بيان رقم واحد!

نشر في 28-04-2016
آخر تحديث 28-04-2016 | 00:01
 مسفر الدوسري شكراً محمد بن سلمان، أخرَجْتنا من ظُلمات نفَقٍ طويلٍ إلى النور واتّضحت الرؤية، لطالما افترس صحوتنا كابوس المستقبل الغامض المجهول، ولطالما قتل طائر أمانينا رصاص التيه الطائش، ولطالما عانت خطواتنا العمى وكبّلتها الإعاقة، ولطالما كانت صفحة الغد بالنسبة لنا عصيّة على القراءة، كلماتها لا تبقي شيئاً في عقولنا سوى مارد الخوف والحيرة والحقول المكتظّة بالشَّك والشوك، ولا تبقي في أرواحنا من أثر سوى رائحة الإحباط التي تُشبِهُ رائحة الجِلد المحترق، حتى ظهَرْتَ في ظهيرة ذلك اليوم الصيفي كشمسٍ لم تزد حرارة ذلك النهار وإنما أهدت إلينا الظل الوارف تحت عباءةٍ من نور، ومنحَتنا مخيّلة قُزحية لغدٍ مليء بالبشائر، قد تبدو سنين الحمل التي تقارب الخمسة عشر عاماً طويلة لمن هم في مثل عمري، إلاّ أن التفاؤل بولادة غدٍ بهيٍّ معافى من العلل كافٍ لملء زوّادة آمالنا بالفرح، غدٍ يضمن لأبنائنا وأحفادنا العيش الكريم، بعد أن كنا ننظر لكل طفل يولد لنا بقلب يقطِر منه الأسى خوفاً عليه مما ينتظره في قادم الأيام لأن حاضرنا لا يمنحنا الطمأنينة الكافية على أحلامهم التي تُولد في رحم المجهول، الآن أصبح بإمكان أطفالنا أن يحلموا بأمان وأصبح بإمكاننا أن نشاركهم الحلم بكامل وعينا لا بفائض وهمنا.    

شكراً محمد بن سلمان من القلب... على ذلك الأمل المضيء الذي غرَسْتَه نبتةً خضراء في قلوبنا، فقد كادت شمعة الأمل في أرواحنا أن تُطفأ، وعلى فرحٍ نديّ شهيّ كاد أن يموت بين أيدينا، عشنا زمناً طويلاً نحاول التعايش مع واقعٍ نرفضه ويرفضنا لم تتح لنا فرصة للتصالح معاً، وآن لنا الآن أن نعيد النظر فيه ويعيد النظر فينا، وأن نزيّن شبابيكه التي يمّمت وجهها للشمس بالورد وأغنيات الصباحات البكر، ونسدل على شبابيكه المطلّة على العتمة ستائر مغزولة من روح جملة "أن تبدأ متأخراً خير من ألاّ تبدأ أبداً"!

شكراً على الطموح، فقد كان قبل ظهورك شجرة شيطانية تنمو من العدم وتقاوم التصحّر بمغامرة أشبه بالمستحيلة، لا أرض خصبة لها ولا ماء يسقيها، كان الطموح دمعة يُتْم تجاهلتها المناديل وأهملتها عن سابق إصرار وترصد، رؤيتك يا سمو الأمير لم تغزل المناديل الناعمة لها، ولكن فتحت أبواب السقيا لشجرة الطموح وأوجدت لها تربة صالحة للتماهي مع خضرة الربيع.

شكراً محمد بن سلمان، لقد أعدت لنا وطناً ظننا أنّنا سقطنا من ذاكرته سهواً، وطن لطالما حلمنا به حتى جفّ الحلم وتساقطت أوراقه واحدة تلو الأخرى كشجرة خريف شاخ بها الظمأ، وطن نشعر بأنّنا شركاء فيه، وللجميع الحق في التمتع بجنّته، وطن نتشرّف بعطائنا له ونفخر بعطائه لنا، لقد رسَمَت رؤيتك ملامح جميلة لوجه وطنٍ نحبه ونفتديه.

شكراً محمد بن سلمان، إن رؤية 2030 ليست مجرّد رؤية لمغازلة العواطف، إنها البيان رقم واحد في الثورة التصحيحية الخضراء لمسيرة وطن، لما تضمّنته من شفافية وملامسة لجروح الواقع الموجعة وتشخيصها ووصف العلاج الناجع لها، سبق أن أشرتُ بأنك بصدد بناء الدولة السعودية الرابعة وها أنت تبدأ ذلك بالفعل.

شكراً محمد بن سلمان عليك!

back to top