السيناريست وائل حمدي: «هيبتا» يُعيد الرواية إلى السينما

نشر في 29-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2016 | 00:01
No Image Caption
عمره الفني قصير ولكنه استطاع أن يحقّق نجاحاً من خلال أعماله، فنال جائزة عن «ميكانو» أول أفلامه السينمائية، ويواصل نجاحه راهناً من خلال «هيبتا» الذي نال نجاحاً جماهيرياً مع أول يوم عرض له.

كتب السيناريست وائل حمدي المعالجة الدرامية للرواية الشهيرة «هيبتا»، وقدّم سيناريو أجمع عليه النقاد والجمهور. عن هذه التجربة وكواليس العمل وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.

كيف جاءت فكرة تحويل رواية «هيبتا» إلى عمل سينمائي؟

جاءت الفكرة من الصديق المنتج هاني أسامة الذي قرأ الرواية وأُعجب بها وطلب مني صياغة معالجة سينمائية لها. لم أكن قد قرأتها بعد، وبعد مطالعتها أعددت المعالجة وقررنا البدء في تحويلها إلى عمل سينمائي، لا سيما أن الكاتب محمد صادق، مؤلف الراوية، تحمّس أيضاً بعد قراءة المعالجة.

هل كانت لك جلسات عمل مع الكاتب محمد صادق؟

بالطبع، عقدت معه كثيراً من جلسات العمل، بداية من قراءة المعالجة السينمائية، ثم الاستفسار منه عن جوانب خفية لإحدى الشخصيات، وصولاً إلى أخد رأيه في حذف إحدى الشخصيات و في تعديلات تناسب العمل السينمائي. وعندما عرضت عليه النسخة الأخيرة من السيناريو، كان متعاوناً إلى أقصى درجة ومنحني الحرية في الكتابة والإضافة لأنه يعلم جيداً أن ثمة اختلافاً بين العمل الأدبي والعمل السينمائي.

ما الفارق بين تحويل عمل أدبي إلى نص سينمائي وبين نص من إبداعك الخاص؟

لكل منهما مزايا وعيوب. في العمل الخاص حرية كتابة لأنني المتحكم في الفكرة والخيوط. قد اُضيف أو أحذف كما أشاء. بينما في العمل الأدبي، ثمة نص أنا ملتزم به إلى حد كبير والتغيير والإضافة يكونان في حدود. لكن ثمة أيضاً ميزة في العمل الأدبي أنه لو كان ناجحاً كما في «هيبتا»، فسيكون لدينا جمهور مترقب مسبقاً.

كيف ترى عودة الرواية إلى السينما؟

عودة السينما إلى الأدب خطوة محببة إليّ، لا سيما أن أهم الأعمال السينمائية المصرية مأخوذة عن روايات لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما. في الفترة التي انفصل فيها الأدب عن السينما، كان السبب ركود الحياة الثقافية، وتوافر أعمال يصعب تحويلها إلى أفلام سينمائية، ولكن ثمة عودة ناجحة للروايات التي تحمل مساحة من الدراما، وعدد كبير من الدول المتقدمة سينمائياً يعتمد في إنتاجه على الأعمال المقتبسة من روايات.

هل كانت المقارنة في ذهنك وأنت تكتب الفيلم؟

بالطبع. كان لدي تخوف من مقارنة الجمهور بين الرواية وبين الفيلم، خصوصاً مع النجاح الكبير الذي حققته وأصبحت مُطالباً بمزيد من النجاح حتى يظهر مجهودي ومجهود فريق العمل، أو على الأقل نحافظ على جمهور الرواية عبر تقديم المستوى نفسه. فعلاً، ذهب الجمهور إلى الفيلم بحثاً عن روايته المُفضلة وشخصياتها، وسعدت جداً بردود الفعل التي أثنت على الفيلم مؤكدة أنه كان على مستوى العمل الأدبي.

ماذا عن دور المخرج في النص السينمائي؟

كان للمخرج هادي الباجوري دور كبير في الوصول بالسيناريو إلى المستوى المطلوب، ذلك عبر مناقشات وتعديلات عدة حتى تم الاستقرار على النص النهائي.

هل كان لك تدخل في اختيار الممثلين؟

إلى حد ما. جمعتني جلسات بكل من المخرج هادي الباجوري والمنتج هاني أسامة، واقترحنا من رأيناه مناسباً لهذه الشخصية أو تلك، ثم اتفقنا على من يصلح لها.

كان دوري استشارياً، والقرار الأخير عاد إلى المخرج والمنتج لأن ثمة حسابات أخرى تؤثر في اختيار الممثل، وهو ما حدث وتم الاستقرار على كل من عمرو يوسف، أحمد داود، ياسمين رئيس، دينا الشربيني، أحمد مالك، أحمد بدير، ماجد الكدواني، وباقي النجوم.

إيرادات ومهرجانات

كيف ترى فرص الفيلم في تحقيق إيرادات؟

أرى أن العمل سيُحقق نجاحاً كبيراً، أولا لأنه مأخوذ من رواية ناجحة ولها جمهور يريد أن يرى الشخصيات على الشاشة، كذلك ثمة جمهور يعرف الرواية ولم يقرأها أو ليس من هواة القراءة، وبالتالي لديه الفضول لمشاهدة العمل. بعيداً عن الرواية، الفيلم رومانسي بسيط كثير منا بحاجة إلى مشاهدته، فيما الأفلام المعروضة كافة مختلفة عنه. بالتالي، لا منافسة مع عمل رومانسي آخر، ما سيعزز نجاحه.

ما أكثر شخصيات العمل التي اقتربت منها وتأثرت بها؟

كانت شخصية يوسف التي جسدها عمرو يوسف الأصعب والأكثر تأثيراً فيّ لأنها الرابط النهائي للشخصيات كافة، بينما كانت شخصية رامي الرسام التي جسدها أحمد داود الأجمل وقصتها إحدى أفضل القصص، وكنت سعيدا بها.

رغم تميز العمل فنياً لم يذهب إلى أي مهرجان... لماذا؟

كان تركيزنا في تقديم عمل جيد للجمهور فحسب. ولم يهتم فريق العمل بالذهاب إلى مهرجان. قد تكون طبيعة الفيلم البسيطة والرومانسية هي التي جعلتنا لا نفكر في الأمر، لأنه لا يتضمن أي بُعد فلسفي أو سياسي.

ما الفارق بين الكتابة للسينما والتلفزيون؟

في السينما ثمة حرية في الكتابة والإبداع والتغيير، من دون الارتباط بموعد تصوير وموسم لا بد من اللحاق به والتسويق قبله بفترة. أما الدراما التلفزيونية فأكثر جهداً وعبئاً، والوقت عامل أساسي في الكتابة لها.

يرى البعض أن {هيبتا} أهم عمل سينمائي لك حتى الآن؟

لم أقدم للسينما إلا فيلم {ميكانو}، فيما كتبت أكثر من عمل درامي للتلفزيون. قد يكون السبب في ذلك توقعات أن يُحقق {هيبتا} إيرادات أعلى من {ميكانو}، وقد يكون السبب الرواية التي حققت نجاحاً كبيراً وأصبحت إحدى أهم الروايات في السنوات الأخيرة.

بكل تأكيد، {هيبتا} سيبقى الأهم لي إلى أن أقدم فيلماً آخر يُحقق نجاحاً أكبر ويكون على مستوى فني أعلى.

ما جديدك في السينما والدراما التلفزيونية؟

أحضّر لفيلم مع المنتج هاني أسامة، فيما {ليلة العيد} متوقف منذ عام مع المنتج غابي خوري والمخرج محمد حماد، وحان وقت البدء فيه.  

على صعيد الدراما، أشارك الكاتبة مريم نعوم في كتابة مسلسل {سقوط حر} مع كل من نيللي كريم وأحمد وفيق ومحمد فراج ونجلاء بدر وأنوشكا، ومن إخراج شوقي الماجري. كذلك أشارك مع الكاتب شريف بدر الدين في كتابة مسلسل {راس الغول} من بطولة: محمود عبد العزيز ومرفت أمين وفاروق الفيشاوي ولقاء الخميسي، ومن إخراج أحمد سمير فرج.

back to top