آينشتاين... يفتح نافذة جديدة على الكون وألغازه

نشر في 13-02-2016 | 00:05
آخر تحديث 13-02-2016 | 00:05
No Image Caption
جهود دولية علمية منذ نصف قرن أدت إلى اكتشاف موجات الجاذبية
في عملية هي الأولى من نوعها، رصد علماء بشكل مباشر موجات الجاذبية، في اختراق بارز في مجال الفيزياء يفتح نافذة جديدة على الكون وألغازه.

وأعلن هذا الاكتشاف في مؤتمر صحافي عُقد في واشنطن الليلة قبل الماضية، وهو يؤكد ما تنبأ به ألبرت آينشتاين في نظرية النسبية العامة التي عرضها قبل قرن من الزمن.

وقال ديفيد ريتزي عالم الفيزياء من جامعة "كاليفورنيا إنستيتوت أوف تكنولوجي" (كالتيك) ومدير مرصد ليغو (ليزر إنترفيروميتر غرافيتايشنل- ويف أوبزرفاتوري)، الذي سمح بهذا الاكتشاف: "نجحنا في رصد موجات جاذبية"، وأتت عملية الرصد في 14 سبتمبر الماضي، بعد جهود استمرت خمسين عاماً".

وأوضحت غابرييلا غونزاليس، الناطقة باسم فريق ليغو وأستاذة الفيزياء الفلكية في جامعة "لويزيانا ستايت يونيفيرستي": أن "عملية الرصد هذه تبشر بحقبة جديدة، هي علم فلك موجات الجاذبية، التي باتت الآن حقيقة".

وأضاف كيب ثورن أستاذ الفيزياء النظرية في كالتيك: "مع هذا الاكتشاف تنطلق البشرية في سعي رائع لاستكشاف أماكن أبعد في الكون. ويشكل اصطدام بين ثقبين أسودين وموجات الجاذبية أول مثالين رائعين لنا عن هذه المغامرة الجديدة".

وقالت فرانس كوردوفا، مديرة مؤسسة "ناشونال ساينس فاونديشن"، التي تمول مختبر ليغو، إن هذا الرصد "يشكل ولادة مجال جديد بالكامل في الفيزياء الفلكية، مقارنة بالمرحلة التي وجَّه فيها غاليليو للمرة الأولى تلسكوباً إلى السماء" في القرن السابع عشر.

ويعمل العلماء في مرصد ليغو بتعاون وثيق مع فرق باحثين من دول عدة أخرى، من بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وقبل مئة عام، توصل آينشتاين إلى أن جاذبية المادة تؤدي إلى تشوه فيما سماه "الزمكان"، أي الكون بأبعاده الأربعة؛ الطول والعرض والعمق والزمان.

وشبه آينشتاين هذا التشوه، بذلك الذي تسببه قطعة حجرية تلقى في الماء، فتولد تموجات فيها، وأثبت أن وجود الأجرام يؤدي إلى تموجات يمكن التقاطها.

وتنجم موجات الجاذبية عن اضطرابات طفيفة يتعرض لها "الزمكان" تحت تأثير تحرك جسم ذي كتلة كبيرة، وهي تنتشر بسرعة الضوء، ولا يمكن لشيء أن يوقفها.

واعتبر عالم الفيزياء بونوا مورس، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن هذا الاختراق "تاريخي، ويثبت مباشرة توقعات نظرية النسبية العامة".

وفي إطار هذا الاكتشاف، قال علماء الفيزياء إن موجات الجاذبية التي رصدت في سبتمبر تشكلت خلال الجزء الأخير من الثانية، قبل انصهار ثقبين أسودين، وهي أجسام كثيفة جداً لا تزال تشكل لغزاً للعلماء.

وكان آينشتاين توقع احتمال حصول اصطدام بين أجسام كهذه، لكن هذه الظاهرة النادرة جداً لم تكن رصدت مباشرة بعد.

وتفيد نظرية النسبية بأن ثقبين أسودين يدوران في فلك بعضهما بعضاً يفقدان من طاقتهما وينتجان موجات جاذبية. ورصدت هذه الموجات في 14 سبتمبر 2015 عند الساعة 16:51 بتوقيت غرينتش بالتحديد، على ما أوضح ديفيد ريتزي، قائلاً: "لم يكن يسعني التصديق. كان الأمر رائعاً".

وسمح تحليل البيانات بالقول إن الثقبين الأسودين انصهرا قبل 1.3 مليار سنة. وكانت كتلتهما 29 مرة و36 مرة أكبر من كتلة شمسنا، فيما قطرهما 150 كيلومتراً فقط.

وقال عالم الفيزياء الفلكية ديفيد شومايكر، المسؤول عن ليغو في جامعة "إم آي تي": "التطبيقات الأولى التي نراها في هذا المجال تتعلق بالثقوب السوداء، لأنها لا تبث النور، وما كنا لنراها لولا موجات الجاذبية"، مضيفاً: "يمكن لموجات الجاذبية تالياً أن تساعد في تفسير تشكل مجرات".

وأكد مدير مختبر فيزياء الجاذبية الفلكية في مركز غودار التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تاك ستيبينز، أن "الجاذبية هي القوة التي تتحكم في الكون، ويسمح لنا التمكن من رؤية إشعاعاتها بمراقبة أكثر الظواهر قوة في الكون".

(أ ف ب)

back to top