حرب بيانات في الحرم الجامعي

نشر في 11-06-2007
آخر تحديث 11-06-2007 | 00:00
No Image Caption
تعيش جامعة الكويت هذه الايام حرب البيانات الخطابية من قبل أعضاء هيئة التدريس وذلك لأسباب قد تكون نوعا ما غير مقنعة، ونشاهد لأول مرة سباً وقذفاً من قبل الجمعية لزملائهم القياديين
قد يتساءل البعض عن دور جمعية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة؟ وعن أهدافها واستراتيجيتها؟ وعن مدى شرعيتها؟ بعد ان اندهش اخيرا الكل من أسلوب تعاملها مع الإدارة الجامعية بشكل لم يسبق له مثيل! اذ هناك حقيقة يجب أن تُعرف هي أن جمعية أعضاء هيئة التدريس ولدت بقرار من مجلس الجامعة وليس من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومن المفترض بها أن تكون ملاذاً لأعضاء هيئة التدريس لطرح مشاكلهم وآرائهم، حيث كانت هذه الجمعية سابقا متفهمة دورها الحقيقي في الجامعة والمجتمع، وكانت قياداتها التي توالت على مجالس إداراتها قدوة في التعامل مع الإدارة الجامعية، وكانت تمارس ضغوطها السياسية والإدارية بشكل متوازن، محافظة على اخلاقيات وأدبيات الاستاذ الجامعي، ولكنها في الوقت الحالي سرعان ما تغيرت وخسرت أسلوبها الراقي، بسبب مجلس إدارتها الحالي.

بيانات ثورية

ويمتاز أعضاء الجمعية بتصريحات انفعالية وبيانات ثورية وبالاختباء وراء عباءة النواب والتهجم غير المبرر، فالتصريحات التي يدلي بها أمين السر أو رئيس الجمعية بين الفينة والاخرى تشكك بقدرة أعضائها على التواصل مع الإدارة الجامعية والحصول على مطالبها. ومن الأمور غير المبررة أيضاً أن أحد أعضاء الجمعية يتهم مدير الجامعة بتسخيره للعمل كجاسوس على أعضاء هيئة التدريس، وكأنه ينفي صفة صبغها على نفسه متأثرأً بما يقوله المجتمع عن دوره كمستشار في الأمن القومي.

بروتوكول

وما يُخجل حقاً هو بروتوكول التعاون بين جمعية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والتطبيقي وما نص عليه من بنود خطيرة غالبيتها تهدف إلى شيء واحد، هو الإضرار بمصالح الدولة عن طريق الاعتصام وشل حركة العمل، وهي مبادئ ثورية تهدف إلى جر الحكومة الى مشاكل جانبية هي في غنى عنها، وأن الفكر الثوري لدى الجمعية يهدف إلى إرهاب عمل إدارة الجامعة، بل ان هذا الفكر تنامى للأسف داخل أسوار الجامعة. كما إن ما يدار علناً يختلف عما يتعاطاه أعضاؤها سراً مع الإدارة الجامعية في المقابلات الرسمية.

الأنانية

ولم يكتف أعضاء الجمعية عند هذا الحد بل تمادوا بالأنانية، عندما همس سراً أحد أعضائها لمدير الجامعة لوضعه عميداً في احدى الكليات مقابل تخفيف ثورات الجمعية ضد الإدارة الجامعية!

أهداف واستراتيجية

وبالنظر إلى مواقف الجمعية وتصريحاتها نستنتج أنها لم تتحرك وفق أهداف واستراتيجية تطوير التعليم الأكاديمي في الجامعة، ورفع مستوى الجامعة كمثيلاتها في المنطقة، وهنا يتبادر الى الذهن السؤال التالي: ما المشاريع التي قدمتها جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت من أجل النهوض بالتعليم الأكاديمي ومن أجل رفع مستوى الاستاذ الجامعي؟

غير شرعية

ليس هناك ما يستدعي وزيرة التربية والتعليم العالي أو مدير الجامعة أو مجلس الجامعة أو نوابه - قانونيأً أو حتى ودياً - الى الجلوس مع أفراد لا يمثلون إلا أنفسهم ، ولا يحترمون أسلوب التحاور في مواضيع من صلب اختصاصات وقرارات مدير ومجلس الجامعة، وليس هناك ما يعيب مدير الجامعة اذا حول أفراد الجمعية إلى المحكمة لتطاولهم عليه، ولن تستطيع الجمعية الدفاع عن نفسها ككيان لأنها غير شرعية وسيتعين عليهم الدفاع عن أنفسهم فرداً فرداً، وليس هناك ما يمنع مجلس الجامعة من إغلاق هذة الجمعية بنفس القرار الذي ولدت به.

الشؤون والمحاسبة

أخيراً، لا بد من قول الحقيقة وبصوت عال ومسموع: ليس للجمعية كيان شرعي، فكيف تسمح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتحرك الجمعية دون غيرها بشكل غير رقابي وغير قانوني! وليس لها الحق في الحصول على أموال من الإدارة الجامعية، لان ذلك فيه مخالفة لقوانين ديوان المحاسبة، إننا لا نريد من هذة الجمعية سوى النضج والهدوء فكفاها عبثاً وتهوراً .

back to top