السينما المصرية... الأرض «عرض»

نشر في 29-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2016 | 00:01
No Image Caption
على مدى تاريخ السينما المصرية تناولت أفلام كثيرة العلاقة القائمة بين المصريين وبين الأرض، وعبرت عن قيمة الأرض في حياة هؤلاء باعتبارها مصدر الأمان والمستقبل...
 المشهد الختامي في فيلم «الأرض» للمخرج يوسف شاهين أحد أهم  مشاهد السينما المصرية التي تعبر عن تعلق المصري بأرضه، فضلا عن أفلام اخرى من بينها: «المواطن مصري»، «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، «قنديل ام هاشم»...

أدى الفنان الكبير محمود المليجي المشهد في فيلم الأرض» ببراعة، فقد ربط من قدميه في حصان الضابط الذي سحله على الأرض، فيما  هو يأبى التفريط في أرضه ويتشبث  بها حتى  ينزف دمه الذي يروي الأرض كلها.

يعتبر الناقد السينمائي نادر عدلي  فيلم «الأرض «أحد أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية، تناولت بشكل جيد وواقعي قيمة الأرض في حياة المصري، واستخدمت صيغاً خاصة بتلك القيم، غالباً ما تأتي على لسان الأبطال حتى لو كانت هذه الشخصيات قادمة من الريف.

يستحضر عدلي فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، الذي جسد دور البطولة فيه الفنان محمد هنيدي بشخصية همام، إذ اضطر الأب  إلى بيع جزء من الأرض لتوفير بعض المال لولده لاستكمال دراسته في الجامعة الأميركية وشراء سيارة وملابس، وكأن المغزى هنا يدل على أن الأرض هي رأس المال الحقيقي للمصري.

يوضح أن الصراع في فيلم «قنديل أم هاشم»، يدور حول فكرة امتلاك الأرض بعد أن يطلب الباشا الغني من الأب بيع جزء  منها مقابل إقراضه مبلغاً من المال يساعد ابنه في السفر إلى ألمانيا لدراسة الطب، وكأن الأرض وحدها  تؤمن لأصحابها مستقبلا وحياة مختلفة وهي رأس المال الحقيقي للشخصية الريفية.

فيلم «صراع في الوادي»، الذي تدور أحداثه حول استغلال الرجل الغني (زكي رستم)، فقر الفلاحين وحاجتهم للمال، للحصول على أراضيهم  كي يصبح وحده المتحكم في الزراعة والأراضي في القرية.

يؤكد الناقد نادر عدلي أن السينما المصرية أوصلت، من خلال هذه الأفلام وغيرها، مفهوم الأرض المترسخ في كيان المصري  وهو الـ «عرض»، موضحا أن هذا الموروث الثقافي يأتي من طبيعة مصر، باعتبارها دولة زراعية والأرض هي رأس المال الحقيقي، مشيرا إلى أن فكرة الإقطاع التي كانت سائدة في منتصف القرن الماضي  قامت على استحواذ الأغلبية الغنية بالأرض باعتبارها مصدر رأس مال أساسي.

ارتباط بالأرض

فيلم «المواطن مصري» بطولة عمر الشريف، عزت العلايلي وإخراج يوسف شاهين،  يرسخ فكرة «الأرض- عرض» ووجوب الدفاع عنها، وذلك من خلال التجنيد في الجيش، بالتالي كل فرد يدخل  الجندية يقدم خدمة وطنية  مرتبطة في الأساس  بالدفاع عن الأرض وحدود الدولة.

ويضرب عدلي المثل بعشرات الشهداء الذين يسقطون في سيناء وهم في الحقيقة يسقطون دفاعاً عن الأرض والوطن ، لذا  يؤكد المفهوم الشعبي أن جزءا أساسيا من تركيبة الإنسان المصري ارتباطه بالأرض.

 بدورها تشير الناقدة ماجدة موريس إلى أن فيلم «الأرض» أفضل ما قدم على شاشة السينما نظراً إلى قيمة الأرض بالنسبة إلى المصري، موضحة أن مشهد النهاية في الفيلم يعكس قيمة الأرض، والتفريط فيها هو تفريط في الحياة، بعد أن يصر محمود المليجي على أن يمسك الأرض بينما الضباط يسحلونه، فيغرس يده أكثر فيها كأنه يتشبث بالحياة .

الحال نفسه ينطبق على فيلم «شيء من الخوف»،  يتمحور الصراع حول امتلاك الأرض والحبيبة حتى لو كانت طريقة التملك فيها شيء من التجبر والأذى الذي يمارسه عتريس على أهالي القرية.

 عموماً  فكرة الأرض وقيمتها تظهر في كلمات على لسان الأبطال، فهي  تعني العرص والأمان والمستقبل، وغالبية الأفلام التي قدمت دار الصراع فيها حول الأرض، سواء في الحياة أو على شاشة السينما كأفلام حرب أكتوبر.

تعتبر ماجدة موريس أن المخرج بركات  قدم في فيلم «الحرام» الأرض على أنها مصدر القوة بالنسبة إلى الإقطاع ومصدر الرزق الوحيد للفقراء، وبالتالي يقدم الموروث الثقافي بشكل جيد يضاهي الواقع.

back to top