الصدريون يقتحمون «الخضراء» والبرلمان... بعد تأجيل «التعديل»

نشر في 01-05-2016 | 00:14
آخر تحديث 01-05-2016 | 00:14
• إغلاق مداخل بغداد وإجلاء العبادي والجبوري

• 23 قتيلاً في هجوم «داعشي» على زوار
تدهورت الأزمة السياسية في العراق، بعد جلسة الثلاثاء الماضي، التي تمكن خلالها البرلمان العراقي، المنقسم على نفسه، من تأمين النصاب والتصويت على تغيير 5 وزراء.

وقد أجل استكمال التعديل الوزاري إلى الخميس، ثم إلى أمس. وبعد فشل الجلسة المقررة أمس، نفذ التيار الصدري تهديداته باقتحام المنطقة الخضراء، وقام مناصروه بدخول البرلمان، وسط حالة من الفوضى الأمنية في العاصمة.  

اقتحم متظاهرو التيار الصدري، أمس، المنطقة الخضراء - وسط بغداد، واحتلوا مبنى البرلمان العراقي، احتجاجا على رفع جلسته إلى الثلاثاء من الأسبوع المقبل، من دون التصويت على استكمال التغيير الوزاري الجزئي الذي قدمه رئيس الحكومة حيدر العبادي، كخطوة أولى على طريق الإصلاح.

وأعلنت قوات الأمن إخلاء العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري من المنطقة الخضراء. كما أعلنت عمليات بغداد حال الطوارئ في العاصمة، وأغلقت جميع الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء، وجميع المداخل إلى العاصمة، وسمحت بالخروج فقط منها. وأغلقت الأمم المتحدة مقارها في بغداد، كذلك فرضت تعزيزات أمنية مشددة حول مبنى السفارة الأميركية.

الاقتحام

واقتحم الآلاف من أنصار الصدر المنطقة الخضراء، ودخل آلاف منهم مبنى البرلمان، بعد أن أخفق المشرعون في الاجتماع للتصويت على تعديل حكومي.

وقال أحد الشهود إن المحتجين الذين احتشدوا خارج المنطقة شديدة التحصين، حيث توجد مباني الحكومة والسفارات الأجنبية عبروا جسرا فوق نهر دجلة، وهم يرددون هتافات تندد بالمشرعين الذين غادروا البرلمان.

وذكر حارس في نقطة تفتيش، أن المحتجين لم يخضعوا للتفتيش قبل دخول المنطقة. وقام نحو عشرة من عناصر الجماعة المسلحة الموالية للصدر بتفتيش المحتجين على عجل، في الوقت الذي وقفت فيه قوات الأمن جانبا، بعد أن كانت عادة تجري تفتيشا دقيقا بكلاب الحراسة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية المحتجين وهم يهتفون ويلتقطون صورا لأنفسهم من داخل قاعة البرلمان التي كان يجتمع فيها النواب قبل دقائق.

ولوَّح المحتجون بالأعلام العراقية، وهم يهتفون "سلمية... سلمية". ووقف بعض المحتجين فوق قطع خرسانية تشكل السور الخارجي للمنطقة الخضراء. وبقي آلاف آخرون عند بوابات المنطقة، وذلك قبل أن يتمكن المتظاهرون من إسقاط جزء من السور الخراساني.

واعتصم مؤيدو الصدر -الذين سيطر مقاتلوه في إحدى الفترات على مساحات من بغداد، وساعدوا في الدفاع عن العاصمة في وجه تنظيم "داعش"- لأسابيع أمام بوابات المنطقة الخضراء، تلبية لدعوة قائدهم للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات.

ويريد العبادي تغيير بعض الوزراء الذين اختيروا لتحقيق توازن بين الأحزاب والأعراق والطوائف وإبدالهم بتكنوقراط، بهدف مكافحة الفساد، لكن الأحزاب السياسية قاومت التغيير.

فشل الجلسة

وكان مصدر في الدائرة الإعلامية للبرلمان قال إن "البرلمان رفع جلسته إلى الأسبوع المقبل، لعدم اكتمال النصاب".

وقال النائب عن تيار الأحرار - التابع للتيار الصدري، مازن المازني، أمس: "قررت كتلة الأحرار عدم المشاركة في الجلسة، حتى تنتهي المحاصصة الطائفية في اختيار الوزراء الجدد".

وفشلت جلسة للبرلمان كانت مقررة الخميس في الانعقاد لاستكمال التعديل الوزاري الجزئي، وذلك غداة جلسة عقدت الثلاثاء تمكنت من التصويت على 5 وزراء.

الصدر

في السياق، هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الكتل السياسية "المصرة على المحاصصة"، وأعلن مقاطعته العملية السياسية، في حال استمرت "المحاصصة والحزبية"، واتهم الأحزاب بمحاولة "ذبح الإرادة الشعبية والإجماع على وأد الحركة الإصلاحية الحقيقية"، وأكد انه "لم ولن يرضى بالمحاصصة المقيتة".

وقال الصدر خلال مؤتمر صحافي عقده بمنزله في مدينة النجف، إن "الكتل السياسية أصروا على المحاصصة ولجّوا في طغيانهم، فقد أقسموا على خدمة الشعب، لكنهم استكبروا وعاثوا، يطلبون بقاء المحاصصة، آملين ذبح الإرادة الشعبية بإصلاح ما فسد من أمورهم، ومحاسبة المفسدين، الذين تلاعبوا بقوتهم وحقوقهم"، عاداً أن "تلك الكتل تريد أن تطفئ نور الإصلاح، والله متم نوره".

وأضاف أن "الأحزاب أجمعوا أمرهم، وكل حزب بما لديهم فرحون، لفرض هيمنتهم بالمحاصصة الحزبية والسياسية، ليكملوا نهبهم كما عهدهم الشعب".

وتابع الصدر أن "الكتل أجمعوا أمرهم على تنصيب وزرائهم المتحزبين بعنوان التكنوقراط السياسي، مضافاً إلى بقاء بعض حيتان الفساد من الوزراء بعنوان تاريخهم الجهادي، وأي جهاد الذي يسوغ سرقة الشعب والتلاعب بمقدراته"، مشدداً على أن "الكتل أجمعت على وأد حركة الإصلاحية الحقيقية، من خلال جلسة البرلمان لهذا اليوم، إن وجدت".

وأشار إلى أن "الحركة الإصلاحية لا تريد انتقاماً من أحد، ولا تريد كرسياً لأحد"، مؤكداً أنه "لم ولن يرضى بالمحاصصة المقيتة، كأي فرد من أفراد الشعب الذين أخذوا على عاتقهم استرجاع الحقوق المسلوبة".

وأعلن الصدر: "سألجأ إلى الاعتكاف في هذين الشهرين، إعلاناً عن الرفض الكامل لأي نوع من أنواع المحاصصة، ورفضاً لعودة الفساد والمفسدين، واستنكاراً للتقصير الذي صدر من بعض الطبقات الشعبية".

وأضاف أن "هناك تواصلاً مع رئيس الوزراء حيدر العبادي"، مشيراً إلى أن "العبادي يتعرض لضغوط كبيرة من قبل الذين يريدون المحاصصة".

تفجير انتحاري

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية وطبية رسمية عراقية، أن سيارة مفخخة استهدفت زوارا شيعة في طريقهم لإحياء ذكرى وفاة الإمام الثاني عشر موسى الكاظم في منطقة نهروان قرب بغداد أمس، ما أدى إلى سقوط 23 قتيلا وجرح 38 آخرين.

وفي بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أعلن تنظيم داعش أن انتحاريا فجَّر سيارته المفخخة بثلاثة أطنان من المتفجرات.

back to top