«التربية» تدرس تقليص بعض المواد الدراسية لإعطاء مساحة أكبر لـ «العلمية»... والتواجيه متخوفة

نشر في 01-05-2016 | 00:03
آخر تحديث 01-05-2016 | 00:03
الأثري لـ الجريدة•: لا إلغاء لأي مادة بل إعادة ترتيب للأوقات دون إطالة اليوم الدراسي
قال الأثري إن "التركيز على المواد العلمية وتقليص مواد أخرى لن يؤثر على طول اليوم الدراسي أو العام الدراسي، لأننا ملتزمون بالمواعيد والمواقيت المحددة للعام واليوم الدراسيين".

أكد وكيل وزارة التربية د. هيثم الأثري وجود توجه لتقليص بعض المواد الدراسية، للاستفادة من الأوقات المخصصة لها في التركيز على المواد الدراسية الأساسية والعلمية مثل الرياضيات، مشدداً على أن بعض تواجيه المواد الدراسية مثل الاقتصاد المنزلي والدراسات العملية بدأت بالتخوف من هذه الخطوة، التي قد تتسبب في إلغاء دور هذه التواجيه أو تقليصه.

وفي هذا السياق، قال الوكيل الأثري لـ"الجريدة" إنه لا توجد نية لإلغاء أي مادة دراسية حالياً، مشيراً إلى أن "التربية" لديها توجه وستتم دراسته لتقليص دور بعض المواد الدراسية، التي لم تحدد حتى الآن، لإعطاء المواد الدراسية العلمية حيزاً أكبر.

وأشار إلى أن التوجه العالمي حالياً يهدف إلى التركيز على المواد العلمية وتعزيز دورها في الدراسة ما قبل الجامعية، مضيفاً "لهذا نحن في التربية سنعمل على دراسة كل المواد الموجودة في مختلف المراحل الدراسية، من أجل توفير حيز واهتمام أكبر بالمواد العلمية، والذي بكل تأكيد سيكون على حساب بعض المواد الأخرى التي لم نحددها بعد".

وأوضح أن عملية زيادة التركيز على المواد العلمية وتقليص مواد أخرى لن تؤثر على طول اليوم الدراسي أو العام الدراسي بكل تأكيد، لأننا ملتزمون بالمواعيد والمواقيت المحددة للعام واليوم الدراسي، بما لا يسمح بإطالتها بأي شكل من الأشكال، نظراً للظروف الاجتماعية وحالة الطقس في الكويت، التي نعتقد أنها لا تسمح بذلك.

مادة مهمة

من جانبها، قالت الموجهة العامة لمادة الاقتصاد المنزلي أماني الصالح، إن "المادة مهمة جداً في تكوين شخصية الطالبات وإعطائهن المعرفة اللازمة لحياتهن الأسرية في المستقبل"، لافتة إلى أن "المناهج المطبقة حالياً تعتبر من أهم العوامل التي قد تساعد في تخفيف حالات الطلاق، التي ارتفعت بشكل ملحوظ ومخيف خلال العقدين الماضيين".

وذكرت الصالح أن "مناهج الاقتصاد المنزلي تنمي في الطالبات الإحساس بالمسؤولية من خلال تعليمهن أموراً أسرية عديدة، منها رعاية الطفل، والعناية الشخصية، وآليات وطرق التعامل مع الآخرين، والقضاء على الكذب والتغذية السليمة".

 ولفتت إلى أن الكويت تعتبر من الدول التي تعاني ارتفاع حالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال، و"هذا مؤشر خطير على سوء التغذية والإهمال في الصحة العامة".

تشجيع المواهب

من جانبها، قالت الموجهة الأولى في منطقة الفروانية التعليمية عائشة العلي، إن "مادة الاقتصاد المنزلي من أهم المواد بالنسبة للطالبات، إذ يتعرفن من خلالها على أساليب وطرق التعامل مع الأسرة والبيت، تمهيداً لدخولهن إلى بيوتهن في المستقبل"، منوهة إلى أن "الطالبات بحاجة ماسة لمعرفة أساليب إدارة البيت والأسرة".

وأضافت أن التوجيه في منطقة الفروانية يعمل على تنمية الحس الجمالي والفني، بما يتناسب مع ميول ورغبات المتعلمات، وتشجيعهن على توظيف المهارات المكتسبة، وخلق روح الابتكار في إنجاز العمل، ومواكبة المستجدات التربوية في مجال المهارات العلمية والعملية، واتباع الأساليب العلمية السليمة في إعداد الوجبات الغذائية المتوازنة، والارتقاء بمستوى المعلمات مهنياً وفنياً، والمتعلمات تربوياً وفكرياً.

وأشارت إلى أن "التوجيه يهدف دائماً إلى التجديد من خلال تنظيم مسابقات هادفة لتعزيز جوانب المادة لدى المعلمات والطالبات على حد سواء"، لافتة إلى انه تم عمل مسابقة فنية في مجال الغذاء والتغذية تحت عنوان "من أكلات الشعوب"، تداولت فيها تنمية المهارات لدى متعلماتها بقالب عالمي إثرائي جمع بين العلم والفن واكتساب المهارات في مختلف الشعوب تحت مسميات (المطبخ الأميركي، والمطبخ العربي، والمطبخ الآسيوي، والمطبخ الأوروبي).

وأشارت إلى أن الهدف من هذا النشاط تفعيل المهارات الفنية للمتعلمة في مجال الغذاء والتغذية، وتشغيل مختبرات الاقتصاد المنزلي، والتشجيع على المهارات واكتساب المعلومات الغذائية الصحيحة، واتباع الأساليب العلمية السليمة في إعداد الوجبات الغذائية، والعمل على توظيف خبرة المتعلمة في المواقف الحياتية المتعددة من خلال التعرف على عادات وتقاليد الشعوب المختلفة في تقديم الوجبة الغذائية.

أساليب التعامل

بدورها، قالت الموجهة العامة للدراسات العملية كفاح جمشير، إن "مادة الدراسات العملية من المواد المهمة، لاسيما أنها تعلم الطالب والطالبة على أساليب التعامل مع المواد والتقنيات الحديثة، التي أصبحت ضرورة للجميع"، مشيرة إلى أن "مختبرات الدراسات العملية في المدارس خير شاهد على ذلك".

وأضافت أن الطلاب بحاجة إلى معرفة الكثير من الأمور العملية التي سيواجهونها حتماً في حياتهم المستقبلية، منوهة إلى أنه من غير المعقول أن يظل أبناؤنا يعتمدون على الآخرين في إنجاز الأعمال البسيطة، التي يمكن تعليمهم إياها من خلال المدرسة.

وأوضحت أن المادة تعطي الطلاب معرفة في الإلكترونات والكهرباء والنجارة والديكور، وغيرها من أمور الحياة المهمة، لاسيما مع توجه الدولة نحو دعم المشاريع الصغيرة، والتي هي عادة تصب في مثل هذه الأمور وتعتمد عليها بشكل رئيسي.

تدريب 400 معلمة اقتصاد على الإسعافات الأولية

أشارت الموجهة العامة أماني الصالح إلى أنها قامت بالتعاون مع مركز دسمان بتدريب حوالي 400 معلمة على طرق الإسعافات الأولية، والتعامل مع مرضى السكري، لاسيما طلاب المدارس، بهدف الاستفادة منهن في تدريب زميلاتهن في المدارس، ونشر الوعي في طرق التعامل مع الإصابات، ومع الطلبة المصابين بالسكري، الذين ارتفعت أعدادهم في الفترة الأخيرة.

back to top