جومانا أبو مطر ترسم بيروت مدينة {متمردة على الأسلاك}

نشر في 05-05-2016 | 00:00
آخر تحديث 05-05-2016 | 00:00
تتنقّل الرسامة التشكيلية اللبنانية جومانا أبو مطر  بين باريس وجامعة أوهايو، حيث تشارك في معرضين: الأول من تنظيم «غاليري بيير ألين في مونمارتر»، والثاني من تنظيم جامعة أوهايو، وتستعد للمشاركة في «مهرجان الفن العالمي» في بينالي موناكو في 22 سبتمبر.

في   لوحة «مدينتي خلف الأسلاك» (اكريليك على القماش) المعروضة في باريس، تتمرد جومانا أبو مطر على  القيود التي تكبّل  بيروت، وتعكس صورة لمدينة مفعمة بالحياة ساطعة بالنور، فتخالها غادةً جميلة  تترامى بدلال على شاطئ البحر الأبيض المتوسط،  وتتجدد في حركة دائمة تعصى على الزمن وعلى الظروف، محافظةً على شباب دائم.

بيروت، كما تراها جومانا ابو مطر، مدينة منفتحة على الثقافات، تتفاعل فيها الحضارات، تكسر القيود والأغلال التي هي من صنع البشر حيناً والتاريخ حيناً آخر،  كل ذلك ضمن مشهدية جميلة تعيد رسم الحياة بأبهى مظاهرها بعيداً عما يُرسم لها من مؤامرات في محاولة لشلّها...

ليست الواقعية بعيدة عن اللوحة، فبيروت على غرار مدن العالم كافة يتدرّج مجتمعها بين طبقات عدة، ويختلف ناسها، فتسيطر على البعض روح الاستغلال والمادية فيما يتسم البعض الآخر بتعلّق بالأرض والتضحية في سبيلها، ولا شك في أن هذا الصراع بين الخير والشر يجعلها راسخة في جذورها الممتدة عميقاً في هذه الأرض التي شهدت ديمومتها على مدى الأجيال.

لأن الرسام التشكيلي هو ابن بيئته ولا ينفصل عنها، تبدو لوحة جومانا أبو مطر، في جوانب منها، رازحة تحت المعاناة على غرار المجتمع اللبناني الذي يعيش فراغاً على صعد عدة، بفعل عوامل كثيرة فرضت على ناسه حالة من العزلة أحياناً، من هنا ارادت لوحتها صرخةً مدوية إلى العالم بأن بيروت لم تكن يوماً مدينة مكبلة بأسلاك المؤامرات والأفكار السوداوية بل ستبقى على الدوام مدينة الأمل والحياة، وهذه الفكرة بالذات تبرز في معظم لوحاتها.

محطات ...

تأثرت جومانا أبو مطر في رسمها بكبار الفنانين الرواد من بينهم الرسام التشكيلي اللبناني مصطفى فرّوخ والرسام التشكيلي الفرنسي رينوار وغيرهما، وتميّزت برسم الطبيعة، الخطوط، الفن الاستشراقي والفن التعبيري. لم تكتفِ  بذلك بل عمدت إلى  تنمية ثقافتها الفنية من خلال زيارة المتاحف العالمية (فرنسا، الولايات المتحدة، لندن...)، والتشبع من التيارات الفنية والفكرية التي سادت على مرّ الجيال، فاكتسبت ثقافة جمالية  وظفتها في رسمها  وأكسبت لوحاتها طابعاً تأليفياً  متعدد العناصر ليشكل عالماً قائماً بذاته، يرمز إلى واقع معين أو حالة نفسية معينة.

تتلمذت أبو مطر في الخط العربي على يد سعيد نسيب مكارم، أحد أبرز الرواد في هذا المجال ، فدمجت الخط مع الفن التعبيري، كذلك درست فن التعتيق والترميم والصيانة في روما، وتعمقت في دراسات فنية من بينها: ابحاث كرستلز- لندن، تاريخ الفنون التشكيلية، الفن الاستشراقي المرسل من جامعة هارفرد إلى الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

لجومانا ابو مطر حوالى 30 معرضاً توزعت بين فردي وجماعي، في لبنان وأوروبا واميركا، آخرها معرضها في منطقة بعقلين  الشوفية في جبل لبنان، وضم 30 لوحة تمحورت حول الأمل وحب الحياة، ومشاركتها في سمبوزيوم عاليه (2015).

اختارت اللجنة الفرنكفونية العالمية لوحتها «الحياة» لعرضها في معرض اليونسكو في باريس وورد اسمها في الموسوعة الفرنسية للفنانين العالميين.

اختارت لجنة فنية عالمية في إيطاليا والأردن مجموعة من لوحاتها للمشاركة في معرض ميلانو وفي معرض دبي العالمي (2015).

نالت شهادات ودروعاً تقديرية من لبنان والخارج آخرها شهادة تقدير لمشاركتها في سمبوزيوم روما الدولي الأول في نوفمبر 2015.

إلى جانب الرسم لجومانا أبو مطر دواوين شعرية تتسم بنكهة جبرانية وحداثة تتلاءم مع العصر، من بينها: «شوق على أرض الجراح»، «حفنة نور»، «الرسم شروق في جنة الروح»، «عطش الأماني»، «جاءني البحر».

back to top