريين الايرانيين بشأن وقوعها في مرمى النيران الإيرانية.

ووضع مراقبون الغارة الغامضة على سورية في السادس من سبتمبر الجاري في سياق خرق عسكري واستخباراتي غير مسبوق للنظام السوري، في محاولة لقراءة التحركات السورية-الإيرانية، إذ انه ليس من المستبعد ان تكون الاستخبارات الاسرائيلية على علم بمخططات ايرانية واسلحة ايرانية تنصب في سورية بهدف ضرب اسرائيل ومصالح اميركية في المنطقة.

back to top