أول فنان تشكيلي كفيف أحمد ناجي: أرسم بحاسّة اللمس والأحمر لوني المفضّل

نشر في 28-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 28-02-2011 | 00:00
يعدّ الفنان التشكيلي الكفيف أحمد ناجي نموذجاً فريداً، ذلك أنه اقتحم مجالاً كان حكراً على المبصرين وشارك بلوحاته في معارض عدة ونال جوائز على رغم حداثة تجربته الفنية، بالإضافة إلى إتقانه التعامل مع الكمبيوتر وقراءة الصحف اليومية على الإنترنت سماعياً. حول تجربته الفريدة كان لـ{الجريدة» اللقاء التالي معه.

كيف احترفت الرسم؟

عام 2008 دعاني د. عادل بدر (أستاذ النحت في كلية التربية النوعية في جامعة القاهرة) للمشاركة في صالون الفن الخاص الأول بمجموعة من منحوتاتي، ونظراً إلى ظروف العمل والدراسة لم أشارك في الدورة الأولى، وعندما تلقيت دعوة للمشاركة في الدورة الثانية للصالون عام 2009، عرضت منحوتاتي على الفنان طارق مأمون، مدير المركز الثقافي في متحف سعد زغلول وقوميسير عام الصالون، فبادرني إلى القول: «لا أراك في النحت وسأطوّر حاسة اللمس لديك».

كيف ساعدك على تطوير حاسة اللمس؟ 

نظّم برنامجاً تدريبياً مكثفاً أتقنت في ختامه فن الرسم باللمس وشاركت في الدورة الثانية من الصالون بلوحتين، إحداهما عبارة عن مزهرية تحتوي على أغصان ورد وقد فازت بجائزة خاصة.

كيف كان شعورك بعد نيل الجائزة؟ 

فوجئت بها وفرحت في آن، لأنها كانت جائزة مالية منحها الفنانان علاء الحارتي، وهو نحات معوق، وأسامة زغلول، بالإضافة إلى جائزة تقديرية حصلت عليها من الصالون. مُنحت الجائزة نفسها في الدورة الأخيرة للصالون لكن للمعاقين ذهنياً، ونلت جائزة المرتبة الثانية.

ماذا تعلّمت في الدورة التدريبية التي شملت ورشاً فنية في مركز سعد زغلول الثقافي؟ 

تعلمت الرسم بالموسيقى مع الفنانة رشا سليمان، كانت تسألني عن أنواع الموسيقى التي أحبها مثل موسيقى عمر خيرت، وتطلب مني الاستماع إلى المقطوعة مراراً والإفصاح عما يدور في خيالي خلال الاستماع وتخيّل الآلات الموسيقية وشكلها والعازفين وعددهم وحركاتهم أثناء العزف ورسم هذه التخيلات على اللوحة، هكذا رسمت أكثر من لوحة.

هل استغرق البرنامج مدة طويلة؟ 

استمر شهرين وأنتج القيمون عليه فيلماً وثائقياً عن مسيرتي في تعلّم الرسم باللمس وأعمالي الفنية والجوائز التي نلتها.

ما عدد اللوحات التي شاركت بها في الصالون الأخير؟ 

ثلاث لوحات.

أليس النحت أسهل من الرسم بالنسبة إلى المكفوفين؟

صحيح، لذلك يعشق المكفوفون في معظمهم النحت، وقد أنجزت منحوتات كثيرة لكن ليس بشكل احترافي، من ثم وجدت نفسي في مجال الرسم أكثر بعدما أتقنته بحرفية، راهناً أسعى إلى تطوير مهاراتي في هذا المجال، أما النحت فلن أعود إليه مجدداً.

هل تجد صعوبة في الرسم؟ 

في البداية غامرت بالانتقال إلى الرسم لكن بعد تكيّفي معه وإتقان طريقة الرسم باللمس وتآلفي مع اللوحة والألوان، تعلقت بهذا الفن وكرّست نفسي له.

كيف تتعامل مع الألوان؟  

لديّ قدرة بصرية محدودة للغاية، أُميّز من خلالها بعض الألوان مثل الأسود والأحمر والأبيض، أما باقي الألوان فلا أراها، لذا يقتصر عملي على هذه الألوان، وقد علمتني الفنانة رشا سليمان كيف أشكّل اللون وأخفف درجته وأتعامل معه. عموماً، لوني المفضّل هو الأحمر.

ما أبرز الخامات التي تعتمد عليها؟ 

ألوان الزيت مع لوحات الأكريليك.

كيف ترسم؟ 

أرسم بأصابعي. حاولت الرسم بالريشة أو الفرشاة لكني فشلت في الإمساك بها ووجدت صعوبة في الرسم.

ما كان شعورك عندما شاركت في الصالون الأول؟  

انتابني خوف من أن يقال «كفيف يرسم» من دون تقييم العمل نفسه، مع ذلك أصريت على الاستمرار ولن أترك معرضاً إلا وأشارك فيه.

كيف طورت مهاراتك؟ 

راهناً، أعتمد على قدراتي التخييلية، بينما في بداياتي كنت أتحسّس بعض المجسمات بيدي وأنجز أعمالاً نحتية تشبهها.

ما رأيك بالطريقة التي يتناول فيها الإعلام إبداع ذوي الاحتياجات الخاصة؟ 

أشعر باستياء كبير لأن الإعلام يعتمد على إثارة عطف الناس تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة واستغلال إعاقتهم. عند اشتراكنا في أي مسابقة يجب أن نقيَّم مثل الأصحاء فنحن نحتاج إلى نظرة إعجاب بما نبدع وليس نظرة شفقة.

إلى جانب عملك في الفن، هل لك اهتمامات أخرى؟ 

أعمل راهناً مرشداً أثرياً للمكفوفين في المتحف المصري، فأرافقهم إلى قاعات المتحف للتعرف إلى الآثار من تماثيل ومجسمات. مسموح لمس الآثار من الأحجار الصلبة مثل الغرانيت والديوارت والبازيلت وغيرها، أما القطع من الحجر الجيري والأعمال الموجودة داخل الواجهات الزجاجية فغير مسموح لنا بلمسها للحفاظ على الأثر من ناحية ولعامل الأمان من ناحية أخرى.

back to top