«كامكو»: أسعار النفط ستشهد المزيد من الضغط على المدى القريب

نشر في 15-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 15-02-2016 | 00:01
ارتفاع الأسعار ردة فعل لأنباء عن بوادر تنسيق بين «أوبك» ومنتجين خارجها

توقعت «كامكو» أن تشهد أسعار النفط المزيد من الضغط على المدى القريب، إذ أفادت التقارير بأن العراق يقوم بضخ النفط بمستويات قياسية، وأن إيران تخطط لزيادة إنتاجها، في حين تعمل السعودية على زيادة عمليات شحن صادرات النفط.
واصلت أسعار النفط انخفاضها خلال يناير الماضي بسبب استمرار المخاوف من زيادة المعروض من الإمدادات النفطية. وإضافة إلى ذلك، أثرت توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي على أسعار النفط، لينخفض المعدل الشهري لسعر خام أوبك إلى ما دون 30 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ مارس 2004.

ومن جهة الطلب، أدت البداية المعتدلة للغاية لفصل الشتاء في أميركا الشمالية إلى انخفاض الطلب الموسمي على زيت التدفئة، في حين ساعد سوء الأحوال الجوية المؤقت في الساحل الشرقي للولايات المتحدة وقارة أوروبا على الحد من تراجع الأسعار قليلا.

وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، كانت أسعار النفط قد انخفضت أكثر من نسبة 13 في المئة حتى 11 فبراير، بعد أن أشارت التقارير إلى وجود فائض كبير في عام 2016، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة أكثر من 12 في المئة في اليوم التالي، بعدما نقلت "وول ستريت جورنال" عن وزير الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة قوله ان أعضاء "أوبك" على استعداد للتعاون بشأن خفض الانتاج شريطة وجود تعاون تام حتى من المنتجين خارج أوبك. ومع ذلك، وصف المحللون ارتفاع الأسعار بأنها مجرد ردة فعل كما تم رؤيته في الفترة السابقة.

أرقام مخيفة

كان الانخفاض في أسعار النفط حادا خلال النصف الأول من يناير، عندما انخفض سعر نفط خام أوبك بنسبة قاربت 28 في المئة، ليصل الى 22.48 دولارا، متأثرا بصدور أرقام مخيبة للآمال بشأن قطاع الصناعات التحويلية في الصين، وإعلان صندوق النقد الدولي المتعلق بتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي العالمي. ولكن الأسعار بدأت في الارتفاع عقب سريان تكهنات حول احتمال انعقاد اجتماع بين منظمة أوبك وروسيا لمناقشة الإنتاج النفطي.

وتبددت هذه التكهنات حينما نفى وزير النفط الروسي ما تردد عن تحديد موعد لانعقاد هذه المباحثات، مصرحا بأن إجراء أي تخفيض في الإنتاج النفطي سيكون محتملا فقط إذا اتفقت عليه جميع الدول المصدرة للنفط.   

اجتماع إيجابي

من ناحية أخرى، أفاد التقرير بأن نتائج الاجتماع بين فنزويلا، التي تدعو إلى بذل جهود للحد من انخفاض أسعار النفط، والسعودية كانت إيجابية، رغم أنه لم يتم الإعلان عن أي خطط فعلية لخفض الإنتاج النفطي. ولم تظهر بين الدول الكبرى المنتجة للنفط سوى بوادر ضئيلة لتنسيق أي تعاون من أجل خفض الإنتاج النفطي.

الى ذلك، تلقت أسعار النفط المزيد من الدعم، عندما ذكرت شركة شلمبرغير في تقرير أرباحها السنوي أنها تتوقع تقلص ميزان العرض والطلب في المدى المتوسط.  

في غضون ذلك، أفادت وكالة الطاقة الدولية بأن الدول المنتجة للنفط، وعلى رأسها العراق والسعودية وإيران استمرت في ضخ النفط بوتيرة قياسية خلال يناير. من ناحية أخرى، انخفضت الإمدادات النفطية من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك بوتيرة أسرع، مما أدى إلى موازنة الارتفاع في إنتاج دول المنظمة.

وحذرت الوكالة من أن عام 2016 سيشهد ارتفاعا في المعروض من الإمدادات النفطية والمخزون النفطي، حيث إن إنتاج النفط الصخري الأميركي سيستغرق بعض الوقت لكي يتراجع على نحو كبير ويؤثر على حالة العرض والطلب عموما.  

وسجل المتوسط الشهري لسعر خام أوبك تراجعا حادا بلغت نسبته 21.2 في المئة، ليصل إلى 26.5 دولارا للبرميل خلال يناير الماضي، وهو أدنى معدل شهري تم تسجيله منذ سبتمبر 2003.

إضافة إلى ذلك، بدأت المكاسب الأولية المحققة في الأسبوع الأول من فبراير تتراجع، حيث أفادت منظمة أوبك في تقريرها الشهري بأن حجم المعروض النفطي سيتجاوز حجم الطلب بهامش كبير خلال عام 2016، مقارنة بتوقعاتها السابقة.

وتوقع التقرير أن تشهد أسعار النفط المزيد من الضغط على المدى القريب، إذ أفادت التقارير بأن العراق تقوم بضخ النفط بمستويات قياسية، وأن إيران تخطط لزيادة إنتاجها، في حين تعمل السعودية على زيادة عمليات شحن صادرات النفط.

وإضافة إلى ذلك، فإن لجوء المستثمرين إلى مضاربات أكثر أمانا وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي من شأنه أن يدفع سعر الدولار إلى المزيد من الارتفاع، مما سيجعل المدفوعات النفطية أكثر كلفة في نهاية المطاف.

وأبقت منظمة الأوبك على توقعاتها لنمو إجمالي الطلب العالمي على النفط لعام 2015 دون تغيير، مقارنة بمستواه في الشهر الماضي، حيث توقعت أن يبلغ 1.54 مليون برميل يوميا ليصل إلى 92.96 مليون برميل يوميا، على الرغم من إجراء بعض التعديلات على توقعاتها لبعض المناطق. وتعتبر تقديرات نمو الطلب لعام 2015 بأكمله أقل بدرجة طفيفة عن تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي ثبتت الرقم عند 1.6 مليون برميل يوميا لعام 2015.

نمو الطلب

ومن ناحية نمو الطلب على أساس ربع سنوي، كانت الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المساهم الأساسي في النمو مقارنة بالدول الأعضاء التي شهدت اتجاها سلبيا خلال الفصول الأربعة من عام 2015. ويتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2016، حيث تشكل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الجزء الأكبر من النمو الربع السنوي للطلب على النفط. وقد راجعت منظمة الأوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط وخفضته بواقع 10 الآف برميل يوميا ليصل إلى 1.25 مليون برميل يوميا، وبناء على ذلك يتوقع أن يصل معدل نمو الطلب السنوي العالمي إلى 94.21 مليون برميل يوميا لعام 2016. من ناحية أخرى، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تكون وتيرة نمو الطلب في عام 2016 أبطأ لتبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، ويعود هذا بصفة أساسية إلى التباطؤ الاقتصادي في أوروبا والصين والولايات المتحدة، كما يعكس هذا التراجع بدرجة كبيرة تباطؤ النشاط الاقتصادي في أميركا اللاتينية بصفة خاصة.

ويوضح التقرير أنه تمت مراجعة توقعات نمو العرض على النفط لعام 2015 من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك، بزيادة إضافية قدرها 0.12 مليون برميل يوميا، مقارنة مع توقعات الشهر السابق، حيث يتوقع حاليا أن ينمو العرض بواقع 1.32 مليون برميل يوميا ليصل إلى 56.99 مليون برميل يوميا. ومقارنة بالتوقعات الواردة في تقرير الشهر السابق، تعكس هذه الزيادة بصفة أساسية الى ارتفاع المعروض النفطي من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والدول النامية، ودول الاتحاد السوفيتي السابق.

المعروض النفطي

ومن المتوقع أن يتراجع المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك بمعدل 0.7 مليون برميل يوميا، ليصل إلى 56.28 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 70 ألف برميل يوميا، مقارنة بالتوقعات الواردة في تقرير الشهر السابق.

وتعكس تلك الزيادة بصفة أساسية لنمو المعروض النفطي من دول الأميركتين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع 40 ألف برميل يوميا إضافة إلى نحو 20 ألف برميل يوميا من كل من دول إفريقيا والاتحاد السوفيتي السابق.

كما تشير توقعات تراجع المعروض النفطي في عام 2016 أساسا إلى قيام شركات النفط بخفض مستوى الإنفاق الرأسمالي المقدر لعام 2016، والتراجع الحاد في عدد الحفارات العاملة في حقول الولايات المتحدة وكندا، وكذلك التراجع الحاد في الحقول العالمية المعدلة أو المعاد هيكلتها.

ووفقا لمنظمة الأوبك، خفضت شركات النفط استثماراتها، كما أجلت تنفيذ مشروعات كبرى مهمة إلى أن تستقر أسعار النفط.

تشير بيانات وكالة بلومبرغ إلى أن الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في منظمة الأوبك قد ارتفع بمعدل هامشي بلغ 48 ألف برميل يوميا خلال يناير الماضي، ليصل إلى 33.1 مليون برميل يوميا. وتعكس هذه الزيادة بصفة أساسية نمو الإنتاج بمعدل 109 ألف برميل يوميا في نيجيريا، و100 ألف برميل يوميا في الكويت، و60 ألف برميل يوميا في إيران، والتي قابلها جزئيا تراجع الإنتاج بمعدل 108 ألف برميل يوميا في أنجولا، و70 ألف برميل يوميا في العراق وانخفاضه بمعدلات هامشية في السعودية وقطر.

أما على الجانب الإيجابي، فذكرت وكالة الطاقة الدولية أن المعروض العالمي من النفط انخفض بمعدل 0.2 مليون برميل يوميا، وبلغ 96.5 مليون برميل يوميا خلال يناير 2016، حيث إن ارتفاع المعروض من دول "الأوبك" لا يمكنه أن يوازن انخفاض الانتاج النفطي للدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة إلا على نحو جزئي.

back to top