تضارب بشأن زيارة الصدر لإيران... وعلاوي يهاجم «الرئاسات»

نشر في 03-05-2016 | 00:00
آخر تحديث 03-05-2016 | 00:00
No Image Caption
طهران تعرض الوساطة وتدعو إلى الاستماع لـ«المراجع» ومتظاهرون يقتحمون مقر «الدعوة»
ساد تضارب في الأنباء بشأن انتقال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الى طهران، غداة اقتحام مناصريه البرلمان واطلاقهم هتافات ضد إيران وضد قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، فيما شن رئيس الحكومة السابق أياد علاوي هجوما لاذعاً على الرئاسات متهماً إياها بعرقلة الإصلاح.

تضاربت الأنباء بشأن مغادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، النجف، متوجهاً إلى إيران، في حين تستمر الأزمة السياسية في العراق والتي لعب فيها دورا أساسيا عبر المطالبة بالإصلاحات وتغيير الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة.

وقال مصدر رسمي في مطار النجف، إن "زعيم التيار الصدري غادر في الحادية عشرة صباحا، عبر مطار النجف، متوجها الى مطار الإمام الخميني" جنوب طهران القريب من مدينة قم، مشيرا الى أن "الصدر غادر بصحبة رجلي دين على متن طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية".

بدوره، أكد مصدر حكومي رافضا الكشف عن هويته، مغادرة الصدر الى إيران، إلا أن وكالة «إرنا» الايرانية شبه الحكومية نفت النبأ.

وأعلن الصدر، السبت الماضي، اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين إثر فشل البرلمان في عقد جلسة للتصويت على وزراء مستقلين ضمن مشروع إصلاحات.

إيران

وأعلنت إيران، أمس، استعدادها لمساعدة الأطراف العراقية في التحاور من أجل الخروج من الأزمة السياسية الحالية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جابري أنصاري في بيان، إن "حماية العملية السياسية والمنجزات السياسية للشعب العراقي خلال العقدين الماضيين واحترام سيادة القانون في العراق، سيضمن الاستقرار واستمرار التنمية وترسيخ الوفاق الوطني في العراق"، داعياً جميع الأطراف "للتهدئة وتوفير الأجواء المناسبة لتسوية قضايا العراق عن طريق الحوار والتفاهم".

وأعرب أنصاري عن أمله في "معالجة قضايا العراق الحالية في ظل دراية الشعب والحكومة والتيارات السياسية العراقية وبتوجيهات مراجع التقليد لخدمة مصالح أبناء الشعب العراقي، ولتوفير الأرضية لتحقيق الإرادة الوطنية لمكافحة الإرهاب والفساد، التي تعد من المطالب العامة لجميع الأحزاب والتيارات وكل أبناء الشعب العراقي".

وأضاف، أن "التركيز على موضوعين أساسيين هما مكافحة الإرهاب والفساد بحاجة إلى الحوار الوطني بين جميع الأحزاب والكتل العراقية"، مبيناً أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأمل في الإسراع بتمهيد الأرضية لحصول التوافق السياسي بين الكتل السياسية العراقية، وتعلن استعدادها للاستفادة من كل علاقاتها لتسهيل الحوار".

علاوي

في السياق، وجه رئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي رسالة الى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس، بشأن اجتماع الرئاسات الثلاث والذي عقد أمس الأول على خلفية اقتحام المتظاهرين مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء.

وقال علاوي في رسالته إن "اجتماع الرئاسات الثلاث مخيب للآمال"، مبينا "اقترحت عليكم عقد مثل هذا الاجتماع، واستغربت من محاولة ترك الأمور الجوهرية كمناقشة أزمة العملية السياسية وتراجع الاصلاحات".

وأضاف أن "اهتمام المجتمعين انصب على محاولة إضعاف فكرة التظاهرات والاعتصامات تحت ذريعة الربط بين المعتصمين والمتظاهرين السلميين من جهة وبين المندسين الذين انتهكوا حرمة البرلمان واعتدوا على بعض النواب من جهة أخرى"، مشددا "تبين لي أنه لا توجد نية للإصلاح الحقيقي باستثناء قلة من المجتمعين، ولا توجد رغبة في بحث المشاكل الجوهرية وإنما التشبث بظاهر ما حدث من دون مناقشة أسباب ما آلت إليه الامور".

 وأوضح "إنني أود إعلامكم بأني لن أحضر أي اجتماع بهذا المستوى من البحث الذي لا يرقى الى معالجة جذور الأزمة للوصول بالبلد الى شاطئ الأمان والسلام والاستقرار".

الجبوري والجعفري

في غضون ذلك، أكد رئيسا البرلمان سليم الجبوري والتحالف الوطني وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أمس، على أهمية "التمسك بمشروع الدولة العراقية، والتجربة الديمقراطية وتحمل مسؤولية تصحيح مسار العملية السياسية مهما تطلب هذا الأمر من تغييرات وإصلاحات بشرط الالتزام بالطرق الدستورية".

وقال مكتب الجعفري في بيان، إن الأخير استقبل في مكتبه الجبوري، مبيناً أن "اللقاء بحث التطورات الأمنية والتداعيات التي شهدتها الساحة السياسية مؤخراً وتأثيرها في الوضع الأمني وجهود الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية".

وأضاف البيان أن"الجانبين دعوَا الى تجاوز الأخطاء التي علقت بالتجربة خلال الفترة الماضية والعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى العراق وتلبية طموحات الشعب العراقي"، مؤكدا أن "الجانبين شددا على أهمية الحفاظ على وحدة الصف الوطني وهيبة الدولة واستمرار الحوارات والجهود من قبل القوى السياسية كافة للخروج بحلول عملية للأزمة الراهنة".

المطلك

إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك أمس، "طالما أكدنا على ضرورة إصلاح العملية السياسية وإخراجها من مربع الطائفية والإثنية وضرورة بنائها وفق المعايير الوطنية"، معتبرا أن "رئيس الوزراء حيدر العبادي قد فقد بوصلة الإصلاح، بل الأكثر من ذلك بدأ يستخدم عنوان الإصلاح لحل مشاكله الداخلية في كتلته، مما أدخل البلد في سلسلة من الأزمات أدت الى انقسام البرلمان، واعتصام المتظاهرين داخل المؤسسات الدستورية".

وأضاف المطلك، "حذرنا من التسويف والمماطلة بعملية الإصلاحات أو القفز عليها حفاظاً على المكاسب الحزبية أو الفئوية الضيقة"، مبينا أن "اعتصامات الأنبار والمحافظات الست المنتفضة كانت صرخة شعبية وطنية بوجه منهج العنجهية الحكومية والفساد المالي والإداري والطائفية المقيتة والظلم الذي وقع على أبناء الشعب العراقي بوجه عام وأبناء تلك المحافظات بوجه خاص".

وذكر أن "السلطة بدلا من أن تتجه نحو تلبية مطالب المتظاهرين التي أكدت على شرعيتها قامت بقمعها مستخدمة أبشع وسائل القمع"، مبينا أن التغيير الشكلي وبقاء ذات المنهج بعد انتخابات 2014 ولد إحباطا لدى أبناء الشعب العراقي، خاصة بعد استمرار الانهيارات الأمنية، وتمدد تنظيم "داعش" الإرهابي وتنامي ظاهرة السلاح المنفلت خارج إطار الدولة، والفساد المالي والإداري".

وأوضح، "إننا في الوقت الذي نؤيد فيه حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي بل نشجعه وندعو إليه كوسيلة ضاغطة على الحكومة والكتل السياسية المتمسكة بالمحاصصة الطائفية، نحذر من توظيف التظاهرات ومعاناة الناس بغية تحقيق مصالح سياسية لأحزاب وكتل على حساب مصالح الشعب".

وطالب رئيس الجمهورية بـ"إرسال كتاب سحب الثقة عن العبادي فورا، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وفق معايير الكفاءة والمواطنة، والعمل الجاد من أجل إعادة التئام البرلمان العراقي بغية التصويت على حكومة الإنقاذ".

وأكد المطلك "ضرورة القيام بسياسة مراجعة شاملة لمجمل العملية السياسية وإعادة صياغتها بعقد سياسي جديد نواته وطنية لا طائفية"، مشددا على "الدعم الكامل للتظاهرات المنادية بالإصلاح، مع تحفظنا على دخول الأجندات الحزبية أو الكتلوية عليها".

وطالب الأمم المتحدة والجامعة العربية ودول الاتحاد الأوربي بـ"تقديم الدعم الكامل ومساعدة أبناء الشعب العراقي في مسعاه بتشكيل حكومة الإنقاذ".

الى ذلك، أظهرت مقاطع فيديو مهاجمة متظاهرين غاضبين لمقرات حزبية في مدينة الديوانية، منها مقر التحالف الوطني، وتخريب محتوياتها. واقتحم المتظاهرون مقر حزب "الدعوة"، وأسقطوا صور رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كما هاجموا مقر المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عمار الحكيم.

على صعيد آخر، أفادت الشرطة العراقية بمقتل 25 عراقيا أمس، وإصابة 41 آخرين في سلسلة انفجارات شهدتها مناطق متفرقة في مدينة بغداد، كان أعنفها حادث تفجير سيارة مفخخة استهدفت مواكب الزوار المشاركين في إحياء ذكرى مقتل الإمام موسى بن جعفر، راح ضحيتها 22 مدنياً وأصيب 30 آخرون.

«شيفرة» الاقتحام الصدرية

كشف النائب الكردي في مجلس النواب العراقي عادل نوري، وهو من النواب المعتصمين، عن وجود ما أسماه "الشيفرة السرية" بين مقتدى الصدر والمتظاهرين، الذين نقلوا موقع تظاهراتهم من ساحة التحرير الى مبنى مجلس النواب العراقي يوم السبت الماضي، مضيفاً أن الصدر كان أعطى أنصاره أوامر بأنهم في حال سمعوه يتلفظ كلمة "سأعتكف"، فإن ذلك يعني أمراً مباشراً باقتحام البرلمان.

back to top