{باربي}... تواكب تغيّر الأذواق

نشر في 19-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 19-02-2016 | 00:00
أحاول أن أستوعب هذا الكم الكبير من دمى باربي الجديدة، لكنها محيرة جداً.

رداً على الانتقادات الواسعة التي تعرضت لها شركة {ماتيل} لأن دمية باربي تجسد عموماً فتاة جميلة شقراء نحيلة مع ثديين كبيرين، تقدّم هذه الشركة اليوم دمى باربي {محبِّة للموضة} لها أربعة أشكال جسم، سبعة ألوان بشرة، 22 لون عينين، و24 تصفيفة شعر. ولا عجب في ذلك، بما أن دُمية واحدة من باربي تُباع في العالم كل ثلاث ثوانٍ، حسبما يُفترض.

إذاً، سنحظى اليوم بباربي مؤخرتها كبيرة، باربي صغيرة القد، باربي طويلة شديدة النحول، والنسخة التقليدية التي أدعو باربي مريضة بالنهام العصبي، وتتوافر كلها بألوان مختلفة.

لكن استيعاب كل هذه الدمى محير، مع أن البعض قد يفكرفي أنني سأُسر، بما أنني امرأة ممتلئة الجسم، بإصدار ماتيل أخيراً دمية باربي لا تبدو كمن تعاني اضطراباً غذائياً وخضعت لجراحة تكبير صدر.

تشكل هذه الخطوة محاولة لجعل باربي ملائمة لعالم بدأت فيه الفتيات يخترن لعباً أخرى، فضلاً عن استمالة الأم التي لا تظن أن باربي الكلاسيكية تشكل مثالاً أعلى مناسباً لابنتها.

تظهر في شريط فيديو نشرته ماتيل أخيراً فتاة تلعب مع فريق باربي المتنوع الجديد، وتقول: {من المهم أن تبدو باربي مختلفة، تماماً مثل الناس الحقيقيين حول العالم}.

ولكن عندما كانت الديناصورات تجوب الأرض، لم نرِد أن تشبهنا باربي.

ما كانت عائلاتنا تملك المال، وكنا نعيش كلنا في منازل صغيرة قديمة تضم حماماً واحداً نتسابق إليه.

لكن منزل أحلام باربي كان دوماً كبيراً وفاخراً.

كنا نتنقل في الواقع بسيارة فورد كبيرة عتيقة مع دفاع صدئ من الخلف، إلا أن باربي كانت تتنزه دوماً بسيارة رياضية وردية مكشوفة من الطراز الأحدث.

كذلك اعتدنا إلباس لعبنا أثواباً مميزة لا تمت بأي صلة إلى الأثواب المنزلية الصنع التي كانت أمي تعدها لنا بخبرتها الضئيلة في عالم الخياطة.

بالإضافة إلى ذلك، كنا ندعي أننا نجري جلسات تبرج مع دمى شبان في منزل أحلام باربي أو وراء الستائر في عرض أزياء باربي.

عندما سمعت بأشكال الجسم المختلفة التي اعتمدتها ماتيل لباربي، فكرت في الحال: {ولكن لحظة! ما عاد بإمكان الفتيات تبادل الملابس}. فقد استمتعنا حين كنا صغيرات بتبادل الملابس مع صديقاتنا اللواتي يملكن أيضاً دمية باربي. كذلك، كنا نعد ملابسنا الخاصة من اللباد، القماش، وخيوط الغزل.

لكن محاولة إلباس باربي بمؤخرتها الكبيرة ملابس باربي الصغيرة القد يشكل تحدياً أكبر من بناء مكوك فضائي متوجه إلى المريخ.

قُدمت باربي للعالم أول مرة في مهرجان اللعب الأميركي في شهر مارس عام 1959. وابتكرتها روث هاندلر من مؤسسي شركة ماتيل، بعد أن لاحظت أن ابنتها باربرا تستبدل لعب الأطفال بدمى ورقية تشبه البالغين.

استند تصميم باربي الأول إلى لعبة ألمانية تُدعى ليلي كانت في البداية فتاة  فكاهية ومن ثم تحولت إلى هدية ممتعة للرجال البالغين فحسب لتصبح في النهاية لعبة للأولاد.

ولكن في عام 1959، كنت في الثانية من عمري، ولم أولِ هذه الدمية أهمية كبيرة إلا لاحقاً.

بدأت هاندلر وزوجها يروجان لسلعهما في برنامج {نادي ميكي ماوس} عام 1955. وكانا من أول مَن أدركوا قيمة الإعلانات عبر التلفزيون لبيع شتى المسائل للأولاد.

بحلول عام 1961، كانت باربي تلاقي رواجاً كبيراً. لذلك نشأت ضرورة أن يكون لها صديق. وهكذا وُلد كنت، الذي حمل اسم ابن هاندلر.

لم أهوَ شخصياً كنت بشعره القصير، فقد بدا لي شاباً متعالياً مملاً. لذلك، عندما احتاجت دميتي باربي إلى رفيق، كنت أسرق لعبة أخي G.I. Joe المفتولة العضلات والمصممة بدقة.

أحببت باربي كثيراً، حتى إنني حددتُ، حين قررتُ تبني طفلة، أنني أريد {فتاة تلعب معي بدمى باربي}.

حصلت على أمنيتي هذه عام 2002، مع أن ابنتي كورلي غيرل، التي تبلغ اليوم السابعة عشرة من عمرها، فقدت اهتمامها بهذه الدمية قبلي بوقت طويل. ورغم أنني حاولت أن أشتري لها دمى ملائمة، مثل باربي سائقة سيارة السباق Ashley Force، إلا أن هذه الدمى كانت تنتهي دوماً إلى زاوية ركن يضم الكثير من اللعب المنسية.

تواجه باربي أخيراً صعوبة في الحفاظ على حصتها من السوق.

في الماضي، كانت باربي الدمية المفضلى لدى الفتيات في سن الثالثة إلى التاسعة، إلا أن هذا الهامش تقلص اليوم. فما عادت تستهوي سوى الفتيات بين الثالثة والسادسة، في حين تتجاهلها الفتيات الأكبر سناً، وفق مجلة Fortune، التي أفادت أن مبيعات هذه الدمية تتراجع منذ سنوات. فهل يساهم هذا التنوع الجديد في دمى باربي في تبديل الوضع؟ آمل ذلك، مع أنني لست واثقة تماماً.

back to top