الفرنسيون يعبّدون الطريق أمام ساركوزي و«الاشتراكي» يشعر بالهزيمة المبكرة

نشر في 11-06-2007
آخر تحديث 11-06-2007 | 00:00
No Image Caption
شعر نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا بالثقة المطلقة مع انطلاق الدورة الأولى من انتخابات البرلمان الجديد أمس، إذ لا يشعر بأي خطر قد يعكر صفو انتصاره في انتخابات الرئاسة الشهر الماضي، كما يشعر أيضا بأن حزبه اليميني «اتحاد من أجل حركة شعبية»، سيضاعف غلته من المقاعد البرلمانية الأمر الذي يوفر أمامه غالبية مريحة للبدء في تنفيذ وعوده التي قطعها للفرنسيين خلال حملته الانتخابية.

أدلى الفرنسيون امس بأصواتهم بمراكز التصويت التي فتحت في وقت مبكر لاختيار نوابهم في الدورة الأولى بعد شهر على انتخاب نيكولا ساركوزي، رئيسا خامسا للجمهورية الفرنسية فيما ظلت الاستطلاعات ترجح فوزا ساحقا للحزب اليميني «اتحاد من اجل حركة شعبية» الذي ينتمي إليه ساركوزي على يسار متشرذم تقوده الزعيمة الاشتراكية سيغولين روايال التي نافست ساركوزي على موقع الرئاسة، بيد أنها منيت بخسارة قاسية. وتعقد الدورة الثانية لهذه الانتخابات في 17 يونيو، إذ ينتخب النواب بموجب الدستور الفرنسي لمدة خمس سنوات. فيما يحق لـ44.5 مليونا الاقتراع لاختيار 577 عضوا.

وبحسب التقديرات لن تتمكن سوى مجموعة صغيرة فقط من اصل ما مجموعه 7639 مرشحا في كل ارجاء فرنسا يمثلون اكثر من 80 حزبا، من الحصول في الدورة الاولى على نسبة الخمسين في المئة من الاصوات الضرورية للفوز بمقاعد في البرلمان.

ويعتبر المحللون ان فوز حزب «اتحاد من اجل حركة شعبية» سيكون شاملا اذا ما تجاوز عدد مقاعد هذا الحزب عتبة الـ400 (مقابل 359 في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها) مع سلطة تشريعية مضمونة للسنوات الخمس المقبلة.

وفي معسكر الاشتراكيين، يقتصر الطموح الرئيسي على الحد من حجم فوز «الموجة الزرقاء» (الوان علم اتحاد من اجل حركة شعبية) وتفادي تحوله الى «تسونامي» موال لساركوزي. ويتمثل هدف الحزب الاشتراكي في الاحتفاظ بالحد الاقصى من المقاعد الـ159 التي كان يشغلها في الجمعية المنتهية ولايتها رغم الخصومات الداخلية، إذ قالت سيغولين في ما يشبه التعبئة لأنصارها «من المهم جدا ان يكون هناك معارضة قوية في البرلمان لمنع تركيز (السلطات)».

وبسبب فارق الوقت، دعي 700 الف ناخب مقيمين في مقاطعات واراضي ما وراء البحار مثل جزر الانتيل في المارتينيك وغوادالوب، الى التصويت اعتبارا من السبت. ولا يشارك مليونا فرنسي مقيمون في الخارج في الانتخابات التشريعية خلافا للانتخابات الرئاسية.

أبرز القوى السياسية الفرنسية المتنافسة:

- الاتحاد من اجل حركة شعبية: حزب اليمين الرئيسي يتمتع حاليا بغالبية مريحة من 359 مقعدا في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها ويريد الاستفادة من فوز نيكولا ساركوزي بالرئاسة لاعطاء الرئيس الوسائل الضرورية لتطبيق برنامجه للاصلاحات المستوحاة من الليبرالية الذي يقدم على انه «قطيعة» مع سنوات حكم جاك شيراك.

- «الوسط الجديد» الذي شكله وسطيون من الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية دعموا ساركوزي، يريد الاحتفاظ بغالبية المقاعد التسعة والعشرين التي يحتلها نواب الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية بفضل اتفاق انتخابي مع الاتحاد من اجل حركة شعبية، الذي لا يتقدم بمرشحين في مواجهتهم. ويأمل هؤلاء الحصول «على 25 مقعدا تقريبا».

- الحركة الديموقراطية بزعامة فرانسوا بايرو الذي حصل على 18.57 % من الاصوات في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تجهد في المحافظة على الدفع الذي اثاره زعيمها.

- الحزب الاشتراكي الفرنسي: له 149 مقعدا في الجمعية الحالية ويأمل الا تؤدي «الموجة الزرقاء» لون الاتحاد من اجل حركة شعبية الى حرمانه من مقاعد كثيرة. وتشير استطلاعات الرأي الى فوزه بحوالى مئة مقعد وحتى اقل.

- الحزب الشيوعي الفرنسي: تمكن بشق الانفس من تشكيل كتلة برلمانية في الجمعية المنتهية ولايتها ويفترض ان يحتفظ فقط بمقاعد يتراوح عددها بين 6 و12 مقعدا وفق استطلاعات الرأي.

- الخضر اضعفتهم انقسامات داخلية والنتيجة السيئة التي سجلتها مرشحتهم الى الانتخابات الرئاسية دومينيك فوانيه (1.57 %).

- الرابطة الشيوعية الثورية (تروتسكية) تعزز وضعها بفضل النتيجة الجيدة التي حققها مرشحها اوليفييه بوزانسونو في الانتخابات الرئاسية (4.08 %) وهي تشارك باكثر من 500 مرشح «لتشكيل جبهة مقاومة مع احزاب اليسار والنقابات والجمعيات» ضد نيكولا ساركوزي وحكومته.

- في معسكر اليمين المتطرف تخشى الجبهة الوطنية التي خسر مرشحها للانتخابات الرئاسية جان ماري لوبن (10.44 % من الاصوات) اصوات اكثر من مليون ناخب مقارنة بنتيجته التاريخية في انتخابات 2002 (16.86 % في الدورة الاولى) تراجعا انتخابيا جديدا في الانتخابات التشريعية. (باريس-رويترز ، أ ف ب)

back to top