Jungle Book... نسخة مبهرة من قصة كلاسيكية

نشر في 30-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 30-04-2016 | 00:00
No Image Caption
كيف جدّد المخرج جون فافرو قصة الكاتب روديارد كبلنغ الكلاسيكية The Jungle Book (كتاب الأدغال) التي تُعتبر أصلاً أحد الرسوم المتحركة المفضلة لدى شركة {ديزني} بدءاً من عام 1967؟ ربما استوحى أفكاره من Planet Earth (كوكب الأرض). بفضل تقنية مبهرة وثلاثية الأبعاد، تبدو الحيوانات واقعية جداً لدرجة أننا قد نشعر بأننا نشاهد قناة {ناشيونال جيوغرافيك}. حتى إن فافرو يحرك كاميراته لعرض لقطات وزوايا تذكّرنا ببرامج الطبيعة الواقعية.

يصدمك صوت بن كينغسلي إذ يخرج من فم نمر قوي البنية اسمه «باغيرا»، فيتكلّم بكل ودّ مع فتى الأدغال «ماوكلي» (بصوت المبتدئ البارع على نحو مفاجئ نيل سيثي) في فيلم Jungle Book.

تعكس تصاميم الشخصيات الواقعية (يمكننا رؤية فرو باغيرا الناعم بكل وضوح) التناقض القائم بين {ماوكلي} وعائلة الحيوانات البرية التي تبنّته، فتظهر الفجوة الهائلة بينهما. وبينما يقدم العمل حساً مختلفاً للقصة، يبقى أميناً للمادة الأصلية ولفيلم {ديزني} الأصلي.

إذا لم تكن مطّلعاً جداً على قصة The Jungle Book، يجب أن تعلم أنها تتمحور حول {ماوكلي}، فتى أدغال ينقذه {باغيرا} ويربّيه الذئاب لكن لا يكف النمر الخطير {شيرخان} (إدريس إيلبا) عن ملاحقته كونه يبغض البشر بشدة. لذا يضطر {ماوكلي} إلى مغادرة جماعته وينطلق وحده ويصادق الدب اللطيف {بالو} (بيل موراي) ويشتبك مع إنسان الغاب {كينغ لوي} (كريستوفر واكن).

اقتبس جاستن ماركس القصة التي تتمحور حول الاتكال على الذات وعلى الآخرين ومواجهة المخاوف بدل الهرب منها.

تصاميم بصرية مدهشة

يصبّ التركيز في هذا العمل على التصاميم البصرية المدهشة مع أن فافرو جمع كوكبة من ألمع النجوم لوضع أصواتهم على الشخصيات المحبوبة. تقدّم سكارليت جوهانسون بضع دقائق لافتة على الشاشة بدور الأفعى الجذابة {كاي}. أما موراي، فيبدو وكأنه وُلد كي يؤدي دور {بالو}، حتى أنه يغني أغنية The Bare Necessities الشهيرة. يؤدي واكن من جهته دور {كينغ لوي} وتبدو عبارته المتكررة {أريد أن أشبهك} مدهشة بشكل غير متوقع. يظهر {لوي} كوحش ضخم ومصدر قوة وتهديد ويكون قادراً على تحطيم معبد القرود بوزنه الثقيل.

يؤدي سيثي دور {ماوكلي} بشكل مثالي ويقدم أداءً لافتاً أمام حيوانات صُممت بتقنية التصوير المحوسب. هو الممثل البشري الوحيد على الشاشة وقد تولّت فِرَق الرسوم المتحركة التي ابتكرت المؤثرات البصرية في أفلام مثل Avatar و Gravity(الجاذبية) تصميم الحيوانات والمناظر الطبيعية في الفيلم. لكن يقدم سيثي أداءً واقعياً، فيركض بين الجذور المتشابكة ويتسلق الأشجار والتلال وينزل إلى الوديان الموحلة. كذلك يعطي طابعاً حقيقياً للعلاقات، فنشعر بالحنان الذي يطبع الروابط بين {ماوكلي} و}باغيرا} و}بالو}، ومع والدته الذئبة {راكشا} (لوبيتا نيونغو).

أسلوب واقعي

تبقى المواضيع وجوانب القصة قريبة من روايةThe Jungle Book الأصلية، لكن من المدهش أن نشاهد كيف تتغير القصة بفضل التقدم التكنولوجي وتصميم الكائنات بأسلوب واقعي ومبهر. يشدد العمل على اختلاف {ماوكلي} عن جماعته نظراً إلى {الحِيَل} التي يبتكرها طبيعياً (يصنع حبالاً وعجلات ودلاءً من الكروم) لأنه إنسان واسع الحيلة ويجيد حل المشاكل. لا يبدو أنه ينتمي إلى محيطه بالكامل رغم عاطفته واحترامه الواضح للحيوانات.

بغض النظر عن هذه التفاصيل، يمكن أن يستخلص الجميع في الأدغال دروساً مهمة عن الحياة، لا سيما الفكرة القائلة إن {قوة الذئب في الجماعة وقوة الجماعة في الذئب}.

back to top