استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة... خيار آمن!

نشر في 30-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 30-04-2016 | 00:00
No Image Caption
وفق دراسة أجرتها معاهد متعددة بقيادة مركز «مايو كلينك»، يساهم استئصال الثدي الوقائي مع الحفاظ على الحلمة والبشرة المحيطة بها في الوقاية من سرطان الثدي بفاعليةٍ توازي الجراحات الغازية بالنسبة إلى النساء اللواتي يحملن الطفرة الجينية BRCA المسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

يُفترض أن يُقنِع بحث أخير المرضى والجراحين بأن استئصال الثدي الذي يحافظ على الحلمة ويضمن شكلاً طبيعياً للثديين أكثر من جراحات الاستئصال الأخرى يكون خياراً آمناً لكل امرأة تحمل طفرة BRCA وترغب في تخفيف خطر إصابتها بسرطان الثدي. يقول المشرف الأساسي على الدراسة، جيمس جاكوب، اختصاصي بجراحة الثدي في مركز “مايو كلينك” في “روتشستر”، مينيسوتا: “بدأت عملية استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة تكسب شعبية متزايدة بفضل نتائجها التجميلية المتفوقة، لكن يشكك بعض الأوساط الطبية حتى الآن بأن يكون هذا الخيار مناسباً بالنسبة إلى حاملي طفرة BRCA. إنها أكبر دراسة من نوعها لمعالجة هذا الجدل وإثبات فاعلية استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة للوقاية من السرطان بما يوازي نتائج استئصال الثدي التقليدي».

لاحتساب حالات سرطان الثدي لدى النساء اللواتي يحملن طفرة BRCA وخضعن لاستئصال الثدي الوقائي مع الحفاظ على الحلمة، حلّل الباحثون نتائج سجّلتها 348 مريضة خضعن لما مجموعه 551 عملية لاستئصال الثدي في تسعة مراكز بين عامَي 1968 و2013.

شملت الدراسة 203 نساء خضعن لاستئصال الثدي الوقائي، أو ما يُعرف باستئصال الثدي الثنائي، إلى جانب 145 مريضة خضعن لاستئصال ثدي واحد وقائياً بعد إصابة الثدي الآخر بالسرطان.

لم تُصَب أي مريضة من النساء اللواتي خضعن لاستئصال الثدي الثنائي بسرطان الثدي في أي منطقة من جسمها بعد فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات من المتابعة. ولم يتطوّر سرطان الثدي في البشرة التي تم الحفاظ عليها وفي الحلمتين أو الغدد الليمفاوية بالقرب من موقع العملية الوقائية. ماتت سبع نساء بسبب سرطان الثدي خلال فترة المتابعة. لكن في تلك الحالات كلها، أُصيبت المريضات بسرطان الثدي سابقاً أو تزامن مرضهنّ مع موعد الجراحة ونُسبت المرحلة الرابعة من المرض إلى ذلك السرطان.

تطوّرات

تغيّرت جراحات استئصال الثدي بشكل هائل على مر السنين. كان استئصال الثدي الجذري خلال الخمسينات والستينات والسبعينات يقضي بإزالة نسيج الثدي وبشرته وغدده الليمفاوية والعضل تحته. بحلول الثمانينات، خضع استئصال الثدي الجذري للتعديل وبدأت العملية تحافظ على عضلات الصدر. ثم ظهرت جراحات استئصال الثدي التي تحافظ على غلاف البشرة وتسمح للجراحين ببدء إعادة ترميم الثدي خلال الاستئصال.

تحافظ الجراحات المستحدثة على سلامة الحلمة والحلقة الملونة حولها وبشرة الثدي. يتوسّع نطاق استعمالها اليوم وقد كسبت قبولاً متزايداً باعتبارها خياراً آمناً للمصابات بسرطان الثدي.

في عام 2009، كانت 8% من جراحات استئصال الثدي التي حصلت في مركز «مايو كلينك» من النوع الذي يحافظ على الحلمة. بعد خمس سنوات، زادت النسبة بأكثر من ثلاثة أضعاف وبلغت 30%، ويقول جاكوب إن العدد في تزايد مستمر. لكن لا يزال الجدل قائماً حول فاعلية هذه الجراحة بالنسبة إلى النساء اللواتي يحملن طفرات BRCA إذ يتراوح خطر إصابتهنّ بسرطان الثدي بين 50 و60% بحلول عمر السبعين ويصل إلى 80% على مرّ الحياة.

يوضح جاكوب: «تحمل هذه الفئة طفرة وراثية في جميع خلايا الجسم لذا تصبح قابلة للإصابة بسرطان الثدي. نعرف أن معظم هذه الحالات من السرطان يشتق من قنوات الثدي، لذا قد يعطي الحفاظ على الحلمة والقنوات المرتبطة بها نتائج عكسية حين نحاول تقليص خطر التعرّض لهذا المرض».

أدلة إضافية

تشير دراسات عدة إلى أن الجراحة آمنة بالنسبة إلى حاملي طفرة BRCA، لكن ينتظر بعض الأطباء ظهور أدلة إضافية، بحسب جاكوب. يظن الأخير أن نتائج الدراسة تقدّم إثباتاً إضافياً على فاعلية استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة للوقاية من السرطان بالنسبة إلى حاملات طفرة BRCA، ويجب أن تفكر المرأة بهذا الخيار حين تنوي الخضوع لجراحة وقائية».

يضيف جاكوب: “لا شك في أن هذا الخيار المبني على استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة قد يعطي نتيجة تجميلية مدهشة وقد يسهّل على النساء المعرّضات للمرض اتخاذ هذا التدبير الوقائي. لكن رغم الحفاظ على الحلمة، لا يمكن تحفيزها للأسف. مع ذلك، تشير الدراسات التي تحلل أثر الجراحة الرامية إلى تقليص المخاطر على نوعية الحياة والإشباع الجنسي والعلاقات الحميمة إلى أن الحفاظ على جمال الشكل وصورة الجسم الإيجابية قد يحسّن تلك العوامل كلها».

back to top