الأكراد ينتزعون أراضي من النظام السوري بموجب «هدنة القامشلي»

نشر في 25-04-2016 | 00:05
آخر تحديث 25-04-2016 | 00:05
• «فصائل حلب» تستعد لاستئناف القتال

• انتحاري يغتال قائد «أحرار الشام»

• تضارب إيراني بشأن وجود الجيش بسورية
في خطوة جديدة تثبت الأمر الواقع الكردي في شمال سورية، تمكنت «وحدات حماية الشعب» الكردية من الاحتفاظ بأراض في مدينة القامشلي سيطرت عليها خلال الاشتباكات الأخيرة بينها وبين النظام مقابل تبادل الأسرى بين الطرفين وتعهد النظام بعدم توقيف أي كردي أو مسيحي يتعامل مع الإدارة الذاتية الكردية.

أظهرت وثيقة الهدنة التي تمت بين الأكراد والنظام السوري لوقف المعارك التي اندلعت بينهما في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد التي يتقاسمانها، أن قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) التابعة لـ "وحدات حماية الشعب" الكردية، سوف تحتفظ بأراض انتزعتها من القوات الموالية للنظام، على أن يطلق الجانبان سراح أسرى احتجزوا خلال الاشتباكات.

وكان قد تم التوصل الى هدنة يوم الجمعة الماضي أوقفت 3 أيام من المعارك تكبد فيها النظام السوري خسائر كبيرة من بينها مقتل 31 من عناصره وأسر 50 آخرين. وتوصل مسؤولون في النظام والأكراد بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد إلى اتفاق لتثبيت هذه الهدنة التي تعرضت لخروق في مدينة الحسكة المجاورة أمس الأول.

وأكد مصدر أمني من النظام التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع عقد في مطار القامشلي بين ممثلين عن النظام و"وحدات حماية الشعب" الكردية. وأوضح أنه "تم الاتفاق على إبقاء مفعول الهدنة" المعمول بها منذ الجمعة، فضلا عن "تبادل المخطوفين والجرحى المصابين بدءاً من الأحد".

وقال مصدر أمني كردي إن الاتفاق "يتضمن الإفراج عن الأكراد الموقوفين في القامشلي منذ ما قبل عام 2011، وعدم اعتقال أي كردي بسبب التجنيد أو أي سبب آخر، إضافة إلى عدم اعتقال أي عربي أو مسيحي منضم للوحدات أو يعمل لدى الإدارة الذاتية" الكردية.

بدورها، ستسلم قوات الأسد لوائح بالمفقودين لديها للنظر فيها لدى القوات الكردية، وفقا للمصدر.

وأكد المصدر الكردي أن المقاتلين الأكراد لن ينسحبوا من المناطق التي سيطروا عليها خلال الاشتباكات مثل سجن علايا وشوارع ونقاط أخرى تابعة لقوات النظام و"الدفاع الوطني".

كما يتضمن الاتفاق، وفق قوله، "تعويض المتضررين من القصف المدفعي لقوات النظام وعائلات القتلى".

وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 17 قتيلا مدنيا و10 قتلى من المقاتلين الأكراد و31 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق "الأسايش". وأشار المصدر الكردي إلى أن الأكراد طلبوا خلال المباحثات "إعادة النظر في التشكيلات غير الرسمية مثل كتائب البعث وقوات الدفاع الوطني، إن كان في مراكزهم أو مواقعهم".

الهدنة والوضع في حلب

ومع تواصل الغارات التي يقوم بها النظام السوري في حلب على الرغم من قرار وقف الأعمال القتالية، تستعد فصائل حلب المعارضة لاستئناف القتال، بعد أن أعلنت "غرفة عمليات حلب في الجيش السوري الحر" انتهاء المهلة التي منحتها للمجتمع الدولي للضغط على دمشق لوقف الغارات والا ستعتبر الهدنة لاغية.

اغتيال قائد «أحرار الشام»

في غضون ذلك، تأكد مقتل الضابط المنشق عن قوات النظام، ماجد حسين الصادق قائد أركان حركة "أحرار الشام الإسلامية، إضافة إلى 3 مقاتلين من الحركة، وأصيب مقاتلون آخرون بالحركة، جراء هجوم انتحاري نفذه شخص على دراجة استهدف مقرا للحركة في بلدة بنش بريف مدينة إدلب أمس الأول.

إيران

الى ذلك، أكد مساعد قائد القوة البرية للجيش الايراني لشؤون التدريب العميد كمال بيمبري أمس، في تصريح نقلته وكالة "فارس"، أن "الجيش والحرس الثوري يشاركان في المهام الاستشارية في سورية بحكمة وأوامر قائد الثورة الاسلامية"، في اشارة الى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من نفي قائد الجيش الإيراني، الجنرال عطاالله صالحي، مشاركة "اللواء 65" التابع للجيش في المعارك بسورية، مضيفا أن مسؤولية إرسال "قوات عسكرية استشارية" إلى سورية ليس من مهام الجيش، وأن مؤسسة أخرى (الحرس الثوري) ترسل عناصر".

«جنيف 3»  

وتستأنف اليوم الجولة الثالثة من محادثات "جنيف 3" غير المباشرة بين أطراف الأزمة السورية في غياب معظم أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وهو وفد المعارضة الرئيس الذي انسحب مطالبا بضغط دولي على النظام كي يحترم الهدنة ويفك الحصار عن المدن ويبدأ في الإفراج عن المعتقلين.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الدولي الى سورية ستيفان ديميستورا اليوم لقاء جديدا مع وفد النظام السوري سيكون الخامس منذ بداية الجولة الحالية، في حين ستكتفي هيئة المعارضة باجتماعات غير رسمية مع مساعدي ديميستورا.

وتوجد في جنيف عدة وفود هي وفد النظام ووفد "الهيئة العليا" ووفد مجموعة القاهرة -موسكو (المعارضة المدعومة من روسيا) ووفد معارضة الداخل القريبة جدا من النظام والتي ترفض عدة أطراف دولية تصنيفها ضمن المعارضة.

أوياما

في السياق، استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال بلاده قوات برية إلى سورية، مؤكدا أن الجهود العسكرية وحدها لن تحل الأزمة السورية. وقال أوباما لـ "بي بي سي": "من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة الدول الغربية قوات برية (إلى سورية) وتطيح نظام الأسد".

ورأى أوباما أن سورية "في موقف مأساوي ينطوي على كثير من التعقيد"، مضيفا: "لا أعتقد أن هناك أي حلول بسيطة"،  وتابع: "حتى يتسنى لنا حل المشكلات طويلة الأجل في سورية، لابد أن ندرك أن الحل العسكري وحده، وإرسال قوات برية هناك، لن ينهي الأزمة".

وأشار الى أن دحر تنظيم "داعش" لن يكتمل في الأشهر التسعة المتبقية من فترة رئاسته الأخيرة، لكنه أكد أن الولايات المتحدة "تعمل على تحجيم البيئة التي يعمل بها هذا التنظيم".

وحث أوباما المجتمع الدولي على المضي قدما في ممارسة الضغط على جميع الأطراف، بما فيها روسيا وإيران وجماعات المعارضة المعتدلة "حتى يجلسوا على مائدة المفاوضات، ويحاولوا تحديد معالم الفترة الانتقالية"، واصفا تلك العملية بأنها "صعبة".

back to top