إسماعيل لـ الجريدة•: 600 مليون دينار قيمة 3 مشاريع في «البترول الوطنية»

نشر في 03-05-2016 | 00:04
آخر تحديث 03-05-2016 | 00:04
No Image Caption
استعرض مدير دائرة المشاريع (2) في شركة البترول الوطنية م. خليل إسماعيل في حوار لـ«الجريدة»، المشاريع الموجودة تحت إدارته، والتي تصل قيمتها إلى نحو 600 مليون دينار، وكلها من المشاريع الاستراتيجية المهمة، وأولها مشروع خط الغاز الخامس الذي يعد «من المشاريع الحيوية والضخمة للشركة، وهو عبارة عن بناء وحدات جديدة في مصفاة ميناء الأحمدي لمعالجة الغاز الطبيعي المنتج من الحقول التابعة للشركة الزميلة شركة نفط الكويت، بقيمة إجمالية 433 مليون دينار».

وأضاف إسماعيل أن المشروع الثاني عبارة عن مرافق مناولة الكبريت في مصفاة ميناء الأحمدي، وتعتبر المصفاة المنفذ الوحيد لإنتاج وتخزين وتصدير الكبريت الصلب. ولهذا ارتأت الشركة تطوير المرافق القائمة وزيادة سعتها للتعامل مع الزيادة المتوقعة من إنتاج الكبريت السائل، حيث تبلغ قيمة المشروع 147 مليون دينار.  وذكر أن المشروع الثالث عبارة عن إنشاء وحدة جديدة لمعالجة عادم الغازات الحمضية في مصفاة ميناء الأحمدي، بقيمة 15.6 مليون دينار حيث سيقلص كميات الكبريت المنبعثة من غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى نحو 160 جزءاً في المليون، لافتا الى أن هذه النسبة أقل من المعايير التي تسمح بها الهيئة العامة للبيئة في الكويت. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• في البداية، حدثنا عن مشروع خط الغاز الخامس أحد المشاريع الاستراتيجية في البلاد؟

 - مشروع خط الغاز الخامس من المشاريع الحيوية والضخمة لشركة البترول الوطنية الكويتية، وهو عبارة عن بناء وحدات جديدة في مصفاة ميناء الأحمدي لمعالجة الغاز الطبيعي المنتج من الحقول التابعة للشركة الزميلة شركة نفط الكويت، حيث تقوم هذه الوحدات بتصنيع غازات سائلة ذات جودة عالية لتلبية الاحتياجات المحلية كوقود الغاز الخفيف(الميثان) المطلوب لمحطات توليد الكهرباء، وغاز البروبانوالبيوتين المطلوب للاحتياجات المنزلية كغاز للطبخ.

كذلك يقوم مشروع خط الغاز الخامس بتلبية احتياجات الأسواق العالمية.

 مسؤولية المقاول

• كم تبلغ القيمة الإجمالية للمشروع وما مدة تنفيذه؟ وأين يقع تحديداً؟ ولماذا تم اعتماد نظام تسليم المفتاح في هذا المشروع؟

 - قامت شركة البترول الوطنية الكويتية بتوقيع عقد مشروع خط الغاز الخامس في يونيو السنة الماضية، مع مقاول عالمي بقيمة إجمالية 433 مليون دينار، وبمدة تنفيذ 45 شهراً، وتشمل أعمال العقد عمل التصاميم الهندسية التفصيلية وتوريد مواد ومعدات المشروع، بالإضافة إلى أعمال الإنشاءات واختبارات التشغيل.

أما بالنسبة لموقع المشروع، فهو يقع جنوب مدينة الكويت، وبالتحديد داخل مصفاة ميناء الأحمدي، بمساحة إجمالية تعادل 110 آلاف متر مربع.

 وفيما يخص نظام التعاقد المتبع، فهو ما يسمى بنظام تسليم المفتاح بالسعر المقطوع، وهو النظام الأفضل لهذا النوع المعقد من المشاريع، حيث يقوم المقاول الرئيسي بتنسيق وتنفيذ جميع أنشطة المشروع ابتداء من اعمال التصميمات الهندسية وشراء المواد والمعدات داخل الكويت وخارجها، وبعدها أعمال الإنشاءات والتركيبات في موقع المشروع، وانتهاء بأعمال الفحص والتشغيل، والهدف من اختيار هذا النوع من التعاقد التأكد من عدم حدوث أي تعارض بين مختلف أنشطة المشروع، وتحميل المقاول وحده مسؤولية التنسيق والضمان لما بعد التشغيل.

* كم تبلغ القدرة الإنتاجية لمشروع خط الغاز الخامس؟ وهل سيلبي الاحتياجات والمتطلبات المحلية والعالمية؟

 - القدرة الإنتاجية للمشروع تقدر بنحو 805 ملايين قدم مكعبة يومياً من الغازات مثل (الإيثان- البروبان–البيوتان– الجازولين)، وسيعزز -بعد تشغيله- الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصنع الغاز الحالي في مصفاة ميناء الأحمدي، وبالتالي تلبية المتطلبات المحلية، وأيضا الأسواق العالمية.

جودة عالية

• كيف سيسهم المشروع في تطوير القدرة التنافسية للمنتجات النفطية الكويتية وزيادة المنافذ التصديرية إلى الأسواق العالمية؟

- تم تصميم مشروع خط الغاز الخامس للحصول على منتجات نفطية ذات جودة عالية وبمواصفات عالمية، تزيد من القدرة التنافسية لمنتجات شركة البترول الوطنية الكويتية في السوق العالمي.

• ما أبرز التحديات والعقبات التي تواجه مشروع خط الغاز الخامس؟

 - من الطبيعي، وبالنظر إلى ضخامة هذا المشروع هناك مجموعة من التحديات تواجه القائمين على المشروع أثناء مختلف مراحل التنفيذ، سواء عند عمل المخططات التفصيلية للمشروع أو عند شراء المعدات أو عند تنفيذ الإنشاءات والتركيبات في موقع المشروع، ومن أهم هذه التحديات:

 • التنسيق مع مختلف الأطراف المعنية بالمشروع بشكل يحقق توقعاتهم.

• سرعة إنجاز واعتماد التصاميم الهندسية التفصيلية، وبالتالي سرعة اصدار أوامر الشراء الخاصة بالمعدات التي تتطلب فترات توريد طويلة تمتد لأكثر من سنة.

وكذلك من التحديات:

• إجراء عمليات ربط مرافق المشروع الجديدة مع مختلف مرافق المصفاة، سواء كانت وحدات قائمة أو محطات كهرباء أو أجهزة تحكم أو بنية تحتية، وذلك دون التأثير على عمليات الإنتاج والتشغيل الآمن وسلامة العاملين في مصفاة الأحمدي.

• متى تتوقع الانتهاء من المشروع وبدء عمليات التشغيل التجريبي والتجاري وفق البرنامج الزمني الموضوع؟

- بإذن الله، يتوقع الانتهاء من المشروع في أبريل 2019، ومن ثم البدء بعمليات التشغيل التجريبي والتجاري في يوليو 2019.

مناولة الكبريت

• ماذا عن مشروع مرافق مناولة الكبريت؟ ما هو الهدف منه وأهميته بالنسبة لأعمال مصفاة الأحمدي؟

- يعتبر الكبريت أحد المواد المتواجدة في النفط الخام. وفي مصافي شركة البترول الوطنية يتم استخراج هذا المنتج من خلال الوحدات القائمة ونقلها عبر خطوط نقل ككبريت سائل إلى مرافق مناولة الكبريت بمصفاة ميناء الأحمدي.

وتعتبر مرافق مناولة الكبريت في مصفاة ميناء الأحمدي هي المنفذ الوحيد لإنتاج وتخزين وتصدير الكبريت الصلب، ولهذا ارتأت الشركة تطوير المرافق القائمة وزيادة سعتها للتعامل مع الزيادة المتوقعة من إنتاج الكبريت السائل في المستقبل القريب، بعد تشغيل عدد من المشاريع، وبالأخص مشروع الوقود البيئي.

• من هو مقاول المشروع؟ وما عدد العاملين فيه؟ وكم تبلغ كلفة العقد؟

- مقاول المشروع هو شركة "ديلم" الكورية، والعقد هو بطريقة التصميم والشراء والبناء (EPC) وقيمة العقد 147 مليون دينار، ويبلغ عدد العاملين في المشروع نحو 1400 شخص من المقاول الرئيسي ومقاولي الباطن، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 1800 شخص خلال الفترة المقبلة من تنفيذ المشروع.

مرحلتان رئيسيتان

• ما الجدول الزمني للمشروع؟ وما نسبة الإنجاز فيه؟

- تم توقيع العقد مع المقاول في يوليو 2013 والمشروع يتم إنجازه على مراحل، ونسبة الإنجاز حتى نهاية مارس 2016 هي 80%.

المشروع يتكون من مرحلتين رئيسيتين، ففي المرحلة الأولى يتم إنشاء مرافق جديدة لتخزين ومناولة الكبريت السائل، وأيضا مرافق لإنتاج وتخزين ومناولة وتصدير الكبريت الصلب. ومن المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في ابريل 2017.

وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تبدأ أعمال المرحلة الثانية، ويتم فيها إعادة تأهيل وتبديل بعض المعدات للمرافق القائمة. ومن المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة منتصف عام 2018.

معالجة الغازات الحمضية

• وماذا عن مشروع إنشاء وحدة جديدة لمعالجة عادم الغازات الحمضية  في مصفاة ميناء الأحمدي؟

- دعت الضرورة إلى إنشاء وحدة جديدة لمعالجة الغازات الحمضية (TGTU-99) في مصفاة ميناء الأحمدي حتى يتم استيعاب كمية الغازات الحمضية المنبعثة الزائدة من وحدتي إزالة الكبريت (SRU 91and 92)، إذ إن السعة الاجمالية لكل وحدة هي 400 متر طن/ يوم، في حين أن سعة وحدة استرجاع الغازات الموجودة حالياً (TGTU-93) نحو 460 متر طن/ يوم.

ومن جانب آخر فإن مشروع إنشاء هذه الوحدة هو استمرار لجهود الشركة في المحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث، فإنه يقوم بتقليل نسبة ثاني أوكسيد الكبريت SO2 المنبعثة من مدخنة المحرقة، بحيث لا تتعدى نسبته 160 جزءا في المليون، وهذه الكمية أقل من المعايير المسموح بها، إذ إن المعايير المسموح بها من قبل الهيئة العامة للبيئة الكويتية KEPA تصل إلى 250 جزءا في المليون، وبهذا سوف تكون الكمية المنبعثة من غاز ثاني أوكسيد الكبريت أقل من النسبة المعتمدة بيئيا. وتبلغ قيمة عقد المشروع 15.679.371 مليون دينار.

تكنولوجيا متطورة

• ما آلية معالجة الغازات الحمضية بالوحدة الجديدة؟ وما التكنولوجيا المستخدمة في المشروع؟

- إن مركبات الكبريت يتم تحويلها إلى كبريتيد الهيدروجين H2S وذلك باستخدام BSR technology والذي تتم معالجته في وحدة امتصاص غازات العادم وذلك لإزالة كبريتيد الهيدروجين H2S من الغاز. ويتم استرجاع الغاز المعالج مرة أخرى في وحدة TGTU قبل إرساله إلى وحدة استرجاع الكبريت Sulfur Recovery Unit، وعلى ذلك فإن الكمية القليلة من كبريتيد الهيدروجين المتبقية يتم تمريرها إلى المحرقة Incinerator التي تقوم بدورها بأكسدته وتمريره إلى الهواء عن طريق المدخنة.

أما التكنولوجيا المستخدمة في المشروع فهي Beavon Sulphur Recovery (BSR) خاصة بشركة "وورلى بارسونز" Worley Parsons، وهي من أحدث الأساليب والأنواع التكنولوجية المستخدمة عالميا في هذا المجال.

تحديات

• ما التحديات التي واجهت المشروع؟

- لاشك في أن هناك تحديات كثيرة واجهت المشروع في مراحله المختلفة، ومن أبرز هذه التحديات أعمال تركيب المعدات الجديدة، خلال مدة توقف الوحدات القائمة والتي كان من أهمها المعدات المطلوبة لأعمال الربط الكهربائي لمحطة الكهرباء 3.3 كيلو فولت والتي تغذي الوحدات 90-91-93-66 وهذه الوحدات لا يمكن أن تتوقف بالكلية خلال فترة القطع Shut down، فتم قطع مصدر الكهرباء المغذية لها على مرحلتين بالتبادل وأثناء أعمال الغلق الـ Shut down، حيث تم القطع بين لوحتي الكهرباء المغذية Switch gear على مرحلتين SEC A، SEC B وإضافة Bus Duct extension  الجديد، بالإضافة إلى عدد 5 لوحات جديدة لمحطة الكهرباء وذلك لتغذية المشروع الجديد TGTU-99.

وكان التحدي هو تنفيذ هذه الأعمال خلال 6 أيام فقط، ومن أجل مواجهة هذا التحدي تم العمل بنظام 24 ساعة يوميا لعمالة المقاول تحت إشراف مهندسي ومشرفي دائرة المشاريع، وتم عقد العديد من الاجتماعات التحضيرية مع كل مسؤولي الوحدات والمناطق بالمصفاة، في وقت مبكر، للتنسيق ومعرفة متطلبات كل جهة وعمل تقييم المخاطر للتأكد من تنفيذ الأعمال دون حوادث. وبفضل الله تم بنجاح تنفيذ كافة أعمال الربط الكهربائي لوحدة Switch gear خلال المدة المحددة وهي 6 أيام وهو ما لاقى استحسان جميع الأطراف.

• ما المردود المتوقع من المشروع؟

- المردود الأول من المشروع هو الاستفادة القصوى من وحدتي (SRU 91-92) انتزاع الكبريت بالمصفاة وذلك باستيعاب كميات عادم الغازات الحمضية من الوحدتين (SRU 91and 92) في حال عملهما في نفس الوقت. والثاني مردود بيئي بالمحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث طبقا للمعايير المطلوبة من قبل الهيئة العامة للبيئة KEPA.

زيادة القدرة التنافسية في السوق العالمي

قال م. خليل إسماعيل إن مشروع خط الغاز الخامس نقلة نوعية لصناعة الغاز في الكويت وأكبر المشاريع التي تنفذها شركة البترول الوطنية، والسبب يعود الى استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا لإنتاج وتصنيع الغازات ذات الجودة العالية وبمواصفات عالمية مثل (غازالإيثان-البروبان – البيوتان – الجازولين)، وهو ما سيؤدي الى زيادة القدرة التنافسية لمنتجات شركة البترول الوطنية الكويتية في السوق العالمي، كما سيساهم في زيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمصنع الغاز الحالي في مصفاة ميناء الأحمدي بمقدارالثلث لتصل الى اكثر من 3 مليارات قدم مكعبة يوميا من الغاز السائل، وبالتالي تلبية المتطلبات المحلية، وأيضاً الأسواق العالمية.

 ومن جانب آخر، يعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع التي تنفذها الشركة من حيث الكلفة، حيث يعتبر ثالث أكبر مشروع ينفذ حاليا بعد مشروع مصفاة الزور ومشروع الوقود البيئي.

ثمرات مشروع المناولة

ذكر اسماعيل أن مشروع المناولة ينفذ بمصفاة ميناء الأحمدي بالقرب من المنشآت القائمة حالياً لمناولة الكبريت. وبعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع ستحصل الشركة على ما يلي:

1- زيادة السعة التخزينية للكبريت السائل من 14.880 طن إلى 33.700 طن بإنشاء أربعة خزانات جديدة بالإضافة للخزانات القائمة حاليا.

2- زياد سعة إنتاج الكبريت الصلب من 3000 طن إلى 8000 طن باليوم، بإنشاء خمس وحدات إنتاج كبريت صلب، إضافة إلى ثلاث وحدات قائمة حاليا.

3- زيادة سعة تخزين الكبريت الصلب من 90 ألف طن إلى 235 ألف طن بإنشاء مخزن جديد على مساحة 24 ألف متر مربع.

4- زيادة سعة مناولة الكبريت الصلب للتصدير بإنشاء معدات مناولة وسيور ناقلة جديدة. (نقل الكبريت يتم حاليا بمعدل 400 طن بالساعة وسيتم إنشاء خط نقل جديد بسعة 1500 طن بالساعة).

5- إنشاء مرافق تصدير الكبريت الصلب (ميناء تصدير جديد بمصفاة ميناء الأحمدي)، إضافة لإعادة تأهيل ميناء تصدير الكبريت الصلب القائم بميناء الشعيبة. وسيكون بإمكان البواخر بسعة تصل إلى 60 ألف طن أن ترسو بالميناء الجديد، إضافة إلى الميناء القائم في ميناء الشعيبة والذي يستقبل بواخر بسعة 16 ألف طن.

back to top