صراع الخُمس بين الحوزتين يترك بصماته على أحداث كربلاء مقتدى يجمِّد جيش المهدي لإعادة الهيكلة

نشر في 30-08-2007 | 00:10
آخر تحديث 30-08-2007 | 00:10
No Image Caption
لا تنفصل قراءة أحداث مدينة كربلاء الدموية الأخيرة عن قراءة الصراعات المتزايدة داخل الصف الشيعي العراقي، سواء ما يتصل منها بالزعامة الميدانية كما هي الحال في البصرة أو ما يتصل منها بالزعامة الدينية وصراعات «مدارسها»، وهو ما كانت «موقعة كربلاء» الأخيرة شاهداً عليه.

في هذا السياق رجح عدد من المراقبين والمحللين السياسيين ان يكون السبب وراء احداث كربلاء الصراع على الفوز بعائدات «الخمس» (يُلزم المؤمنين الشيعة بدفع خمس عائداتهم الى المرجعية الدينية الى جانب فريضة الزكاة)، والتي يتقاسمها رجالات الدين والمرجعيات والحوزة. وظل هذا النزاع يتصاعد حتى وصل الذروة التي ترجمتها أحداث كربلاء.

كذلك ربط مراقبون بين الأحداث الأخيرة والخلاف الجذري التاريخي بين عائلة الصدر وعائلة الحكيم، وهو الخلاف الذي يندرج تحت خلاف أعرض بين مدرستين فقهيتين شيعيتين؛ ففي حين تحسب عائلة الصدر على مدرسة الحوزة الناطقة أي المتدخلة في الشأن العام وفي العمل السياسي من باب التزام الدفاع عن المظلومين والمحرومين، وأبرز منظّريها ومؤسسيها الإمام الخميني، فإن عائلة الحكيم تحسب على مدرسة الحوزة الصامتة، التي ترى في المرجعية الدينية دورا فقهياً دينياً ينأى عن الفعل السياسي بمعناه المباشر واليومي وأبرز فقهائها السيد علي السيستاني الذي أعلن المجلس الإسلامي منذ أشهر تقليده له. بل إن السيد عبد العزيز الحكيم أسقط من اسم تياره السياسي كلمة الثورة ليصير «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» بدلاً من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. فالاسم الجديد إذ يرسخ الهوية العراقية للمجلس، بدل أن يكون العراق مجرد ساحة فعل لنشاطه كما يوحي به الاسم القديم، يخرج المجلس ايضاً من المنظومة الفكرية الثورية التي صاغها مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتبناها المجلس خلال فترة وجوده في إيران في إطار نظرية «ولاية الفقيه». إذذاك كان بديهياً أن يعلن المجلس اعتماد مرجعية السيد السيستاني بالتزامن مع التغييرات الهيكلية التي أجرتها قيادته.

وعليه تدور في الخفاء صراعات بين المدرستين إذ يعتقد على نطاق شيعي واسع في العراق أن الصدريين يريدون ان يأخذوا المرجعية من السيد السيستاني لاعتبارات على صلة بمنحاه الفكري الفقهي ولأخرى تتصل بجنسيته الإيرانية.

تجميد لإعادة الهيكلة

سياسياً، وبينما كان رئيس الوزراء العراقي يشن هجوماً سياسياً على الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر متهماً تياره بأنه جزء من «التيارات التي ارادت ان تفرض نفسها بالقوة المسلحة» بعد مرحلة سقوط نظام صدام حسين، أكد الشيخ احمد الشيباني الناطق الرسمي باسم الصدر ان زعيم التيار اعلن تجميد جميع انشطة جيش المهدي ستة اشهر وان هذا يشمل «وقف الهجمات ضد قوات الاحتلال» واي جهة اخرى.

واوضح الشيباني ان «التجميد الذي أُعلن يهدف إلى اعادة هيكلة الجيش لفرز بعض العناصر التي تدعي انتماءها إلى جيش المهدي»، مؤكدا ان ذلك لا يعني حله. وقال الصدر في بيان اصدره في النجف «رأينا من المصلحة تجميد جيش الامام المهدي بلا استنثاء لاعادة هيكلته بصورة تحفظ العنوان العقائدي مدة اقصاها ستة اشهر من تاريخ اصدار هذا القرار».

واضاف «كما نعلن الحداد ثلاثة ايام وغلق مكاتب الشهيد الصدر في عموم العراق ولبس السواد وإقامة مجالس العزاء احتجاجا على ما جرى في كربلاء»، وتابع بيان الصدر «أنصح الاطراف الحكومية بالتحقيق في ما حدث على ان يكون تحقيقا عادلا ومحايدا لكي لا تتكرر المأساة».

back to top