عادل إمام... من الحارة إلى السفارة 7 النجم الكبير مديون بقرش صاغ لعم سيد الفكهاني

نشر في 20-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 20-09-2007 | 00:00
من الحارة إلى السفارة مشوار كفاح طويل لم يكتبه عادل إمام بعد.. صخرة أشبه بصخرة سيزيف حملها الفتى الفقير بدأب من السفح إلى القمة، لقد صار ابن الحارة الشعبية نجما لامعا وسفيرا لأشهر منظمة دولية في التاريخ الحديث.. الطفل المشاغب المولود في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وسط أجواء الحرب والفقر والقمع العائلي صار زعيما، ثريا، صانعا للأخبار، زادا للشاشات وهدفا للعدسات.

لم تكن الرحلة سهلة، ولم تكن قدرا عبثيا، كان عادل يعرف أن صخرته من الممكن أن تتدحرج إلى أسفل في لحظة ليبدأ الرحلة من جديد إذا استطاع، لذا كان يحسب خطواته ولايضع قدمه إلا على أرض صلبة، ومع كل هجوم يتعرض له، لم يكن يرتكن أبدا إلى ماحققه من نجومية أو ثروة أو شهرة او علاقات، كان يفكر بنفس البساطة التي بدأ بها مشوار الحفر في صخر الواقع.. كان يستعيد عزيمة البدايات، ويفكر في الاحتماء بالناس قبل أن يفكر في التوسل لـ»زيوس»

في هذه الحلقات نتعرف على التفاصيل الأسطورية لرحلة عادل إمام، ليس باعتبارها حكايات مسلية عن حياة نجم كوميدي مشهور، ولكن باعتبارها ملحمة تحكي عن حياتنا نحن أكثر مما تحكي حياة عادل وحده.. إنه قصة مجتمع بالكامل، مرآة نرى فيها أنفسنا ونتابع صورة الأب المتسلط والأم الحنون الحامية في صمت، والواقع القاسي، والقدر الذي يضن ويعطي وفق معادلات ولوغاريتمات غامضة، وشيفرات القوة التي نستهين بها قبل ان تفاجئنا بالكثير والكثير وفي مقدمتها الصبر والدأب والأمل..

ومن دون تبجيل أو تقليل تعالوا نتعرف مع عادل إمام على مشاهد وخبرات من حياته نعتقد أنها أعمق كثيرا مما قدمه من شخصيات فوق خشبة المسرح وعلى الشاشة.

في الحلقات السابقة تعرفنا على الزعيم في صورته الأخيرة كسفير أممي للنوايا الحسنة، ثم عدنا إلى ينابيع التكوين الأولى، وفتحنا ملف علاقته المركبة مع والده الحازم إلى حد القسوة، وعلاقته المنبسطة مع والدته المطيعة إلى حد السلبية، وربطنا بين الحياة الشخصية لعادل كصعلوك فردي متمرد، وبين الظروف السياسية والاجتماعية التي نشأ فيها.

وكنا في الحلقة السابقة تناولنا قصص الشقاوة من وجهة نظر عادل إمام نفسه، وتطرقنا إلى روايته للعديد من المقالب، وإحساسه بتأثير لعبة الضحك والإضحاك على حياته وحياة من حوله، وفي هذه الحلقة نتعرف على نفس الأحداث من الضفة الأخرى، من جانب جيران وأصدقاء عادل القدامى في «حارة الماس» و«عطفة على باشا ابراهيم» بحي الحلمية القديم

على ناصية الحارة كان يجلس عم السيد في نفس المكان الذي يجلس فيه منذ 40 عاما، ليبيع الفاكهة بعد أن نزح من الصعيد وأقام بهذه العطفة منذ 50 عاما، ومع أول سؤال عن عادل إمام يتنهد عم سيد الفكهانى ويتحدث بتلقائية تبدو عصية على النسيان، وهو يقول: عندي ذكريات جميلة قوي مع الواد «عادل»، ياه دا تاريخ قديم قوي، حكايات من 40 سنة وأكثر، لما عادل كان تلميذ صغير كان شقي جدا، وكان يناديني دائما ويقول لى «ياسيد ياصعيدي».

وفي حكاية رواها عم سيد منذ سنوات يقول: في أحد الأيام طلب منى عادل قرش صاغ، وقال هرجعه بكره، لكنه لم يرده حتى اليوم، وأنا لسه فاكر التفاصيل كويس لأن عادل يومها كان رايح يشتري عيش (خبز) من فرن أحمد سعيد اللى جنبنا، وطلب مني القرش واختفي كام يوم، ولما ظهر وطالبته بالقرش، قال: بعدين ياسيد ياصعيدي، وطبعا مفيش بعدين، لأن عادل كان لسه متعلم شرب السجاير جديد، ومفلس ومن غير فلوس، فأخذ القرش ومارجعهوش من ساعتها، وأنا مكنتش أحرجه لأني أعرف أسرته كلها، فهو جاري في الحتة، ووالده راجل محترم بيشتغل «صول» فى مصلحة السجون قد الدنيا، و له «شنة و رنة» وهيبة فى العطفة كلها

وذات يوم ذهب محرر زميل لاستطلاع الحارة التي عاش فيها عادل طفولته، ففوجئ بمظاهرة حب وذكريات جارفة يحكيها قائلا: التفت ناس العطفة حولي وخرج حبايب عادل امام نسوان ورجالة وعيال اقترب منى جلال ابو زيد وقال : كنا بنقعد سوا انا وهو على «قهوة الجمهورية» وفي مرة كنا راكبين التراموي وبعدين راح ضارب الكمساري ع الطربوش بتاعه انكبس فى دماغه ونزلنا جري من الترامواي ن ويضيف جلال أبو زيد ن من نوادره ايضا فى الشارع انه كان يعمل أعمي والناس تاخد بإيده، وتعديه الشارع وبعدها يفتح عينه والناس تكتشف المقلب

ويتدخل فى الحديث شاب اسمه محمود ابراهيم سالم لم يعاصر عادل، ولا يذكره جيدا، وتعجبت ماذا يقول هذا الشاب عن عادل إمام الذي لم يره وقال محمود: والدي كان «مكوجي» في المنطقة، وتوفى منذ سنوات، لكنه كان يحكي لي كثيرا عن عادل بعد أن اصبح مشهورا، وكان يتذكر مواقف طريفة جدا، ويقول ان عادل ابن نكتة من صغره، مثلا فى مولد السيد الرفاعي كان جماعة الذكر والدراويش يفضلوا يذكروا لحد مايدوخوا يحضر عادل من تحتهم ويربط الجلاليب بتاعتهم فى بعض لحد ما يقعوا كلهم وبعدها يجري، وأيضا كان دايما يعاكس واحد جارنا بياع فول مدمس غلبان اسمه «محمد سوكولالا»، وكان ياكل من عنده الفول ولو معاه فلوس يدفع، ولو مفيش فلوس يقول له بعدين، وحدش كان يزعل منه.

ويضيف محمود: وكان لعادل مواقف طريفة أيضا مع المرحوم «فوزي أذية»، صاحب قهوة صغيرة في الحارة، كان عادل يقعد على المقهى ويضع «رجل على رجل» ويصفق بيده لعم فوزي ويطلب واحد شاي، ويدخل عم فوزي لتحضير الشاي، ولما يخرج يكتشف إن عادل فص ملح وداب، وترك القهوة واختفى

وقال النقاش أحمد عز الدين: ارتبطت بصداقة عادل لفترة، وكنا زمان نسرق البطيخ من عم سيد الفكهانى، كما كنا نسرق التين الشوكي يالليل من بياعين صعايدة يقفون على أول الشارع، وكنا نسرقهم الساعة الثانية بعد منتصف الليل لما بيكونوا نايمين، ونطلع عند جامع الرفاعي ناكل التين، وكان معانا حسين مدين، وتوفيق السمر، وحيدر، وشلة متنوعة كانت ظريفة جدا، وكنا دايما نقعد على قهوة «الجمهوية»، حتى يطلع نور الصباح، وكنا نشترك في المقالب، والنتك والقفشات، وومعروفين في الشارع كله، كنا نضحك ونضحك الناس، وكانت سهرات جميلة، نلعب فيها الكوتشينة على المقهي، أو نتبادل الهزار والضحك، ومرة عادل خسر في الكوتشينة واضطر طبعا يرهن كتبه عند الحاج «أحمد أبولو»، لغاية مايدبر فلوس ويرجعها، او يشوف طريقة تانية لاستعادة الكتب من الحاج ابوللو، قبل ان يعرف والده، لأنه لو عرف هتبقى مشكلة كبيرة.

ويقول الأخصائي الاجتماعي سعيد حسين: أعرف عادل إمام الفنان أكثر مما أعرف عادل ابن الحلمية، لكنني سمعت عنه كثيرا، وعرفت أنه كان كوميديا بطبعه، وقد عرفته من خلال أخي الذي كان زميله فى كلية الزراعة، وقد حكى لي مواقفا كثيرة مع عادل عندما كانوا فى الكلية، وقال إنهم كانوا يخرجون إلى الشارع وينتحلون صفة ضباط المباحث، ويوقفون العربات الكارو فى ميدان الجيزة، ويأخذون من كل عربية فلوس، بعدها يدخلون كلية الزراعة قرب ميدان الجيزة ويصرفون الفلوس في الكافيتيريا، وقد كان عادل جريئا جدا فى هذه الأمور.

وفي البيت الملاصق لبيت عادل القديم مازالت تسكن عائلة الحاج محمد فهمي، حيث كان ابنه ماهر زميلا لعادل في المدرسة، ويقول الحاج مختار محمد فهمى الموظف بوزارة الداخلية حاليا، كان عادل يذاكر دائما في هذا البيت مع أخي ماهر، أو يذهب ماهر للمذاكرة عند عادل في بيته بحكم الجيرة، وكنت أنا أصغر منهم بسنتين، لكنهم كانوا يأخذونى معهم في كل مكان.

وعن ذكرياته مع عادل امام يضيف الحاج مختار: بالنسبة لعادل الواحد أول ما يفتكر اسمه يضحك، فطبعا له فى القلب والعقل ذكريات كثيرة، كلها شقاوة وشباب، واذكر منها إنه أوقعني في ورطة وأنا طفل صغير حيث اصطحبني إلى منطقة «بركة الفيل» جنبنا هنا فى الحلمية، وأخذني أمام محل خردوات يقف فيه رجل متوسط العمر، وطلب مني أدخل عند الرجل صاحب المحل واطلب منه «قص ولزق»، ولما فعلت ذلك، فوجئت بالرجل ينط من المحل بغيظ ويجري ورائي، وعرفت أن هذه الكلمة كانت تضايق البائع جدا، ويضرب كل من يقولها، ولا أدري حتى الآن سر ذلك، وطبعا اشتركت مع عادل بعد ذلك في توريط زملاء آخرين في نفس الورطة، خاصة من اللذين يجهلون هذا الموضوع، وكنت اشعر بالسعادة وأنا اتابع الزميل الجديد يدخل بثقة ويقول للبائع «هات قص ولزق» فالراجل ينط من المحل ويجري وراه، ويضربه بعنف إذا استطاع أن يمسكه.

شخصيات قهوة عكاشة

هكذا كانت الحلمية بشوارعها العتيقة، وعالمها الشعبي الثري ملعب الطفولة والصبا لعادل إمام، وكان ناس الحلمية هم جمهوره الأول، ومفردات إبداعه الفطري، وكانت «قهوة عكاشة» مسرحه الأول، ومدرسته الأهم، يقول عنها عادل: كانت قهوة عكاشة ملتقى الجميع من كل صنف ولون، وكان أصحابها اثنين أخوات، والغريب انهما كانا طوال الوقت يتخانقوا وينزلوا ضرب في بعض، لكنهم كانوا أولاد بلد في منتهى الشهامة والجدعنة، كانت قهوة عكاشة تبدو للغرباء مجرد قهوة عادية جدا، والغريب أنها بلا لافتة، ولا عنوان، لكن كل الناس تعرفها، ويصفون بها الأماكن المجاورة، وإذا سأل أي مخلوق: قهوة عكاشة فين؟ يجد مليون من يدله، قهوة عكاشة.. كانت جامعة للحياة تعلمت فيها الكثير.. كان فيها كل شئ، ترابيزة «بنج بونج» وكنت أحب أن ألعب تنس الطاولة كنوع من التميز والمنظرة احيانا، كما كنت ألعب الشطرنج من باب التذاكي على الجيران والإحساس بالتفوق، وكنت ألعب الدومينو خاصة مع صديقي عاطف بسيوني، لكن الكوتشينة كانت لعبتي المفضلة، وإن كنت لا أقتصر عليها، فقد كانت الصعلكة هي متعتي الأكبر.

في قهوة عكاشة شفت, زكي النص, أحد فتواة الحلمية، وكان يتاجر أيضا في المخدرات، والحقيقة انه كان شخصية مهمة ولها وضعية غريبة جدا، والكل يهابه ويعمل له ألف حساب، وكانت له دخلة مثلما نفعل في المسرح، لها طريقة مميزة في دخول القهوة، تسبقع ضجة وترحيب وصبيان هنا وهناك، واول مايدخل تحصل حارة صمت شديدة، والكل سمع هس، ولكنني لم أكن مبهورا به، فقط كنت أستغر لما أشوفه وأشوف تصرفات الناس وخوفهم منه، وكانت تصرفاته تلفت نظري وكنت افكر بيني وبين نفسي في سر الوضعية التي يعيش فيها زكي النص، وفي إحدى المرات سألت الأخوين عكاشة: إيه حكاية زكي النص، والزباين ليه بيحترموه كده؟، والمعاملة معاه ليه غير معاملتكم مع بيقة الناس؟ فارتبكا الأخوين عكاشة وتلفتوا حولهم، وقال احدهم: خليك في حالك ياعادل، بينما تجرا الثاني وقال أصله فتوة جامد ومحدش يقدر يقف قصاده، ومدوخ البوليس وراه.

ولأنني كنت أكره البوليس وسيرته، بسبب مايفعله والدي معي من شدة وقسوة، عجني زكي النص لفترة، إلى أن عرفت الجزء الخفي من القصة، وهي تجارة زكي في الحشيش والمخدرات، وقلت خسارة الراجل الجدع ده يكسب القرش اللي بياكل منه، من «قرش الحشيش»، وقلت لنفسي: دي مش جدعنة.. أمال فين الشقا والشغل والتعب؟، الجدعنة ان الانسان يبقى بطل شريف، مش بطل وتاجر مخدرات.

ويضيف عادل: هكذا كانت قهوة عكاشة هي زادي الأساسي الذي حملته معه وأنا أخطو خطواتي نحو الفن، بل وبعد ان حققت شهرتي في مجال التمثيل، فالشخصيات التي تعرفت بها في القهوة ملأت جزء كبيرا من مخزون الذاكرة، وكانت هذه الشخصيات تخرج في العديد من الأفلام التي قدمهتا، لأنني شوفت ناس عمري ما أنسى أشكالها ولا أصواتها، ولاطريقتها في الحركة والكلام والضحك.

والغريب أنني في تلك الفترة القديمة لم أقلد احدا من زبائن قهوة عكاشة برغم انني كنت اقلد طوب الأرض.. كنت أقلد كثيرا من أساتذتي في المدرسة، واهمهم طبعا على أفندي مصطفى مدرس الحساب، الذي كان يرد على تقليدي له، بطردي من الفصل، وكنت كلما ضحكت يتصور انني أضحك عليه فيطردني، وقبل ان أخرج من الفصل أقوم بتقليده وهو يأمر بطردي، فيضحك التلاميذ جميعا، فيضربني، وخارج المدرسة كنت اقلد شخصيات كثيرة وغريبة منها عم عنتر بائع البليلة، وشحاته الأقرع بائع الكبدة عند سور الأزبكية، والوحيد الذي بدات تقليده من زبائن قهوة عكاشة كان «زكي النص» شخصيا.. وقد بدأت في تقليده بعد ان عرفت أنه تاجر مخدرات، فقد أردت من دون ان افكر في السخرية من بلطجى الحتة المرعب، واكتشفت أن الناس يفرحون أكثر عندما أقلده، ويطلبون باستمرار تقليد زكي النص، وكانهم يشاركونني في عملية السخرية والانتقام منه بالضحك عليه.

ويقول عادل: طبعا لم اكن ادرك في ذلك الوقت أن هذه الشخصيات ستعيش داخلي طوال العمر، فقد كنت أهرج، واتسلى واعيش اللحظة من غير ان افكر في الغد، لكن اكتشفت بعد ذلك وأنا أقوم بتمثيل أدواري ان هذه الشخصيات صاحية جوايا، وتتقمصني، واتقمصها، وتظهر في توقيتات وتعبيرات خاصة جدا، وفي وقتها بالضبط، واحيانا لا اعرف كيف خرج ذلك التعبير، أو تلك الحركة.

براويز على سكرين

شيطان الضحك

اكتشفت أن شيطان الضحك ركبني وتحكم في تفكيري لينصب هدفي كله على إضحاك الآخرين واذكر أنني كنت في هذه الفترة أعود بعد الضحك الكثير من الصحاب لأغلق باب حجرتي على نفسي وابكي كثيرا واعتقدت أن هذا البكاء بعد الضحك مقدمة للجنون لكنني اكتشفت أن جوهر الضحكات من حولي يؤلم ذاتي لأن الجميع يضحكون إما من شكلي أو من أدائي لدور المهرج فيما بعد حلت هذه العقدة لأن تحقيق الذات ووعيها يؤثر على موقف الشخص من الضحك الذي يعتبر أرقي سلوك بشري بشرط ألا يؤذي الآخرين الضحك بمعناه النبيل الصافي

يرحم زمان.. وليالي زمان

أنا لا اسكن الحلمية الآن، ولكنها هي التي تسكنني وتعيش في ذكرياتي وخلاياي، لذلك أحن للحلمية طوال الوقت، وكنت حتى وقت قريب، اذهب إلى هناك في توقيتات غريبة، وكنت فى ليالى كثيرة أخذ بعضي وأروح قهوة عكاشة، وأشعر كأني عندي رغبة أشحن بطارياتي الإنسانية، كأنني اغطس تحت الماء طوال ابتعادي عن الحلمية، وعندما اذهب اشعر كانني أرفع رأسي فوق سطح الماء وأشم أكسجين.. اتنفس شوية هوا،، لكن المؤسف ان كل شئ تغير، والزمن داس على كل حاجة، ولم أعد أشعر بطعم الحياة زمان، لأن الأحياء الشعبية انقلبت وتغيرت تماما، واختفت عادات زمان، وناس زمان، واصبحت الحلمية الحالة زيها زي أي حي فقير في مصر، لكن الحلمية بتاعتي لازالت معي، داخلي، تسكنني وتعيش في وجداني.

(يتبع)

back to top