سوء تخطيط أم محاولة لتنشيط السياحة؟

نشر في 15-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 15-02-2016 | 00:00
No Image Caption
• الأقصر تحتضن مهرجانين في أقل من شهر
احتضنت مدينة الأقصر السياحية مهرجان السينما الأوروبية الذي انتهت فعالياته في الأسبوع الأول من فبراير الجاري، وتستقبل في  السابع من مارس مهرجان السينما الإفريقية، وكلا المهرجانين تحت رعاية وزارة الثقافة.

فهل تنظيم مهرجانين في مدينة واحدة وضمن فترة متقاربة يدل على العشوائية  التي تُدار بها الأمور في الوزارة وفي الوسط الفني والثقافي، أم محاولة لإعادة الاعتبار لمحافظة تعاني الاهمال والكساد، مع أنها تزخر بآثار كفيلة بجذب السياح؟

تؤكد الناقدة ماجدة موريس، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، أن الأقصر مدينة سياحية وفيها أكثر من ثلث آثار العالم، ولا بد من أن تحتضن مهرجاناً سينمائيا لدعم السياحة، من خلال الوفود الأجنبية المشاركة في المهرجان الذي يكتسب شهرته من  المدينة السياحية. تضيف: {وجود أكثر من مهرجان في مدينة واحدة أمر طبيعي ولا ينتقص من قدرتنا على تنظيم مهرجانات كبيرة، بدليل أن المغرب فيه أكثر من 45 مهرجاناً فنياً، بالتالي من المنطقي  تنظيم أكثر من مهرجان في المدينة نفسها، المهم أن يكون قوياً ويؤدي الغرض من إقامته.

يعتبر الكاتب سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أن وجود أكثر من مهرجان في مدينة واحدة وفي دولة تحتوي عدداً محدوداً من المهرجانات، منتهى التخبط والعشوائية، محملا المسؤولية إلى  المركز القومي للسينما الذي وافق على إقامة مهرجان السينما الأوروبية في الأقصر، وكان مهرجان السينما الإفريقية  سبقه بدورة واحدة.

 يضيف أن وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي أعد قرارا  لنقل مهرجان السينما الأوروبية إلى مدينة بورسعيد، لأنها أقرب إلى دول أوروبا، ولكن القرار  جُمّد عقب استقالته.

 يتابع  أن المخرج الكبير محمد خان اقترح إلغاء مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية لأن لا مبرر لوجوده،  باعتبار أن مهرجان الإسكندرية خاص بدول البحر المتوسط بما فيها أوروبا، وفي القاهرة بانوراما السينما الأوروبية وهو مهرجان ناجح. من الأفضل، بالنسبة إليه،  نقل المهرجان إلى مكان آخر ثم تطويره بدل ضمه إلى السينما العربية التي تشمل دول شمال إفريقيا وتشارك في السينما الإفريقية، عازياً التخبط والعشوائية إلى عدم اهتمام الدولة بالمهرجانات وبأهميتها السياسية والسياحية.

ترحيب وتعنت

يوضح  الناقد نادر عدلي أن الأزمة تعود إلى أمرين: الأول إرادة الدولة الحقيقية  في الاهتمام بالثقافة والمهرجانات، وهذه الإرادة ما زالت غائبة، فالمهرجانات التي تُقام منذ سنوات لا تلقى دعم الدولة، بالتالي تفشل محاولة إقامة مهرجان جديد بسبب الروتين والبيروقراطية.

الثاني، ترحيب محافظ الأقصر واهتمامه الشخصي بإقامة مهرجان في المدينة، في مقابل تعنت محافظ أسوان إقامة مهرجان السينما الأوروبية بعدما رشحت المدينة لاستضافته بهدف عودة مصر إلى إفريقيا، فانتقل إلى الأقصر.

يضيف: {ما يزيد الأمر دهشة أن مدينة الأقصر التي تستضيف مهرجانين  لا تحتوي  مكاناً مخصصاً لعرض الأفلام، إنما يتمّ  ذلك داخل قاعة أحد الفنادق وقصر ثقافة مدينة الأقصر، ما أثار تحفظ المشاركين في المهرجان خلال دوراته، ومع كل دورة يُصرح المحافظ بنيته إقامة مجمع  دور عرض، كذلك أعلن المحافظ الحالي عزمه بناء دار أوبرا في الأقصر بالتعاون مع دولة الصين، لكن يبقى كل ذلك مجرد كلام لغاية الآن}.

 يتابع: لذا تم اقتراح  تنظيم أسبوع سينمائي في شرم الشيخ على هامش مهرجان الأقصر، إنما محافظ جنوب سيناء رفض، وطالب أن يكون ثمة مهرجان مستقل خاص بشرم الشيخ،  وعندما تقدمت إحدى الجمعيات بطلب لتنظيم المهرجان رُفض، الأمر نفسه عندما قُدّم طلب بتنظيم مهرجان في الغردقة، لا تهتم الدولة بالثقافة والفنون وبالتالي لايهتم أي مسؤول أو محافظ بها}.

يرى الناقد طارق الشناوي أن ما حدث دليل جديد على العشوائية التي نعيش فيها وعدم اهتمام الدولة بالثقافة والفنون،  يقول: {وجود هذين المهرجانين في الأقصر ليس وليد الآن، لكنه مستمر من أربع سنوات، وطالبنا بضرورة خروج أحدهما إلى مكان آخر ولكنّ أحداً  لم يستجب}.

يضيف: {المهمة الأولى للجنة المهرجانات التابعة للمجلس الأعلى للثقافة هي التنسيق بين المهرجانات وتحديد المكان والموعد المناسبين لها، ومع ذلك لم تلحظ وجود مهرجانين بمدينة الأقصر  لغاية الآن}.

يتابع أن مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية أدخل بانوراما السينما العربية ضمن أنشطته، ما يعني دخول أعمال من دول شمال إفريقيا فيها شاركت في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وكأننا نتنافس في ما بيننا، منتهى العشوائية وعدم التخطيط.

من جهته  يلفت الناقد وليد سيف، إلى أن ما يحدث  يدل على عدم الاهتمام بإقامة مهرجانات قوية في مصر، لأن الدولة ترى أن الفن والثقافة أمران  ثانويان قد تهتم بهما لاحقاً، وكل ما تعرفه عن أي مهرجان هو الدعم الذي تقدّمه لإدارته ثم تبتعد حتى لا تتحمل عبء حل مشاكله.

 يضيف: {كان يجب على لجنة المهرجانات التابعة للدولة ممثلة بالمجلس الأعلى للثقافة تدارك الأمر ونقل أحدهما إلى مكان آخر، ليس مقبولا ألا تحتضن مصر بحجمها وتاريخها الفني والثقافي  مهرجانات قوية لا سيما عربية، وكل ما لدينا أربعة  مهرجانات مشاكلها لا تنتهي}. يتابع: {في هذه الدورة من مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، غاب ممثلون مصريون وعرب لانشغالهم في تصوير أعمالهم الدرامية لموسم رمضان، فيما غاب ممثلون أجانب لأن موازنة المهرجان لا تسمح باستقدام نجوم عالميين، فضلا عن أن التقنية في قصر الثقافة الذي تُعرض فيه أفلام المهرجان قديمة ولا تناسب الأفلام المشاركة!! إذن لماذا نُقيم مهرجانات إذا كنا لا نعرف كيف تُدار الأمور، ولا نهتم بحل أي مشكلة تطرأ؟}.

back to top