واشنطن تطلب إخلاء الرقة... وترفض «الضربات المشتركة»

● «سورية الديمقراطية» تحشد
● «الأطلسي» يوسّع مشاركته
● الأسد يخسر أبرز قيادييه بدير الزور

نشر في 21-05-2016
آخر تحديث 21-05-2016 | 00:05
فرقاطة روسية تعبر مضيق البوسفور أمس الأول في طريقها إلى الساحل السوري
فرقاطة روسية تعبر مضيق البوسفور أمس الأول في طريقها إلى الساحل السوري
بعد تنسيقه سياسياً وعسكرياً مع قوات سورية الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية، قرع التحالف الدولي بقيادة واشنطن طبول حرب تحرير الرقة، معقل تنظيم «داعش» وعاصمة خلافته بطلبه من السكان مغادرتها، بالتزامن مع رفضها اقتراحاً روسياً للبدء في تنفيذ ضربات مشتركة للجماعات السورية غير الملتزمة بالهدنة اعتباراً من الأربعاء.
على وقع اعتزام حلف شمال الأطلسي توسيع حملته على التنظيم المتطرف في سورية، ألقى التحالف الدولي بقيادة واشنطن للمرة الأولى مناشير طلب خلالها من سكان مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش»، مغادرتها، وفق ما أفادت، أمس، حملة «الرقة تذبح بصمت» والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال «أبو محمد»، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، لوكالة فرانس برس، عبر الإنترنت: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف مناشير فوق الرقة، لكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان وتطلب منهم المغادرة».

وكانت المناشير الأخرى، وفق أبو محمد، تتوجه إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالقول «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم».

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أنها «المرة الأولى، التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحاً أن تكون «تلك المناشير مجرد جزء من الحرب الإعلامية ضد التنظيم»، لكنه تحدث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير قوات سورية الديمقراطية مسلحيها بريف الرقة لشن عملية تجاه الرقة بغطاء من التحالف الدولي»، مستبعداً حصول الهجوم على الفور، «لأن الرقة تحتاج إلى التخطيط لمعركة ضخمة وأعداد كبيرة من المقاتلين وحاضنة شعبية».

مضمون المنشور

ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت» على حسابها على موقعي «تويتر» و»فيسبوك» صوراً للمنشور، وهو عبارة عن رسم يظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفل، وهم يركضون ابتعاداً عن لافتة كتب عليها «الدولة الاسلامية - ولاية الرقة- نقطة تفتيش»، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر وحولهم جثث للجهاديين.

وكتب على المنشور «حان الوقت، الذي طالما انتظرتموه، آن الآوان لمغادرة الرقة».

ورأى أبومحمد، وهو ناشط يقدم نفسه باسم مستعار ويعمل سراً، مثله مثل الناشطين الآخرين في الحملة، إن السبب خلف تلك المناشير الجديدة يعود إلى «وجود داعش بين المدنيين واتخاذهم كدرع بشرية»، مضيفاً: «في السابق كانت لداعش مقرات واضحة. ومنذ بدء الحملة الجوية ضدهم، باتوا يلجأون إلى الاختباء بين المدنيين».

الحلف الأطلسي

إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي في بروكسل، أمس الأول، أن الحلف قد يوسع مشاركته مع التحالف الدولي في العراق وسورية، موضحاً أن طائرات مراقبة من طراز «أواكس» المتطورة يمكن أن تقوم بطلعات فوق «مناطق للحلف الأطلسي، وفي أجواء دولية» لدعم الحرب ضد التنظيم الجهادي.

و«أواكس» طائرات مزودة برادارات قوية تسمح لها بمراقبة الأجواء على مئات الكيلومترات المحيطة بها، ويمكن أيضاً تحويلها إلى مراكز قيادة في عمليات قصف وغيرها من العمليات الجوية.

ضربات مشتركة

في السياق، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، عن اقتراح قدمته موسكو لواشنطن والتحالف، الذي تقوده للبدء في شن ضربات جوية مشتركة في سورية اعتباراً من 25 مايو لاستهداف «جبهة النصرة» وغيرها، موضحاً أنه طرح بالتنسيق مع دمشق وجرت مناقشته مع خبراء عسكريين أميركيين في العاصمة الأردنية عمان.

وشدد شويغو، خلال اجتماع بوزارة الدفاع نقله التلفزيون الرسمي، على أن الاقتراح الذي شمل استهداف قوافل أسلحة تعبر إلى سورية من تركيا، تحتفظ فيه موسكو بحق قصف المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار من جانب واحد.

وعلى الفور، رفضت واشنطن المقترح الروسي مؤكدة أنها لن تتعامل مع موسكو في أي عملية بسورية.

إدلب وحمص

وعلى الأرض، ارتكبت طائرة تابعة للنظام مجزرة صباح أمس في ريف ادلب، حيث قضى نحو ثمانية مدنيين، وجرح أكثر من عشرين آخرين، في بلدة خان السّبل، جراء استهداف البلدة بغارتين بالقنابل الفراغية.

وغداة مقتل 21 مدنياً على الأقل بينهم ستة أطفال خلال قصف مكثف بالبراميل المتفجرة على بلدة الحولة وعدة قرى مجاورة بعد قليل من غارات جوية لقوات النظام على مدينة الرستن، التي تعتبر بحسب المرصد، آخر معاقل الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة حمص، وهي محاصرة منذ بدء الأزمة السورية، قررت المحكمة الشرعية في ريف حمص الشمالي إلغاء صلاة الجمعة في مساجد المدينة، نظراً «إلى الهجمة البربرية التي تشنها طائرات النظام»، وتبعها وصول تعزيزات عسكرية إلى محيط كلية الهندسة، قادمة من اللواء 47 دبابات.

«جيش الإسلام»

في غضون ذلك، كشف كبير مفاوضي الهيئة العليا للمعارضة وممثل «جيش الإسلام» محمد علوش، أن التقدم الذي حققته قوات النظام في مناطق الغوطة وسيطرتها على عدد من القرى والبلدات، جاء إثر انسحاب «فيلق الرحمن» بالكامل من الجبهات الأمامية، بعد إبعاده لمقاتلي «جيش الإسلام» منها.

وأكد علوش لقناة «الحدث»، أن «جبهة النصرة» تحاول من خلال المعارك في غوطة دمشق بالتعاون مع الفيلق استئصال جيش الإسلام، وذلك على غرار ما فعلت مع العديد من فصائل الجيش الحر (حوالي 13 فصيلاً) في الشمال السوري، موضحاً أنهما يسعيان للقضاء على جيشه لاتهامه بالخيانة بعد مشاركته في المفاوضات.

غوطة دمشق

وأفاد المرصد السوري، أمس، بقيام خمس طائرات مروحية تابعة للنظام بإلقاء ما لا يقل عن 20 برميلاً متفجراً على مزارع محيطة باتستراد السلام قرب منطقة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، مشيراً إلى أنها استهدفت أيضاً مناطق في أطراف مدينة داريا بالرشاشات الثقيلة.

وغير بعيد، تصدّت «النصرة» لمحاولةٍ جديدة من قبل «داعش» للتقدم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المنكوب جنوبي دمشق.

هجوم دير الزور

وفي دير الزور، تمكن تنظيم «داعش»، أمس الأول، من السيطرة على 5 مواقع لقوات النظام في محيط المطار العسكري بمنطقة جبل ثردة، بعد هجومٍ واسع، أوضحت وكالة «أعماق» الموالية له أنه بدأ بتفجير لأحد الانتحاريين سيارةٍ مفخّخة عند حاجز على الطريق العام بين دير الزور – دمشق‬. وأكدت وسائل إعلامٍ مواليةٍ للنظام مصرع العميد الركن بسام جوهرة، أحد أبرز قيادات الأسد في المطار أمس الأول، بجانب العشرات من العناصر والضباط في هجوم «داعش».

عشرات القتلى في إدلب وحمص و«جيش الإسلام» يتهم «النصرة» بالسعي لاستئصاله
back to top