جوليا روبرتس وغاري مارشال: نَحِنّ إلى الماضي!

نشر في 03-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 03-05-2016 | 00:01
• يجتمعان في Mother’s Day
يمكن اعتبار ما يحصل «ميثاقاً سينمائياً يتكرر كل عقد». منذ أن عمل غاري مارشال مع جوليا روبرتس في فيلم Pretty Woman (المرأة الجميلة) في عام 1990، يتعاون الاثنان في فيلم مشترك كل 10 سنوات.

حين كانت الممثلة تبلغ 31 عاماً، قررت مع ريتشارد غير التعاون مجدداً مع مخرج فيلم Runaway Bride (العروس الهاربة). وحين بلغت 41 عاماً، أدّت دوراً مساعداً في الفيلم الذي يعجّ بالنجوم Valentine’s Day (عيد العشاق). ماذا سيحصل إذاً حين تبلغ 51 عاماً؟

ما زال أمامها ثلاث سنوات تقريباً قبل أن تصل إلى تلك المرحلة. لكن يبلغ مارشال 81 عاماً، لذا فضّل أن يعمل معها مجدداً عاجلاً وليس آجلاً. فأرسل سيناريو فيلمه الجديد Mother’s Day (عيد الأم) إلى صندوق بريد روبرتس مع هذه الملاحظة: {أعلم أن السنوات العشر لم تمرّ بعد، لكن يجب أن نسرّع إيقاع عملنا بحسب رأيي}.

وافقت جوليا ووقّعت على المشروع لتجسيد دور ميراندا كولينز، مذيعة تلفزيونية تحب ارتداء نقوش الحيوانات وتبيع قلادات على شبكة التسوق المنزلي HSN. تكون هذه الشخصية غارقة في مشاغلها المهنية إلى أن تقابل ابنتها الغائبة منذ فترة طويلة بعدما تخلت عنها وعرضتها للتبني. صوّرت روبرتس مشاهدها في الفيلم خلال أربعة أيام فقط.

التقى المخرج والممثلة في فندق {سبورتسمانز لودج} المرموق للتحدث عن علاقتهما القديمة. إنها علاقة مريحة بقدر ما تسمح به هوليوود: ساد جو من الضحك وتبادل المجاملات، لكن يتعلق أهم جزء بالنسبة إلى مارشال بالعناق!

كيف تمكّنتما من إنهاء جميع مشاهد جوليا خلال أربعة أيام؟  

مارشال: نعمل بفاعلية قصوى. تأتي جوليا إلى موقع التصوير وتقول: {أنا هنا!}. يستدعونها دوماً في وقت مبكر. لكنها لا تريد أن تنتظر أربع ساعات! لذا أقول لهم: {لا تتصلوا بها إلى أن نجهز!}. أعرف ما تحبه أو ما يمكن أن يزعجها.

روبرتس: كنا نعلم ما نحاول إنجازه. يميل غاري إلى دفعي أمام الكاميرا ثم يتركني أتدبر أمري بنفسي ويتابع الصراخ من زاويته المظلمة، فيطالب بتكرار المشاهد وتحسين الأداء وتسريع الإيقاع وإضفاء جو مضحك! هكذا تتطور المشاهد! هكذا يسير العمل مع غاري. أشعر بأمان شديد معه وأعلم أنه يجيد رصد اللقطات المضحكة أكثر من أي شخص آخر في العالم.

مارشال: نحاول إضحاك بعضنا دوماً، لكنه جانب مختلف من علاقتنا. أتذكر أجواء تصوير فيلم Pretty Woman حين جلب لها عامل منظاراً فقالت له: {خبّئه فوراً! سيجعلني غاري أقوم بأمر جنوني بالمنظار}! وهذا ما فعلتُه تحديداً. ضحكنا كثيراً! منذ ذلك الحين، باتت تسألني مسبقاً عن ما أريده منها.

نحن ننتمي إلى أجيال مختلفة لذا أقول ما أريده وهي تفسّره على طريقتها. قلتُ لها في إحدى المرات إننا سنصور مشهداً عاطفياً لكني استعملتُ مصطلحاً قديماً له علاقة بالمطبخ. فلعبت على الكلام وقالت: {سنتمدد مثل البروكلي}! في النهاية، استعملنا هذه العبارة في فيلم Pretty Woman.

هل تحنّان إلى الأفلام القديمة التي جمعت بينكما؟

روبرتس: طبعاً! أنا ومارشال نَحِنّ إلى الماضي بطبيعتنا. ما عدد الأشخاص الذين نعمل معهم على مرّ حياتنا؟ عددهم قليل.

مارشال: لا يعني ذلك أننا لا نستعدّ للعمل. نحدد معالم الشخصية لكننا لا نُشَرّحها بالتفصيل. بل أقول لها بكل بساطة: {إليكِ الشعر المستعار والأزياء واسمعي ما سنفعله}.

يجب أن نناقش الشعر المستعار الذي تضعينه في فيلم Mother’s Day.

روبرتس: كنت أحمل صورة محددة عن الشخصية. أحببتُ شكلها الذي بدا جدياً على مستوى تصفيفة الشعر. حاولتُ أن أحصر الشعر المستعار بمكان العمل وكان يمكن أن أنزعه حين أقابل ابنتي. لكن تعقّد الوضع كثيراً.

مارشال: بالنسبة إلي، تعبّر الأزياء عن الشخصية بقدر جميع الجوانب الأخرى. ونحن نتجادل دوماً بهذا الشأن: لا نخوض خلافاً بمعنى الكلمة لكننا نتناقش بسبب تلك الابتسامة. أظن أن أسوأ ما قلتُه يوماً هو التالي: {يمكن أن نجني ثروة من الحملة التسويقية إذا وضعنا شعار {نايك} على أسنانك}. سنجمع ثروة! لكنها لم تشأ فعل ذلك. لا يمكن أن يبتسم أحد طوال الوقت. لذا كنا ننتظر الوقت المناسب دوماً.

توجيهات

جوليا، هل ما زلت تطلبين التوجيهات من غاري كما كنت تفعلين حين كان عمرك 21 عاماً؟

روبرتس: أحتاج إلى المستوى نفسه من التوجيه والتشجيع. أريد أن أجعله سعيداً (في موقع تصوير Mother’s Day) في أتلانتا مثلما أردتُ إسعاده منذ 25 سنة. لكنك تتابع العمل مع شخص معين لهذا السبب. لن ترغب في العمل مع شخص لا يهمّك رأيه بعملك. مع مارشال، لطالما أردتُ تحقيق انتصار معيّن. وأكثر ما يسعدني أن أتمكن من إضحاكه على عمل من ابتكاري.

مارشال: لكن يحاول كلانا تحقيق الهدف نفسه. لا أظن أننا صوّرنا يوماً 19 لقطة من أي مشهد. لا نعمل بهذه الطريقة. لكني أحترم طريقة عمل الجميع. عملتُ مع آل باتشينو الذي يصوّر 19 أو 20 لقطة لكل مشهد. في المقابل، تكتفي ميشيل فايفر بخمسة. لم يحصل تناغم بينهما، لكني جلبتُ لها المجلات كي تقرأها بينما ينهي آل باتشينو لقطاته. وبعد انتهاء اللقطة الأخيرة، كنا نتنفّس الصعداء! أحاول ألا أكون سلبياً لأي سبب. يمكن أن أقول لهم: {سيكون المشهد جيداً إذا انتقلنا مباشرةً إلى تقنية الفيديو! ربما يجب أن نجرّب طريقة مختلفة}.

روبرتس: يبدو مارشال أباً للجميع في كل سيناريو. حين أفكّر بغاري، أشعر بأنه ربّاني. نشأتُ على برامجه التلفزيونية، ويشاهد أولادي الأفلام في عطلة نهاية الأسبوع: لا نشاهد التلفزيون في منتصف الأسبوع. حين كنت طفلة، كنت أعود من المدرسة إلى المنزل وأشغّل التلفزيون ولا أطفئه مجدداً. ربينا أنا وشقيقاتي على مسلسل Happy Days (الأيام السعيدة). كانت تلك الأفكار عن العائلة والأصدقاء والنشاطات المضحكة تجعلنا نتمنى لو أننا جزء من عائلة كانينغهام.

مارشال: كان ذلك العالم خيالياً. إنها العائلة التي يجب أن نطمح إليها. لم تكن لي عائلة مماثلة.

غاري، كيف شاهدتَ تطور جوليا كممثلة؟

مارشال: تعمل على نفسها جسدياً، فتشغّل كامل جسمها وذراعيها وساقيها ومختلف أعضائها الأخرى. لا تستطيع ممثلات كثيرات التمثيل في لقطة رئيسة، لكنّ جوليا تستطيع.

روبرتس: أحب اللقطات الرئيسة التي تكون طويلة وعريضة وتغطي المشهد كله. إنها لوحة فنية كاملة.

مارشال: يرتكز جزء من مقاربتي كلها على سعادتي بالتعامل معها. لا أريد أن أضيّع وقتها. لذا نحب أن نسرّع إيقاع عملنا. الحياة مثيرة للاهتمام ولا يجب أن نطيل ساعات العمل.

81 عاماً... وعناق

هل كنت تتوقع أن تتابع الإخراج رغم بلوغك 81 عاماً؟

مارشال: أحب العمل. كنت أعلم أنني سأشاهد جوليا في هذا الفيلم وسأكتشف هذه الفتاة الجديدة، بريت (روبرتسون التي تؤدي دور ابنتها). أعمل مع عدد كبير من الشباب بين عمر التاسعة عشرة والثانية والعشرين. قد يبدو ما أقوله غريباً جداً لكنهم يحتاجون إلى العناق. ولطالما فعلتُ ذلك منذ البداية.

هل العناق حكر على الممثلات؟ ألا يحتاج الممثلون أيضاً إلى العناق؟

مارشال: يحتاج الممثلون إلى العناق أيضاً. اكتسب العناق معاني إضافية. جعلتُ منه جزءاً مهماً من تجربة الإخراج.

روبرتس: حين نتعانق، أشعر أحياناً بأنني قد أبدأ بالبكاء لأنني في مكان آمن.

جوليا، هل تظنين أنك سترغبين في متابعة التمثيل حين تبلغين 81 عاماً؟

روبرتس: يختلف التمثيل عن تهيئة بيئة كاملة لمجموعة من الأشخاص. أدرك كم يجلب هذا العمل السعادة للجميع. لكنّ التمثيل مختلف. آمل أن أطوّر مهارة جديدة. سألازم المنزل وألعب {ماهجونج}!

مارشال: تكلّمنا عن هذا الموضوع ولم ترغب يوماً في الإخراج أو الإنتاج أو الكتابة.

روبرتس: أحب عملي لكنّ الطاقة التي يبذلها غاري لتعزيز ثقة الجميع والتأكد من حصولهم على أفضل ما يتوقّعونه تتطلب جهداً هائلاً. ثم يضطر إلى تغيير سترته وقبعته في منتصف النهار. هو أشبه بشخصية {مستر روجرز}، وكأنه يقول: {إنه جزء مختلف من اليوم!}. ثم يتقمّص شخصية أخرى.

مارشال: في أول فيلم لي على الإطلاق، جاء فرانسيس كوبولا إلى موقع التصوير. وضع ذراعه على كتفي ففكرتُ في نفسي: {سيخبرني الآن بأسس صناعة الأفلام}! لكنه قال لي: {في وقت الغداء، غيّر حذاءك دوماً}. سألتُه: {أغيّر حذائي؟}. أجاب: {نعم، ستكون متعباً وستفتقر إلى الطاقة}. وهذا ما فعلتُه.

روبرتس: لم تخبرني يوماً بأنه السبب في ما تفعله!

أعرف أشخاصاً يحبون أن يسخروا من الأفلام المبنية على فترات الأعياد. هل يزعجك ذلك؟

مارشال: وجدتُ منفذاً مختلفاً.

روبرتس: قرأتُ تعليقاً ظريفاً منذ أيام. قال أحدهم: {هل سيحافظ أي عيد على معناه إذا لم يصنع غاري مارشال فيلماً عنه؟}.

في يوم عيد الأم، يتسنى للأمهات النوم لوقت متأخر وتناول الفطور في السرير والقيام بجميع النشاطات غير المألوفة. بالنسبة إليّ كأم، من المدهش أن أدرك أن عائلتي تحمل لي أعلى درجات الحب. لذا يكون عيد الأم مجرّد مناسبة عادية.

مارشال: طلبت مني زوجتي ألا أحضّر الفطائر بعد القيام ببضع محاولات. فقالت لي: {هل أنت مضطر إلى القيام بذلك؟ سأحتاج إلى وقت طويل لتنظيف المطبخ بعد حصة الطبخ التي تتشاركها مع الأولاد}.

روبرتس: أتذكّر أول مرة حضّرتُ فيها الفطائر لوالدتي بمناسبة عيد الأم. كانت الكمية كبيرة لأنها بدت كذلك على غلاف المنتج. أخذت أمي شوكتها وقطّعتها، فكان وسط كل فطيرة ليّناً. بالكاد كانت مخبوزة. رحتُ أبكي أمامها، فقالت لي: {لا بأس يا عزيزتي. إنها جيدة وسأتناولها مع العصير}.

back to top