لا توافق سعودي - روسي للحد من إنتاج النفط

نشر في 13-02-2016 | 00:04
آخر تحديث 13-02-2016 | 00:04
No Image Caption
تراجع الرياض يمثل طوق نجاة لمنتجي الزيت الصخري

يتطلب التوافق السعودي- الروسي أكثر من مجرد حسابات اقتصادية. ذلك أن بوتين يدعم نظيره الأسد، في حين تدعم السعودية ثواراً يسعون إلى إطاحته، وإذا خفضت السعودية إنتاجها فإنها ستوفر فرصة لإيران- حليفة الأسد.
اهتم معظم محللي وتجار النفط بإعلان وزير الطاقة الروسي في 28 يناير الماضي عن رغبة الكرملين في بحث موضوع الحد من انتاج النفط مع منظمة "أوبك".

وعلى أي حال فإن خفض الإمدادات يساعد على تحسين الأسعار المتردية للخام، والتي تلحق الضرر بكل القوى النفطية الرئيسية، وعلى الرغم من ذلك لم يفاجأ أحد عندما رفضت السعودية انتهاز هذه الفرصة للاجتماع مع الروس. وقد أصرت السعودية على أن "أوبك" لن تخفض انتاجها ما لم تقدم الدول الرئيسية الاخرى المصدرة مثل روسيا، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض انتاجها أيضاً.

 ويقول المحلل لدى سيتي غروب سث كلينمان إن "روسيا لا تتمتع بأي مصداقية لدى منظمة أوبك ومع السعودية بصورة خاصة"، بعد أن وعدت بخفض انتاجها خلال أزمات سابقة ولم تنفذ وعدها.

وكانت روسيا وعدت بالحد من انتاجها عندما تراجعت أسعار النفط في سنة 2001، ولكنها بدلاً من ذلك زادت من صادراتها من الخام فيما قامت السعودية بخفض انتاجها. وفعلت روسيا الشيء ذاته في سنة 2008 وتركت منظمة أوبك تتحمل أعباء خفض الإنتاج.

الجانب السياسي

التوافق السعودي- الروسي يتطلب أيضاً أكثر من مجرد حسابات اقتصادية. ذلك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم نظيره السوري بشار الأسد فيما تدعم السعودية ثوارا يسعون الى الإطاحة به. وإذا خفضت السعودية انتاجها فإنها ستوفر فرصة لإيران- حليفة الأسد، كما أن طهران زادت من صادراتها من الخام بعد رفع العقوبات عنها في الشهر الماضي.

ويقول كلينمان إن هذا يطرح السؤال حول ما اذا كان هذا العمل يمثل محاولة يائسة لرفع سعر النفط.

وبحسب تقديرات "غولدمان ساكس" فإن خفض الإنتاج الآن وتحسن الأسعار يعني أن السعودية تساعد منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة في الوقت الذي بدأت فيه استراتيجية السعودية الهادفة الى إخراجهم من السوق من خلال إبقاء الأسعار متدنية تحقق نجاحاً، بحسب جيف كاري من "غولدمان ساكس".

وسيتعثر الزيت الصخري إذا واصلت السعودية سياستها، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك سيهبط هذه السنة بأعلى درجة منذ سنة 1992.

ويشير كلينمان الى أن عقد مؤتمر فعلي قد لا يكون الجانب المهم بعد الآن.

وكانت روسيا تقول على الدوام إنها لا تستطيع خفض انتاجها لأسباب فنية، لأن اعادة تشغيل آبار النفط أكثر صعوبة في سيبيريا مما هو في الصحراء العربية.

وتفضل شركات النفط الروسية ابقاء الضخ عند طاقة تامة، كما أن الشركات المدرجة في روسيا أقل رغبة في خفض الإمداد من الشركات المملوكة للدولة في الخليج العربي.

والسؤال هو لماذا طرحت فكرة التقارب؟ الإعلان الروسي، إضافة الى اشاعات بين التجار حول ما يدعوه كلينمان "اتفاقية ملفقة" بين روسيا والسعودية رفع أسعار النفط 20 في المئة من مستوياتها المتدنية في أواخر شهر يناير.

من جهة أخرى، تستمر فنزويلا العضو في "أوبك" في الضغط لخفض الإنتاج، وقال تقرير لها في الثالث من هذا الشهر إن 6 دول أعضاء في المنظمة، بما فيها إيران، إضافة الى دولتين من خارجها، بما فيها روسيا، وافقت على عقد اجتماع في وقت متأخر من هذا الشهر، ولكن من دون دعم السعودية لا يحتمل أن تتوصل تلك الدول الى اتفاق على أي شيء ذي معنى.

back to top