موسكو «تميّع» وقف النار بسورية وتمضي بـ «هجوم حلب»

نشر في 12-02-2016 | 00:05
آخر تحديث 12-02-2016 | 00:05
الرياض تعرض «خطتها البرية» وتقترح المشاركة في الغارات... وأنقرة ستتدخل بالوقت المناسب
أرسلت روسيا، أمس، إشارات متضاربة بشأن وقف إطلاق النار في وسورية، في خطوة قال مراقبون إن هدفها إضاعة الوقت، على أمل تحقيق تقدم ميداني في حلب.

يبدو أن روسيا قررت المضي في إضاعة الوقت، على أمل تحقيق تقدم ميداني لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد، مستفيدة من سياسة غض الطرف التي تعتمدها واشنطن حبا للتدخل الروسي العسكري في سورية.  

في هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في مستهل لقائه نظيره الاميركي جون كيري أن روسيا قدمت عرضا «ملموسا» لوقف إطلاق النار في سورية، وتنتظر ردا اميركيا.

وقال لافروف في مستهل هذا الاجتماع الثنائي في ميونيخ، والذي سبق اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» (مجموعة فيينا) التي تضم 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الطرف، «قدمنا اقتراحات ملموسة جدا حول وقف لإطلاق النار»، وأضاف: «ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سورية».

وسبق هذا الإعلان من لافروف، إعلان الرئاسة الروسية أن الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية «سابق لأوانه». ودعا المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف الى وقف المضاربات الإعلامية، مؤكداً أن «العملية التفاوضية مازالت هشة، ومن المبكر الحديث حول اتفاق لوقف إطلاق النار».

وقبل انعقاد اجتماع ميونيخ، الذي شارك فيه خصوصا وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيريه السعودي عادل الجبير، والإيراني محمد جواد ظريف، التقى الوزيران الأميركي والسعودي مع وفد المعارضة السورية، الذي أكد للوزير الأميركي أنه لن يعود الى مفاوضات «جنيف 3»، إلا بتحسن ميداني واضح، من خلال الضغط على موسكو لوقف قصفها على حلب، وإعلان وقف لإطلاق النار وايصال مساعدات انسانية للمحاصرين.

الرياض واجتماع بروكسل

جاء ذلك، في وقت أعلنت واشنطن أن السعودية عرضت توسيع مشاركتها الجوية في غارات التحالف ضد «داعش»، في حين جدد مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري، من بروكسل تأكيده ان الرياض مستعدة للمشاركة في أي عمل بري ضد «داعش» في سورية، وأن قرارها نهائي بهذا الشأن.

والتقى وزراء دفاع التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، أمس، في بروكسل لبحث كيفية تصعيد الحرب على «داعش.

وشارك في الاجتماع وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الذي عرض، وفق مصادر، تصورا سعوديا لعلمية عسكرية برية ضد «داعش». وكان وزراء حلف شمال الأطلسي أعلنوا أمس في ختام اجتماعهم في بروكسل الذي استمر يومين استعداد الحلف لدعم أي عملية ضد «داعش»، شرط ألا يشارك في قتال بري.  

وقال متحدث باسم وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، أمس، عقب محادثات ثنائية بين كارتر ومحمد بن سلمان إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم «داعش» ويشمل ذلك عرضا بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية.  وقال كارتر قبل الاجتماع إن وزراء دفاع الحلف سيناقشون «خطة هزيمة داعش أولا وقبل كل شيء في سورية والعراق، لأن هذا هو المكان الذي نشأ فيه السرطان».

الوضع الميداني

ميدانياً، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث خاض الطرفان، أمس، اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتسيطر الفصائل الاسلامية والمقاتلة منذ عام 2012 على تل رفعت التي تبعد مسافة 20 كيلومترا عن الحدود التركية. وتعد تل رفعت أبرز معاقلها في ريف حلب الشمالي، الى جانب مارع وأعزاز.

وتعرضت تل رفعت، أمس، لغارات جوية شنتها الطائرات الروسية التي تنفذ حملة جوية في سورية مساندة لقوات النظام منذ نهاية سبتمبر.

وتسعى قوات النظام للتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت، ومن ثم اعزاز في محاولة «للوصول الى الحدود التركية، ومنع أي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا». في المقابل، بات مقاتلو «وحدات حماية الشعب «الكردية و»جيش الثوار» (عربي) غداة سيطرتهم على مطار منغ العسكري في حلب موجودين على الطريق الذي يصل بين تل رفعت واعزاز، وبالتالي هم قادرون على قطعه في أي لحظة. وتمكن المقاتلون الأكراد والفصائل العربية المتحالفة معهم من السيطرة ليل الأربعاء ـ الخميس على مدينة منغ ومطارها العسكري، ودارت اشتباكات بينهم وبين الفصائل المعارضة في محيط قرية كفرانطوان المحاذية لقرية العلقمية القريبة من المطار، وسط تقدم للأكراد وسيطرتهم على نقاط عدة في المنطقة.

في سياق آخر، أفاد المرصد بأن طائرات شحن روسية ألقت مساعدات غذائية فوق الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور بشرق البلاد والمحاصرة من تنظيم «داعش».

في سياق آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن طائرتين أميركيتين قصفتا مدينة حلب السورية أمس الأول، وإن الطائرات الروسية لم تكن تعمل في المنطقة، وذلك ردا على اتهام وزارة الدفاع الأميركية القوات الروسية والقوات الحكومية السورية، أمس الأول، بتدمير المستشفيين الرئيسيين في حلب بضربات جوية.

لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قال، في بيان، «لم يحلق فوق المدينة أمس سوى طيران من التحالف المناهض لداعش»، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للدول التي تحارب تنظيم «داعش».  وتابع: «في الساعة 13:55 بتوقيت موسكو دخلت طائرتان من القوات الجوية الأميركية من طراز إيه-10 المجال الجوي السوري من الأراضي التركية ووصلتا حلب عن طريق أقرب الطرق المباشرة ثم نفذتا ضربات ضد أهداف في المدينة»، وأضاف أن الضربات الروسية في ذلك اليوم كانت على بعد 20 كيلومترا على الأقل من المدينة.

وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، أمس، إن الجيش الأميركي لم ينفذ أي ضربات جوية أمس الأول في مدينة حلب أو حولها، وقال إن أي مزاعم بخلاف ذلك «مختلقة».

إردوغان

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة أمام منتدى اقتصادي أمس، إن تركيا ستتحلى بالصبر إزاء الأزمة في سورية حتى مرحلة ما ثم ستضطر للتحرك. وأشار إردوغان أيضا إلى أن قوات مدعومة من إيران في سورية تنفذ «مذابح شرسة»، وإنه يتعين على الأمم المتحدة أن تبذل مزيدا من الجهد لمنع «تطهير عرقي» في البلاد. وندد بشدة بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين الذين هربوا إثر معركة حلب، مهددا بإرسالهم الى دول أخرى.

بدروه، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا فولكان بوزكير إن نحو 50 ألف لاجئ سوري يتحركون صوب الحدود التركية، وإن هذا العدد قد يصل إلى 1.5 مليون إذا تم قصف حلب بالكامل..

«التحالف الإسلامي» يجتمع الشهر المقبل في الرياض

أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس، استضافتها اجتماع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في شهر مارس المقبل.

وكانت السعودية أعلنت في ديسمبر الماضي، تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمكافحة الإرهاب، على أن يتم في الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات اللازمة لذلك، ويضم التحالف 34 دولة بقيادة السعودية، منها 17 دولة عربية.

(عواصم ـ وكالات)

back to top