«كيانو»... فيلم مضحك

نشر في 12-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-05-2016 | 00:01
No Image Caption
إن شاهدت الشريط الإعلاني لفيلم {كيانو} Keanu (من بطولة جوردان بيل وكيغان مايكل كي من سلسلة Comedy Central المحبوبة Key and Peele) وتساءلت عما إذا كان فيلماً حقيقياً، فلا تقلق لأنك لست الوحيد. كثر البحث عن هذا السؤال على موقع غوغل، وهذا أمر طبيعي بما أن معظمنا يعرف أن {كي وبيل} يقدّمان فيضاً من مقتطفات مميزة تخرج عن المألوف وتتناول كل العاملين في هوليوود. لكن {كيانو} فيلم بكل معنى الكلمة، وهو مضحك أيضاً.

من الطبيعي أن تفترض أن «كيانو» يمثّل انتقاداً ساخراً لشخصية كيانو ريفز في أفلام الحركة «جون ويك»، بما أن الفيلمين يدوران حول ضياع حيوان أليف واستعداد المالك للقيام بأي أمر لاستعادته. ولكن لا، كان العمل جارياً على «كيانو» قبل عرض «جون ويك». لذلك، يُعتبر هذا الرابط مجرد مصادفة.

يسمح فيلم «كيانو»، الذي أخرجه بيتر أتنسيو، لكل من كيغان مايكل كي وجوردان بيل بنقل نوعهما الخاص من التعليقات الثقافية الفكاهية من نطاقه الضيق على الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الفضية. يؤدي بيل دور ريل، رجل هيبي مدمن مخدرات وفنان من لوس أنجليس يمرّ بحالة انفصال عاطفي سيئة. لكنه، عندما يعثر على قطة صغيرة مشردة على باب بيته، يتعلّم الحب مجدداً، ويطلق عليها اسم كيانو. أما قريبه كلارنس (كي)، فهو مدير اتصالات غبي تريد منه زوجته (نيا لونغ) تعلّم الاسترخاء.

خلال نهاية أسبوع يمضيها ريل وكلارنس وحدهما، يكتشفان حين يعودان من مشاهدة فيلم لليام نيسون أن منزل ريل تعرض للسرقة، وأن كيانو مفقودة. وبالاستناد إلى معلومات من تاجر مخدرات في الحي يُدعى {هولكا} (ويل فورت)، ينطلق الاثنان في مغامرة مميزة لاستعادة القطة، فيتورطان مع عصابة Blip التي تتاجر بالمخدرات ويترأسها Cheddar المخيف (ميثود مان).

تلاعب بالشفرة الثقافية

يعتمد الجزء الأكبر من الفكاهة في الفيلم على التلاعب بالشفرة الثقافية، التي يتقن كي وبيل استغلالها لإضحاك الناس. يجسدان رجلَين جبانين غبيين يُضطران إلى التصرف بعزم وشجاعة، عندما يجدان نفسيهما في حالة دفاع عن النفس. وسرعان ما يقعان في مأزق أكبر، حين ينتحلان شخصيتَي «تيكتونيك» و»شارك تانك». فيبدلان صوتيهما، منتقلَين من «ريتشارد بريور يقلّد رجلاً أبيضاً» و»جون ريتر» إلى لغة عصابات مبالغ فيها مليئة بالشتائم (بعد كثير من التحاور والنقاش).

بما أن كي وبيل خلاسيان يتحدران من عرقين مختلفين، يشعران دوماً بأنهما في موضع مميز يسمح لهما بتناول المناطق الرمادية في الأداء والتمثيل التي ترتبط بالهوية الثقافية والعرقية، ولا يشكّل فيلم «كيانو» استثناء. يغوصان بفرح في الأفكار النمطية عن ثقافة العصابات، خصوصاً من خلال دعابة مطوّلة عن موسيقى جورج ميتشل. في الوقت عينه، يصوّر الفيلم حياة العصابات كما لو أنها فرصة للتحرّر الجامح من الظلم والأسر مع العواقب الملائمة بالتأكيد.

وسط هذه المعمعة الثائرة العنيفة مع كل العصابات المتحاربة والقتلة نرى القطة كيانو، التي تبدو جميلة جداً، ما يجعلك تفكر في أنها تستحق كل العناء. استُخدمت سبع قطط لتأدية دور كيانو، ويُعتبر أداء الحيوانات في هذا الفيلم مميزاً. وهكذا، يشكّل «كيانو» فيلماً مضحكاً وممتعاً كأي عمل يقدّمه كي وبيل، مع أن مستوى الفكاهة فيه أكبر وأكثر ضخامة: فوقع الدعابات أقوى والسيناريو أكثر غرابة، ما يحوّل هذا العمل إلى فيلم حركة فكاهي بكل معنى الكلمة، فيلم يشكل رسالة حب ونقداً ساخراً في آن.

back to top