السعادة في الموسيقى

نشر في 28-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 28-04-2016 | 00:01
سعيد صالح... سلطان الضحك وأشهر المشاغبين في المسرح المصري (الحلقة الرابعة)
صقل موهبتي العزف والتلحين بالاستماع والتدريب
رأينا كيف صمد مرسي الزناتي، الذي تغير شكلاً ومضموناً بعد تجربته في السجن، سواء في المرة الأولى بتهمة الخروج على النص، أو في المرة الثانية التي اتهم فيها بتعاطي المخدرات، وكيف أدمن الشعر وراح يلحن كل ما تقع عليه عينيه من أشعار لجاهين، وأحمد فؤاد نجم، وفؤاد حداد، حيث تفجرت الألحان بين يديه بسلاسة لم يصدقها البعض، فهل سرقه الغناء والتلحين من التمثيل أم أضافا إلى موهبته؟

هذا ما تكشف عنه السطور التالية من سيرة سلطان الكوميديا والضحك الفنان سعيد صالح.

"سعيد صالح بعد استيعابه لسيد درويش، أصبح غيره قبل اكتشافه"... هكذا لخص أديبنا الراحل خيري شلبي في كلمات قليلة التغيير، أو بالأحرى "التحول" الذي طرأ على سلطان الكوميديا منذ لامست روحه ووجدانه ألحان سيد درويش.

بينما يرى البعض الآخر أن تجربة السجن هي التي ساعدته على اكتشاف الكامن من موهبته، فالتهمة الجارحة والانتقادات التي مست سمعته، وراحت تشكك في موهبته الفياضة، ربما دفعته لأن يثبت للجميع أنه مازال بجعبته الكثير والكثير، وفي مقدمتها ألحانه التي حققت نجاحا كبيرا.

أما هو فيعترف في أحد حواراته: "بعد تجربة السجن في المرة الأولى والتي ظللت محبوسا فيها 17 يوما، قررت أن أرد على الذين سجنوني بسبب الخروج على النص، بأن أقدم مسرحا أكثر وعيا وتأثيرا، وفي السجن بدأت أدون ملحوظات وأفكارا وخواطر وآراء عامة، وبعدما أفرج عني أعدت قراءة ما دونت، ثم رتب لي القدر التعرف بكاتب موهوب هو محمد شرشر ليعيد صياغتها مسرحيا".

وفي حوار آخر قال: "بعد أن اكتشفت نفسي في المسرح، وبعد تجربة السجن الأولى كنت قد أدمنت الشعر والسياسة والكلام الجميل، وصارت لي صداقات من نوع آخر، صرت أكثر ارتباطا بالشعراء والكتاب، نسهر ونغني ونحفظ الشعر ونكتب المسرحيات".

فهل عشقه للغناء فجّر موهبته كملحن، أم العكس هو الصحيح؟

يعترف سلطان الكوميديا: "طول عمري أعشق الغناء منذ صغري، ولا أبالي إن كان صوتي جميلا أو لا، وأول عمل فني غنيت فيه كانت رواية (المحذلقات) عام 1964، وقام بتلحين الأغنيات كمال بكير، وكان الغناء (لايف) إذ كان يجلس على البيانو أمام المسرح يعزف وأنا أغني، وكان الناس يصفقون ويطالبونني بإعادة الأغنيات".

ويواصل سعيد تذكر رحلته مع الغناء: "بعدها غنيت في المسرحية الاستعراضية (الحرافيش)، ثم في مسرحية (القاهرة في ألف عام)، ثم (مدرسة المشاغبين)، فـ (قصة الحي الغربي) و(أولادنا في لندن)، ونتيجة لمعايشتي لهذه الأعمال الموسيقية بدأت أعلم نفسي العزف والتلحين، فهي موهبة بالفطرة صقلتها فيما بعد بالاستماع والتدريب شأن جميع الموسيقيين".

كتاب مسموع

في نادي الصحافيين المطل على نيل القاهرة بمحافظة الجيزة، وقف سعيد صالح قبل عدة سنوات في نهاية القرن الماضي أمام جمع من الصحافيين وبعض أصدقائه الفنانين ليغني من ألحانه أشعاراً لفؤاد حداد، وصلاح جاهين وبيرم التونسي، يومها نال استحسان الحضور بشدة، لدرجة ربما لم يتخيلها هو نفسه، وتبارت الأقلام تتناول تجربته بترحاب واستحسان، وفي مقدمتهم الروائي الكبير الراحل خيري شلبي الذي وصفها بأنها رافد جديد من نهر سيد درويش.

وفي مقالات عدة واصل أديبنا الراحل خيري شلبي ترجمة حماسه لألحان سعيد صالح، قائلا: "لا يجرؤ على الاقتراب من تلك الأشعار إلا موسيقار ينادد مؤلفيها الشعراء بكل موهبتهم وتجربتهم الإنسانية شديدة الثراء"، مشيرا إلى أن هذا النهر المتدفق من الألحان أربكه، فراح يستعيد بعض الألحان، ثم فوجئ بأن الكثير منها لا تنتهي علاقته به بعد انتهاء جلسة الاستماع، بل تظل تدوي في مسمعه حتى وهو مستغرق في النوم.

وفي مقال آخر كتب يقول: "ليست مجرد أنغام تستمد جمالياتها من عفويتها وتلقائيتها، ولكنها أنغام مدروسة بعناية، تترجم صوت الكلمات ببلاغة، وتستجلي الصورة الشعرية وتبروِزها في برواز شعبي متقن وجميل مثل (شغل اليد)".

ويواصل: "ثم إن لهذه الألحان بعدا آخر شديد الأهمية هو البعد المسرحي الصرف، فالملحن ممثل في الأساس، مبدع ممسوس بالغناء والمسرح معا، ولديه في كل منهما تراث هائل من التجارب والخبرات، ما يعني أننا أمام تشخيص للغناء، وتلحين للتشخيص، باختصار ألحان سعيد صالح القائمة على كلمات فذة تعتبر كتابا مسموعا للوجدان المصري المعاصر".

غير أن تجربة التلحين لم تلق قبولا من البعض الآخر، بل اعتبروها سببا في تراجعه فنيا والأخذ من موهبته المشهود لها، فمثلا الكاتب الصحافي أكرم محمود السعدني كتب: "كان بإمكانه الحفاظ على مكانته الفنية، ولكن انشغاله بمختلف الأمور المصاحبة للعملية الفنية شتت جهده، وبدد آماله في الحفاظ على مكانته، لعل أخطرها مسألة التلحين التي تمكنت منه تماما، عندما فطن إلى وجود تشابه كبير بينه وبين سيد درويش، وعليه ضاع منا فنان عظيم في موهبته، قامته لا تقل عن قامة الفنان الكبير علي الكسار، كل منهما أضحكنا بفطرته ودون أن يتفذلك".

أما سعيد فحسم الأمر: "نعم التلحين أخذني من التمثيل، وبصدق موهبة التلحين تفوقت على موهبة التمثيل، وعندما يستمع الجمهور لألحاني سيتأكدون من ذلك".

النداهة

أثناء عرض مسرحية "العيال كبرت"، تم ترشيح سعيد صالح لتجسيد شخصية سيد درويش من خلال مسلسل تلفزيوني، فتحمس سعيد بالفعل لدرجة أنه عرض المشاركة في الإنتاج عندما تعثر العمل إنتاجيا، كان صالح مؤمنا بقيمة سيد درويش فنيا وبالانقلاب الذي أحدثه في الموسيقى العربية، وأنه لم يحظ بما يستحقه من تقدير واحتفاء، فراح يدرس الشخصية حتى يتمكن من تجسيدها بشكل جيد، ليس فقط ليضيف إلى رصيده الفني، ولكن وهو الأهم ليسهم في إنصاف هذا الفنان الخالد بأعماله وإبداعاته.

ورغم تعثر المشروع الفني، إلا أن سعيد واصل دراسته لألحان سيد درويش ولأكثر من 4 سنوات، استمع خلالها لمعظم ألحانه المتوافرة، كذلك قرأ كل ما كتب عنه، ومن خلاله تعرف على عبده الحامولي، وسلامة حجازي، وزكريا أحمد، وبيرم التونسي وغيرهم، كان كمن عَلق في منطقه رفض أن يبارحها عن وعي وبقصد، بل خرج منها متشوقا أو بالأحرى مهيأ تماما للتلحين والغناء.

يحكي سعيد عن بداية ممارسته للتلحين: "مرة قرأت قصيدة لنزار قباني بعنوان (بلقيس)، وكانت منشورة في إحدى الصحف فقمت بتلحينها وأسمعتها لعدد من أصدقائي، فنالت إعجابهم، بعدها وجدت بعض الأبيات الشعرية التي كانت ترثي فنان الموسيقى سيد مكاوي، وكانت أيضا منشورة فقمت بتلحينها"، وفي تلك الفترة أهداه صديقه الفنان عهدي صادق الأعمال الكاملة لبيرم التونسي، فقرر أن يلحنها جميعا، وبدأ بالفعل في إنجازها.

وبعدما أنهى تجربته الأولى مع السجن، بدأ في "التهام" أشعار الراحل أحمد فؤاد نجم والتي وجد فيها ضالته، وبالفعل بدأ في تلحين بعض قصائده، وبالمصادفة استمع لها المبدع الراحل صلاح جاهين، فأعجبته لدرجة أنه علق: "سعيد صالح ده عبارة عن شلال لسه جاي"، ثم أهداه بعض دواوينه، فلحن سعيد العديد من قصائدها، وأسمعها لجاهين، فانبهر مجددا ثم تحداه قائلاً: "لو شاطر غني لفؤاد حداد".

لم يتردد صالح في تلحين أشعار حداد، غير أن اللحن استعصى عليه، حاول مرارا دون جدوى، ولأكثر من عام كامل فشل سعيد في تلحين حرف واحد من قصائد الشاعر الراحل المبدع فؤاد حداد.

وفي أحد الأيام وأثناء سفره إلى أسوان إذا بالخاطر اللحني يأتيه وبسلاسة وكأن "النحس قد انفك"، كما علق وقتها ساخرا، الطريف أن مصادفة أخرى جعلت فؤاد حداد يستمع لإحدى قصائده مغناة، عن طريق أحد جيرانه (ابن شقيق الممثل سعيد طرابيك) فسأل عن ملحنها، وتعجب أنها بتوقيع مرسي الزناتي، ولكنه عبر وقتها عن رضاه.

وإذا كان "التلحين" قد اختطف سعيد الممثل كما يرى البعض، فإن الوقوف على خشبة المسرح ظل المتعة الكبرى بالنسبة له، هو "السر الأعظم"، مفتاح الحياة والسعادة، لا شيء سواه، رغم أنه شارك فيما يقرب من 500 فيلم (أكثر من ثلث إنتاج السينما المصرية)، إلا أنه - وكما صرح مرارا - قبل المشاركة في معظمها كي يتمكن من إدارة عجلة إنتاج مسرحه الخاص، والذي يرفض دوما تصنيفه بالمسرح السياسي، مؤكدا أنه كان مسرحاً شاملاً يقدم كل ما يهم الناس وما يعبر عنهم، سواء من الأحلام أو المشكلات، كما رفض أيضا تلقيبه بزعيم المعارضة، مؤكدا أنه فنان يحب أن يعبر عن وجهة نظره مهما كانت وبحرية، إلا أن تلك الحرية التي آمن بها ودافع عنها بل مارسها بالفعل كانت سببا في الكثير من المشاكل التي واجهها، ومازال البعض يؤكد أن جملته الشهيرة "أمي اتجوزت 3 رجالة واحد أكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والثالث لا بيهش ولا بينش"، والتي قالها في عرضه المسرحي "لعبة اسمها الفلوس"، قاصدا بها رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر (جمال عبد الناصر، وأنور السادات وحسني مبارك) هي السبب وراء دخوله السجن أكثر من مرة.

عثرات

"كعبلون" هي أول عمل مسرحي ينتجه سلطان الضحك والكوميديا سعيد صالح، ومن أجل أن ترى النور اعترف صالح -كما أشرنا- بالمشاركة في أفلام دون المستوى فنيا، صنفها النقاد بـ"أفلام المقاولات".

يقول سعيد: "ممكن أعمل فيلم سيئ، لأن الجمهور لن يراني وجهاً لوجه، لكني لا أستطيع مواجهة الجمهور يوميا، وعيني في عينهم بمسرحية سيئة".

إلى هذا الحد كان صالح يقدس المسرح ويؤمن بأنه رسالة لابد أن يجد المتلقي نفسه من خلاله، فهو إبداع لم يخلق "للتهليس" والضحك على حد قوله في الكثير من حواراته، ولكنه مجال حيوي لمناقشة همومنا ومشاكلنا وأحلامنا، هو "فكر" يتخلق منه الضحك.

رواية "كعبلون" -كما أشرنا- كانت باكورة إنتاجه المسرحي، ولأول مرة في تاريخ المسرح الخاص نجده مهموما بمناقشة مشاكل المواطن المصري المطحون، راصدا قضايا فساد وغيرها، وقد احتفى النقاد بهذا العرض الذي ظهر من خلاله مرسي الزناتي بشكل مختلف تماما، ليس فقط على مستوى "التوهج" حليفه دوماً في معظم أعماله، ولكن لقدرته على تقديم رؤية فنية متكاملة، جسد خلالها مشاعر الناس وأحلامهم، رصد همومهم ومشاكلهم، واستخدم الضحك كأداة للتحدي والسخرية، كما قدم من خلالها مجموعة رائعة من ألحانه لأجرأ الشعراء بيرم التونسي وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم.

أما هو فيقول: رواية "كعبلون" من أهم الأعمال التي قدمتها على خشبة المسرح، ولكنها بكل أسف لم تصور، وهي من إخراج عميد المسرح المصري حسن عبدالسلام، ومن تأليف محمد شرشر، الذي كتب لي أيضا مسرحية "نحن نشكر الظروف"، و"حلو الكلام"، وتُوفي عام 2005 ولم يكمل بعد نص "قاعدين ليه".

وتدور الفكرة الرئيسية لعرض "كعبلون" حول القهر والظلم، وعنها قال سعيد: "وضعت مشاكل المواطن المصري نصب عيني، واجتهدنا في التعبير عنها بكل صدق وجرأة في نفس الوقت، وهذا لا يعني أننا نقدم مسرحا معارضا لسياسات الحكومة، ولكنه مسرح معني بترجمة حال المواطن المصري بكل أوجاعه وإحباطاته وأحلامه وآماله أيضا".

ووفقا لما سبق وذكره صالح، فإن عرض "كعبلون" افتتح في 5 ديسمبر من العام 1985، واستمر بنجاح خلال شهر يناير وفبراير، إلا أنه في يوم الثلاثاء 25 فبراير 1986 احترق المسرح بالكامل وبكل ما فيه من أجهزة وديكورات، وملابس ومعدات، وذلك ضمن أحداث تمرد الأمن المركزي التي شهدتها مصر في تلك الفترة.

يقول: "ما أكثر العواصف التي مرت بحياتي، ولكنني كنت دوماً على يقين بأن الله سوف يكرمني و(يفتحها عليَّ)، والحمد لله بعدها بعدة شهور أخذت مسرح بحي الزمالك، وأعدت افتتاح المسرحية مرة أخرى، والحمد لله حققت نجاحا كبيرا".

تنويعات مسرحية

"نحن نشكر الظروف" عرض آخر من إنتاجه قدمه صالح، ولعب من خلاله دور مدرس موسيقى صاحب قيم ومبادئ يتحدى الفساد المستشري على كل المستويات سياسيا واجتماعيا وحتى فنيا، ومجددا يستعين صالح بأشعار فؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، ومرة أخرى حقق العرض نجاحا أرضى أحلامه وطموحه كفنان، على حد توصيفه.

الطريف أن هذه الرواية أعاد تقديمها أكثر من مرة الأولى بعنوان "حلو الكلام"، وقد عمد وقتها لتغير فريق العمل بالكامل، ثم بعدها بعدة شهور غير اسمها لـ"مر الكلام"، وأعاد افتتاحها.

يقول: في "حلو الكلام" كنت حريصا على أن تكون هناك طاقة نور، وأن نشير فيها بشكل مباشر لهموم المواطن والإصلاحات التي يطالب بها الشعب، ولكن ولأن كل هذا لم يتحقق بل زادت الحالة سوءا، ولم يشعر المواطن بأي تحسن على أى مستوى؛ قررت تغيير اسم العرض لـ"مر الكلام"، لأن "الكلام الحلو" للأسف لم ينفذ، والمسرحية كانت تنتقد العديد من السلبيات في التعليم والصحة والخدمات، كما أشارت لعلاقتنا بالغرب ومحاولات إخضاعنا لهم بطريقة أو بأخرى.

بعدها قدم صالح عرض "البعبع" بمشاركة مؤلفه ومنتجه أحمد الإبياري، ابن السيناريست والشاعر الراحل أبوالسعود الإبياري، والذي شكل مع الفنان إسماعيل ياسين ثنائيا فنيا ناجحا، وقد اشترط سعيد ألا يشارك في "المصاريف" على أن يحصل على ثلث الأرباح، بالإضافة إلى اختياره مجمل فريق العمل، وبالفعل وافق الإبياري، وأسند إخراج العمل لعصام السيد، وقد شهد هذا العرض ميلاد نجمي الكوميديا طلعت زكريا وأحمد آدم.

ورغم انتمائه للمسرح الخاص، إلا أنه لم يمانع في العودة لمسرح الدولة من خلال العرض المسرحي "شرم برم"، والذي أخرجه أيضا عصام السيد وشهد ميلاد الفنان محمد سعد، وعرضت المسرحية في حديقة الخالدين خلال شهر رمضان وأيام العيد داخل خيمة تتسع لـ 3 آلاف متفرج، وكانت تمتلئ كل يوم عن آخرها.

وفي شهر رمضان أيضا قدم عرض "أبو نضارة" عن رائد المسرح العربي يعقوب صنوع، وكان أيضا في إطار مسرح الدولة، وشاركه بطولته مجموعة من النجوم الشابة.

أما آخر أعماله المسرحية فكانت عرض "قاعدين ليه"، والذي قدمه على مسرح الدولة، وحقق هو الآخر نجاحا كبيرا، والنص مأخوذ "بتصرف" عن رواية الكاتب السوري محمد الماغوط "كاسك يا وطن"، والتي لعب بطولتها الفنان دريد لحام في السبعينيات من القرن الماضي، ونظرا لإعجابه بهذا العرض وفكرته قرر مع الكاتب الراحل محمد شرشر إعادة تقديمه مع إضافة بعض التعديلات.

ومن جانبه قال صالح عنه: "قاعدين ليه" واحدة من أجمل المسرحيات التي قدمتها، لكونها تناقش الكثير من السلبيات في مجتمعنا، وبها فكر ومضمون، وشاركني بطولتها مجموعة من أحب النجوم إلى قلبي.

وكعادة صالح في اكتشاف المواهب، شهد هذا العرض الميلاد الفني لمحمد رمضان، والذي حرص قبل انطلاق عرضه الأخير "رئيس جمهورية نفسه" أن يهديه لأستاذه الراحل سعيد صالح، وكتب على حسابه الخاص على موقع التواصل (فيسبوك) إنه وعلى نفس المسرح قبل 10 سنوات منحه صالح أول فرصة من خلال عرض "قاعدين ليه"، لذا قرر إهداء العرض إلى روح أستاذه.

البقية في الحلقة المقبلة

برواز

في فترة توقف شهدها عرض "نحن نشكر الظروف" تم الاستيلاء على مسرح الزمالك، والذي كانت تعرض عليه المسرحية، فبحث عن مسرح آخر ليعرض عليه، فلم يجد غير مسرح في الإسكندرية، وعلى حد توصيفه كان "خرابة" وموقعه في مكان سيئ، وبعيد عن كورنيش الإسكندرية، أضف إلى ذلك أن فريق العمل كانوا غير معروفين، لذا كان أسوأ موسم مسرحي قدمه في حياته، وخرج منه مدينا بنحو 18 ألف جنيه، وهو رقم كبير جدا وقتها، وعليه قرر حل الفرقة.

بعدها بأيام قليلة فوجئ بصديقه السيناريست وحيد حامد يزوره وبصحبته المنتج والفنان الكويتي عبدالله الحبيل واتفقا معه على أن يقدم عروضا مسرحية بالكويت بعنوان «صادوه»، وبالفعل وافق سعيد بعدما اتفق على أن يتقاضى 8 آلاف دولار في الليلة، وقدم بالفعل 66 ليلة عرض ناجحة أتاحت له تسديد مجمل ديونه، بل وإدارة عجلة إنتاجه المسرحي مرة أخرى.

back to top