«مفاوضات الكويت»: ولد الشيخ يجمع اليمنيين في جلسة مشتركة

نشر في 29-04-2016 | 00:05
آخر تحديث 29-04-2016 | 00:05
No Image Caption
عبدالسلام: نقبل تطبيق القرار 2216 ونرفض تسليم السلاح لطرف بعينه وإيران لم تفِ بتعهداتها
عُقدت أمس في الكويت ٣ جلسات تفاوضية منفردة بين الأطراف اليمنية المتنازعة بالإضافة إلى جلسة مشتركة. وذكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، أمس، أن مفاوضات السلام اليمنية التي تعقد بالكويت تقترب مما اعتبره «إنجازاً تاريخياً»، في حين أكد المتحدث باسم جماعة «أنصار الله» الحوثية محمد عبدالسلام قبول قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن، لكنه رفض تسليم السلاح إلى طرف بعينه.

بشر الموفد الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ، بقرب توصل مفاوضات السلام اليمنية التي تعقد حاليا بالكويت من إنجاز ما وصفه بـ«الاتفاق التاريخي»، بعد إحرازها تقدماً كبيراً حول الإطار العام الذي اقترحته الأمم المتحدة، فيما عُقدت أمس في الكويت ٣ جلسات تفاوضية منفردة بين الأطراف اليمنية المتنازعة بالإضافة إلى جلسة مشتركة.

وأوضح بيان صادر عن ولد الشيخ، أمس، أن الجلسات التي عقدت أمس الأول تضمنت عرضا شاملا لهيكلية إطار العمل مع آلية التنفيذ، والتنسيق بين مختلف الأطراف.

وأضاف الوسيط الأممي في المفاوضات بين وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد المشترك لجماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي» أن «الإطار يشكل تصورا مبدئيا للمرحلة المقبلة، ويشمل كل الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للوضع في اليمن، وقام بالعمل عليه مجموعة من خبراء الأمم المتحدة، تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني».

وتطرقت المشاورات إلى كيفية تفعيل لجنة التهدئة والتواصل، إلى جانب قضايا الانسحاب وتسليم السلاح والعودة إلى المسار السياسي وملف الأسرى والمعتقلين.

ونقلت وكالة «كونا» عن ولد الشيخ وعدد من المسؤولين تلميحهم إلى «بلوغ وشيك لإنجاز حدث كبير تتضح ملامحه شيئا فشيئا، لاسيما بعد أن قطع ممثلو الوفود اليمنية خلال مشاوراتهم التي لم يتحدد لها جدول زمني أهم الخطوات المتمثلة في تثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل لجنة التهدئة والتواصل مع اللجان المحلية المعنية بمراقبة الهدنة».

وكانت المشاورات شهدت بوادر انفراج بعد لقاءات عقدها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع الوفدين لإقناعهما بمواصلة الحوار، وحثهما على التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن وفد المتمردين مازال يتمسك بضرورة مشاركته في الحكم قبل الخوض في بنود تسليم السلاح والانسحاب من المدن.

كما تطرقت الجلسة إلى ملف الأسرى والمعتقلين. وقال بيان ولد الشيخ إن «الإيجابية طغت على أجواء المشاورات ولو أن الجلسات أبرزت تباعدا كبيرا في تصور المرحلة المقبلة». وأضاف أن «اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي في بلد يشهد حربا. المهم تقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والأهم التوصل إلى حل سياسي شامل يؤمن الأمن والسلام لكل المواطنين، نحن نعرض الخطوط العريضة لتصورنا للمرحلة المقبلة، وننتظر من المشاركين اقتراحات بناءة بما يضمن الوصول إلى حل كامل للنزاع».

وقدم المشاركون التزامهم ببيان الشرف الذي يتعلق بالإعلام، واتفق الجميع على عدم الإدلاء بأي تصاريح إعلامية باستثناء المبعوث الخاص الذي يعقد مؤتمرات صحافية دورية، ويصدر بيانات إعلامية في ختام كل يوم عمل حتى يبقى الإعلام على معرفة بتطور المشاورات.

وتسلم المبعوث الخاص رسالة من الرئيس هادي قدمها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، موجهة للأمين العام للأمم المتحدة للترحيب بالبيان الذي صدر عن رئيس مجلس الأمن.

عمل متواز

وكانت جلسة الثلاثاء الماضي بين وفدي المشاورات اليمنية ألغيت، بعد إصرار وفد جماعة «أنصار الله» الحوثية وأنصار الرئيس السابق علي صالح بحزب «المؤتمر» على مناقشة النقطة الأخيرة من جدول أعمال المشاورات، المتعلقة بالحل السياسي، قبل النقاط الأربع الأولى التي تتضمن انسحاب قوات الحوثيين وصالح من المدن وتسليم أسلحتها الثقيلة للدولة.

واتفقا الجانبان الأسبوع الماضي، بعد ضغوط دولية مكثفة، على جدول الأعمال الذي يتضمن خمس نقاط حددها ولد الشيخ، لكنهما اختلفا بشأن إذا كانا سيبدآن بحكومة وحدة وطنية أم سيركزان على انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم أسلحتهم، ، في حين قال مندوبون إن الجانبين اتفقا، على العمل من خلال لجنتين تعملان بالتوازي.

وأدت الخلافات بشأن جدول الأعمال إلى صعوبة بدء المفاوضات بين الجانبين لإنهاء الحرب المستمرة منذ 13 شهرا، والتي قتل بسببها 6200 شخص، وأصيب 35 ألف شخص آخر، وتشرد أكثر من مليونين ونصف المليون من السكان.

عبدالسلام

من جهته، قال المتحدث باسم «أنصار الله» رئيس وفد التفاوض المشترك، محمد عبدالسلام إن جماعته لا تمانع من تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 «كحزمة واحدة دون انتقائية».

واشترط لذلك، في مقابلة مع «بي بي سي»، أمس، التوصل إلى اتفاق لبناء سلطة توافقية جديدة تمثل جميع أطراف الصراع، لا أن تسلم جماعته السلاح إلى طرف بعينه ليعود إلى استهدافها بالسلاح نفسه.

وأقر عبدالسلام، بوجود علاقة وثيقة بين جماعته وإيران و«حزب الله»، لكنه قال إن ايران لم تف بتعهداتها تجاه جماعته، رافضا اعتبار جماعته أداة بيد طهران.

وعزا عبد السلام تأخر وفد الحوثيين و«المؤتمر» عن حضور مشاورات الكويت، التي كان من المفترض أن تنطلق في 18 الجاري وأجلت إلى 21 منه، إلى رغبتهما في الحصول على وقف دائم لإطلاق النار، تفاديا لما يتسبب فيه استمرار القتال من تأثير سلبي.

اتهامات وصعوبات

في هذه الأثناء، تواصلت خروقات متقطعة لاتفاق وقف إطلاق النار باليمن، وشهدت محافظة البيضاء قصفا من قبل الحوثيين على مواقع يسيطر عليها الجيش الحكومي، في حين شهدت الأحياء السكنية بتعز اشتباكات بين «أنصار الله» والمقاومة الشعبية الموالية لهادي.

انتحاري متنكر بزي امرأة يستهدف مدير أمن عدن

بينما تواصل القوات الحكومية اليمنية، بدعم من قوات التحالف، حملتها لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة بالمحافظات الجنوبية، نجا مدير أمن عدن اللواء شلال الشايع من اعتداء انتحاري، أمس، استهدف مقر اقامته في ثاني مدن اليمن، التي اصبحت عاصمة مؤقتة للبلاد، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014.

وقال شاهد عيان إن الانتحاري كان متنكرا في زي امرأة وكان يقود سيارة مفخخة، غير أنه لم يتمكن من الوصول إلى هدفه، ففجر شحنته في حاجز على مدخل مجمع للشرطة يستخدم كمقر مؤقت للحكومة بمنطقة التواهي.

ونجا مدير الأمن من الاعتداء، لكن أحد حراسه اصيب بالانفجار الذي تسبب في سقوط عدد من الجرحى.

(الكويت، عدن - كونا،

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top