سرّ خسارة 113 كلغ؟ لا تأكلي أي شيء تحبّينه!

نشر في 25-05-2016
آخر تحديث 25-05-2016 | 00:03
No Image Caption
تقول سلمى محفوظ (51 عاماً) إن من السهل خسارة 113 كلغ. حسناً، ربما الأمر ليس سهلاً إلى هذه الدرجة، لكنها نجحت في ذلك. أضافت: {لم آكل أي شيء كنت أحبّ تناوله}. هذا ما صممّت على القيام به حين وصل وزنها إلى 190 كلغ منذ نحو ثلاث سنوات. {كانت مشكلتي أنني لو كنت أستمتع بالوجبة التي أتناولها، آكلها بالكامل. وإن أحببت النكهة، أستمرّ في الأكل من دون توقّف}.
شملت هذه المأكولات المحببة على قلبها البيتزا وشطائر البرغر وأي شيء من هذا النوع. وقالت: {أستطيع أن آكل بيتزا كاملة بمفردي}.
والسبب الآخر الذي جعلها تكسب الوزن كان خسارته وكسبه مراراً وتكراراً.
بعد نجاحها في تحقيق هدفها وخسارة 113 كلغ من وزنها، تقول رينيه بيردار: {كنت أخسر 22 كلغ ثم أعود لأكسب 32 كلغ مجدداً. قررت أخيراً التوقّف عن اتباع الحمية الغذائية، وذلك كي أستطيع الدخول من الباب}.

في يوم من الأيام سنة 2013، استسلمت. وقالت: {جلست على الأريكة ولم أقوَ على فعل أي شيء. فإن خسرت الوزن سأعود لأكسبه}. كانت الصحوة حين شعرت بتسارع في ضربات قلبها.

وأضافت: {هرعت إلى المستشفى وأخبرتهم أنني أصاب بنوبة قلبية، فطلبوا مني العودة إلى المنزل وقالوا لي إنني بخير. ولكنني كنت أشعر بنبضات قلبي تتسارع ثم تتباطأ}.

{لم يعد أمامي سوى خيارين، إمّا خسارة الوزن وكسبه مجدداً، أو الموت. لم أفضّل أيّاً منهما}.

بدأت بتحليل عاداتها الصحية. تقول: {ابتكرت حمية غذائية تناسبني. ما قد يدفعني إلى عدم الالتزام بالأمور الصحية والجيدة؟}.

كان الكفاح ليكون قاسياً إذ إنها أمضت 4 عقود في كسب الكيلوغرامات. بدأ وزنها بالازدياد حين كانت في المدرسة الثانوية رغم أنها كانت رياضيّة.

وتتابع: {في 15 يوليو 2013، غيّرت حياتي}.

كثير من الخضراوات

غيّرت وجباتها، فاقتصر الفطور على كثير من بياض البيض والخضراوات ودقيق الشوفان مع الزبيب وسجق الحبش ووجبات لا تحفّز الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

حين أتناول الطعام، أحبّ أن آكل كثيراً، لذا قرّرت تناول الأطعمة التي يمكنني أن أكثر منها}.

على سبيل المثال، خلال أوقات تناول الوجبات، كانت تأكل زهرة (قرنبيط) نيئة. وقالت: {كنت أبدأ بتناول الوجبة وأمضي ساعة في تناولها. وكنت أتناول الوجبة نفسها مراراً وتكراراً}، ما حدّ من رغبتها الشديدة في تناول الطعام.

قد تقتصر وجبة الغداء على شطيرة حبش ونوع من الجبن الأبيض، ثم وجبة أخرى. وقد يقتصر العشاء على ما تبقّى من وجبة الغداء. قالت: {أستطيع أن آكل كيساً كاملاً من الخضراوات. أتناول النصف الأول أثناء وجبة الغداء والنصف الآخر عند العشاء}.

وامتنعت عن تناول المأكولات التي تحتوي على سكّر والحلويات والنشويات البيضاء مثل الباستا. أما البوظة فكانت الحلقة الأضعف بالنسبة إليها.

رياضة وإرادة

تذكر محفوظ: {بدأت أمشي. كانت مراحل المشي الأولى أشبه بعذاب أليم. ولكنني ثابرت ونجحت}.

لم تضم حميتها الغذائية حيلاً أو حملات إعلانية يظهر فيها أحد المشاهير. في الواقع، كانت من ابتكارها، فهي لا تحبّ أن تعطي نصائح غير مطلوبة. تقول: {أرى أشخاصاً في الحالة التي كنت فيها، وأرغب أحياناً في الاقتراب منهم والتكلّم إليهم. ولكنني لم أكن أحبّ ذلك حين كنت سمينة، لذا لا أسمح لنفسي بالقيام بهذه الخطوة}.

وتقول إن الجزء الأكبر من نجاحها أتى نتيجة قوّة الإرادة، قوّة الإرادة المندفعة. كانت تمارس كثيراً من التمارين، وأقلعت عن التدخين منذ سنوات عدة. مع ذلك، لم يكن هذا القرار صعباً بقدر صعوبة خسارة الوزن، بحسب رأيها.

وأضافت: {خسارة الوزن أصعب بكثير من الإقلاع عن التدخين. فأنا لست بحاجة إلى تدخين سيجارة أخرى لأبقى على قيد الحياة. ولكنني لا شكّ بحاجة إلى تناول الطعام دائماً. أفكّر به طوال الوقت، كما أنني أفكّر بالوجبة التالية التي أرغب في تناولها}.

تتابع: {كم هو أمر مضحك، حين أذهب إلى المتجر، أختار دائماً مأكولات أعرف أنني لن أتناولها. آكل منها قليلاً، ولكنني آكل أنواعاً تختلف عن تلك التي كنت أتناولها في الماضي. لا أريد أن يعتقد الأشخاص أنه يجدر بهم أن يتضوّروا جوعاً بهدف خسارة الوزن}.

يتجسّد اندفاعها اليوم في المشاركة في حياة الأولاد ضمن عائلتها. ابناها أصبحا بالغين وابتعدا عنها في بداية رحلتها في خسارة الوزن. لذا تعلّقت في بنات وأبناء أختها. كانت ملاحقتهم بمثابة واجب منزلي.

مع الأكل والمشي والركض وممارسة التمارين في النادي، {خسرت بعد 18 شهراً 113 كلغ}. بطول متر و70 سنتمتراً ووزن 77 كلغ كانت قد تخطّت ما كانت تعتبره الهدف المنطقي. {كنت أحاول أن أخفض وزني إلى 90 كلغ. ثم اكتشفت أنني لا أواجه خطر كسب هذا الوزن من جديد}. لذا استمرّت في حماية نفسها من خطر كسب الوزن من جديد رغم أنها لم تكن بحاجة إلى ذلك.

وأصبحت على يقين من هذا الأمر بعدما حققت هدفها. لم تغيّر عادات أكلها وأكثرت من ممارسة التمارين، فكانت إما تمارس الركض أو تذهب إلى النادي 5 إلى 6 أيام أسبوعياً.

منذ فترة قصيرة، ركضت مسافة 5 كلم ذهاباً وإياباً، وفي السنة الماضية شاركت مرتين في الماراتون.

تؤكد: {أفكّر اليوم في الماراتون الأصعب، أعتقد أنني قادرة على ذلك}.

وفي هذه الأثناء، تستمتع بالحياة كما هي. {ها أنا أذهب إلى أماكن جديدة وأفعل أموراً لم أقو على فعلها في الماضي. لم أعد أواجه مشكلة الجلوس على كرسي والتساؤل إن كان سيناسب حجمي}.

وأضافت: {ذهبت وابنة أختي إلى المنتزه في السنة الماضية وحين وصلت، لم يكن عليّ أن أقلق من الجلوس على المقاعد خوفاً من عدم تناسبها مع حجمي. أستطيع أن أجلس أينما أريد}.

لا للاستسلام

لا يزال الاندفاع موجوداً وأساسياً، وتقول: {إن استسلمت، سيتحتّم عليّ البدء من الصفر للمرة الثانية. ولا أريد أن أعود إلى نقطة البداية. لا أريد أن أستسلم ولا أريد أن أمرض. وأنا على يقين بأنني حين أستيقظ كل يوم عليّ أن أتخذ قراراً: إما متابعة رحلة الصحة أو التوقّف. أظن أنني لن أتوقف بتاتاً}.

تحاول دائماً أن تفكّر في أمور أخرى كي لا تشعر بالانزعاج، {أفكّر في أمور لم أكن قادرة على القيام بها وباتت اليوم سهلة بالنسبة إلي. أنا في الخمسينيات وأستطيع أن أفعل ما أريد}.

لم تعد تسعى إلى خسارة المزيد من الوزن وذلك بسبب الجلد الزائد الذي لا بدّ من أن يظهر بعد خسارة كثير من الوزن كما حصل معها.

ولكن قال أحد أبناء أختها أمراً عن هذا الجلد الزائد: {إنه وسام شرف. من يكترث لرأي الآخرين؟}.

back to top