الجامعة اللبنانية الأميركية تستضيف مؤتمر «بنو أمية»

• تعزيز تراث الدولة الأموية الثقافي وإنشاء متحف في عنجر

نشر في 26-05-2016
آخر تحديث 26-05-2016 | 00:00
No Image Caption
إيماناً منها بالريادة على صعيد الجامعات، وتسليط الأضواء على حقبة التاريخ الأموي في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، تضطلع الجامعة اللبنانية- الأميركية بمشروع {بنو أميّة} الذي انطلق في 2012 بمشاركة 13 منظمة من سبع دول مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، استضاف معهد التخطيط الحضري فيها مؤتمراً لهذه الدول منذ أيام لعرض المشاريع التي أنجزت خلال السنوات الثلاث الماضية من العمل المشترك.
يهدف مشروع «بنو أميّة» إلى بناء مسارات ثقافية عبر الحدود في الدول الشريكة الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي كان للخلافة الأموية تأثير فاعل في تراثها وثقافتها، وعمارتها أيضاً، وظهر ذلك جلياً في معالمها العمرانية التي لم يتم إدراجها في شكل كاف في الروزنامة السياحية في تلك البلدان، ومن بينها لبنان.

الدولة الأموية أو الخلافة الأُمَوِيَّةُ أو دولة بني أمية (41 – 132 هـ / 662 - 750 م) هي ثاني خلافة، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام، وتعتبر أسرة بني أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكمت من 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمتها في مدينة دمشق.

بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، فضلاً عن إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

على خطى الأمويين

خلال مؤتمر الذي عقد في معهد التخطيط الحضري في الجامعة اللبنانية- الأميركية، تناول البروفسور رشيد شمعون، مؤسس المعهد ومنسق مشروع «بنو أميّة»، أهمية الشراكة المحلية، موضحاً أن «وزارتي الثقافة والسياحة في لبنان كان لهما دور فاعل ومهم، فضلاً عن مؤسسة الصفدي وبلديتي جبيل وعنجر».

بدوره نوه وسيم شاهين، مساعد نائب مدير الجامعة للمشاريع الخارجية، بالطبيعة المغامرة للمشروع، معتبراً أن خطة الجامعة اللبنانية الأميركية الجديدة تطوير العلاقات بين الجامعات وقطاع الأعمال وإشراك المجتمع المحلي، ويشكل مشروع «بنو أمية» دليلاً واضحاً على طموحها في تحقيق الريادة.

الهدف الأساسي من المشروع، الذي أصبح ممكناً بفضل منحة قيمتها أربعة ملايين يورو من المفوضية الأوروبية، تحسين التماسك الإقليمي حول البحر الأبيض المتوسط ​​من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة تعزّز التراث الثقافي للدولة الأموية.

عبد الله كحيل، أستاذ مشارك في قسم الهندسة المعمارية ومدير معهد الفن والعمارة الإسلامية في الجامعة اللبنانية الأميركية، قدّم لمحة عامة عن الدولة الأموية التي هيمنت على الشرق الأوسط بين 661 و750 م وشبه الجزيرة الإيبيرية (الأندلس بين 756 و1031م).

أضاف: «ليس ثمة طريقة واحدة لتفسير هذه الفترة من التاريخ. كتب العباسيون عن الأمويين في اتجاه واحد، والإسبان في اتجاه آخر. الآن ننظر إلى المنطقة التي كانت تحتلها كمركز لتنمية الثقافات، ذلك أن الأمويين، بعد اتساع مملكتهم شرقاً وغرباً، سمحوا بالتبادل الثقافي بين أوروبا والدول الإسلامية في الشرق الأوسط، وتعكس الطرق السياحية المتقدمة المواقع التي بناها الأمويون وتلك التي تأثرت بثقافتهم وتراثهم».

بعد شرح العروض المقدمة للسياح في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وتونس والأردن ومصر، تناول وسام خليل، أستاذ مساعد في علم الآثار القديمة والكلاسيكية في الجامعة اللبنانية، المسارات التي ينظمها لبنان، فبالإضافة إلى رحلة تستغرق يوماً أو يومين لزيارة مواقع الأمويين، ثمة جولة لمدة سبعة أيام تتضمن زيارة الآثار الرومانية والبيزنطية البارزة إلى جانب مواقع الأمويين.

أضاف: «تشمل المسارات المسجد الأموي في بعلبك ومدينة الأمويين في عنجر، فضلاً عن معالم سياحية في بيروت، صيدا، الشوف، الأرز، طرابلس، أنفه وجبيل. يمكن ملاحظة أنماط مختلفة من الهندسة المعمارية، وتبدو إعادة استخدام العناصر الرومانية والتقنيات البيزنطية واضحة في عنجر وبعلبك».

تابع: «بصرف النظر عن روعة العمارة في مدينة عنجر اللبنانية، وافقت البلدية فيها على بناء متحف أموي على أرضها».

تعزيز التراث الأموي

احتضنت غرناطة في إسبانيا المؤتمر التحضيري الأول لمشروع «بنو أمية» الهادف إلى تعزيز التراث الثقافي الأموي، وشاركت فيه 14 مؤسسة متوسطية في سبع دول شريكة في المشروع، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وهي: إسبانيا، إيطاليا، البرتغال، تونس، مصر، الأردن ولبنان من خلال الجامعة اللبنانية الأميركية (معهد التخطيط الحضري) وبلدية جبيل.

إضافة إلى تصميم وإنشاء مسار ورحلة سياحية عبر سبع دول لتغطية التمدد الأصلي للإمبراطورية الأموية من المحيط الأطلسي إلى الشرق الأوسط، وإنشاء متحف خاص بهذا المشروع مركزه في لبنان، تشمل النشاطات الرئيسة الأخرى برامج سياحية هادفة وفق خط سير محدد، تسويقاً سياحياً، إيجاد هوية سياحية مشتركة، إجراء تدريب سياحي مشترك للمعنيين في قطاع السياحة، بالإضافة إلى دليل سياحي مشترك، منشورات، وفيلم وثائقي مخصص للتراث الأموي.

الأمويون سمحوا بالتبادل الثقافي بين أوروبا والدول الإسلامية في الشرق الأوسط
back to top