دي ميستورا يدعو إلى انعاش الهدنة في سورية بمساعدة واشنطن وموسكو

نشر في 28-04-2016 | 12:22
آخر تحديث 28-04-2016 | 12:22
No Image Caption
دعا الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا إلى احياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية في مواجهة تصاعد عمليات القصف الدامية في منطقة حلب (شمال)، مطالباً بعقد اجتماع لمجموعة دعم سورية برئاسة واشنطن وموسكو، الطرفين الراعيين للهدنة.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي ليل الأربعاء الخميس في جنيف إنه أوصى مجلس الأمن بالدعوة قريباً إلى اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية التي تضم 17 دولة وتترأسها الولايات المتحدة وروسيا، محذراً بأن اتفاق وقف الأعمال القتالية المعمول به منذ 27 فبراير «في خطر كبير».

وأضاف «نريد أن يُعقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية قبل الجولة الجديدة (من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة) خلال شهر مايو»، متابعاً «هدفي هو مواصلة اللقاءات وعقد جولة أو اثنتين على الأقل بحلول يوليو».

وأقرت الهدنة في سورية برعاية الولايات المتحدة وروسيا تمهيداً للمفاوضات بين النظام والمعارضة بهدف ايجاد تسوية لنزاع أوقع أكثر من 270 ألف قتيل منذ خمس سنوات.

وبدأت الجولة الثالثة من المفاوضات في 13 أبريل في جنيف وانتهت الأربعاء بدون تحقيق أي تقدم، وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية مشاركتها فيها احتجاجاً على الأوضاع الإنسانية المتدهورة ومواصلة النظام «قصف المدنيين».

وفي حين تتمسك القوى الدولية الراعية لاتفاق وقف الأعمال القتالية به وتبذل جهوداً مكثفة لإحيائه، يرى سوريون لا سيما في حلب أن الهدنة المعلنة منذ شهرين سقطت مع تصاعد عمليات القصف الدامية.

وقال دي ميستورا «خلال الساعات الـ 48 الأخيرة قُتِلَ سوري كل 25 دقيقة، طبيب الأطفال الوحيد في حلب قُتِلَ في قصف حصل» مساء الأربعاء.

وأكد المبعوث الدولي أن «وقف إطلاق النار لا يزال حياً ولكنه في خطر كبير».

وللمرة الأولى نشر دي ميستورا أيضاً الخميس وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصاً للاجتماعات التي جرت خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سورية وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

وقال دي ميستورا بهذا الصدد «لا أحد يشك بعد اليوم في أن هناك حاجة ملحة إلى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به» تحت اشراف «حكومة انتقالية جديدة وشاملة تحل محل الحكم الحالي».

ثغرات

لكنه أقر باستمرار وجود ثغرات «جوهرية» في ما يتعلق بصيغة هذه العملية الانتقالية، عارضاً قائمة بالمشاكل «الأساسية» التي يجب حلها كي تكون عملية الانتقال السياسي في سورية «قابلة للحياة».

وأكد أن هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها على ضوء ما تفضي إليه المفاوضات.

وقال المبعوث الدولي أن الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيراً جراء تدهور الوضع الميداني في سورية.

وطالب خصوصاً بأن يسمح طرفا النزاع للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدن والبلدات المحاصرة مثل دوما وداريا ومعضمية الشام وحرستا.

وقال أبو محمد (40 عاماً) الذي يسكن حي الكلاسة في شرق حلب الذي تسيطر عليها فصائل المعارضة، لوكالة فرانس برس «لا أعلم عن أي هدنة يتحدثون، لا توجد هدنة هنا، القذائف والصواريخ لا تتوقف وكأننا في الحرب العالمية».

وتشهد مدينة حلب تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ يوم الجمعة وصل خلال الأيام الأخيرة إلى تبادل قصف شبه يومي، أوقع أكثر من 130 قتيلاً بين المدنيين منذ الجمعة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.

وقتل عشرون مدنياً على الأقل مساء الأربعاء في قصف جوي نفذته قوات النظام واستهدفت مستشفى ميدانياً ومبنى سكنياً مجاوراً له في حي السكري الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في مدينة حلب.

وقال أبو محمد، وهو أب لأربعة أولاد، «ربما الهدنة مستمرة بين أميركا وروسيا ولكن ليس بين المعارضة والنظام».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء «لسنا جاهزين لإعلان وفاة الهدنة، نعتقد أن الهدنة خارج حلب لا تزال متماسكة».

وأضاف ««نعترف أن هناك حوادث متعددة في مدينة حلب ومحيطها تثير قلقنا، ولذلك نسعى إلى التنسيق مع الروس ومع أعضاء آخرين من المجموعة الدولية لدعم سورية، كما نحاول ابلاغ الأطراف المعنية بأن عليها أن توقف ذلك».

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن «وقف إطلاق النار لا يزال متماسكاً لكنه يواجه تحديات بشكل شبه يومي».

back to top