إيران «المنتشية» تحتفل بذكرى الثورة وتبقي «الموت لأميركا»

نشر في 12-02-2016 | 00:02
آخر تحديث 12-02-2016 | 00:02
● استعراض صاروخ «عماد» الباليستي
● سليماني يظهر
● رفسنجاني ينتقد طعن الخميني بظهره
احتفلت إيران المنتشية بتطبيق الاتفاق النووي مع القوى الكبرى بالذكرى الـ37 للثورة بمسيرات حاشدة استعرضت خلالها صاروخاً باليستياً جديداً، ولم تغب عنها شعارات "الموت لأميركا" وأظهرت بعض صورها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، في حين انتقد الرئيس الأسبق هاشمي أكبر رفسنجاني إقصاء حفيد الخميني من الانتخابات البرلمانية.

بينما تزهو إيران ببدء تطبيق الاتفاق النووي وتسعى إلى انتعاشة اقتصادية بالانفتاح على أوروبا، خرجت تظاهرات ضخمة وسط طهران والمدن الكبرى، أمس، لإحياء الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية تخللتها هتافات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، في حين أعاد آخرون تمثيل وقائع احتجاز طهران للبحارة الأميركيين في منتصف يناير الماضي بمياه الخليج.

وتأتي المسيرات الاحتفالية الحاشدة بعد شهر على رفع العقوبات الدولية عن طهران وقبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية الحاسمة للرئيس حسن روحاني، الذي يأمل الحصول على غالبية من النواب المؤيدين لسياسة الانفتاح التي يعتمدها والإصلاحات في مجلس الشورى الذي يهيمن عليه حالياً المحافظون.

وفي العاصمة، تدفق مئات آلاف الأشخاص من عشر نقاط مختلفة إلى ساحة أزادي (الحرية) حيث ألقى روحاني خطاباً بالمناسبة التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في فبراير 1979.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي دعا في الأيام الماضية الشعب إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات لإثبات اللحمة الوطنية ووحدة البلاد.

فوبيا إيران

بدوره، قال روحاني أمام الحشود، إن "تمكنا من إحباط مشروع التخویف من إیران، واستطعنا أن نثبت للعالم أن الشعب الإیراني منطقي، وداعیة للتعایش السلمي إلی جانب سائر الدول الصدیقة في المنطقة، وأن المزاعم التی تتهم ایران بتهدید الأمن والسلام العالمي لا أساس لها في الواقع".

وطالب روحاني في كلمته بـ"تجديد لغة الثورة" معتبراً أن "تصويتنا (بالانتخابات البرلمانية) سيكون أمل وحكمة والدفاع عن حقوق الشعب وإعمار البلاد على أساس الحوار".

وأشار الرئیس إلی الاتفاق النووي بین إیران والقوى الكبرى، وقال: "من خلال انتصار الشعب في الاتفاق النووي أدرك العالم أجمع أن هذا الشعب العظیم لا یقاتل ویدافع في المیدان فقط، بل بإمكانه الوقوف أمام القوی العالمیة ویرغمها علی الهزیمة والتراجع"، مضيفاً أن "القوى العالمية اعترفت بأخطائها التي ارتكبتها خلال الـ37 عاماً الماضية" وترغب بإقامة علاقات جيدة مع بلاده.

سليماني في المشهد

وبعد اختفائه عن الساحة، وتقارير عن إصابته أو مقتله، ظهر قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري"، اللواء قاسم سليماني بالصورة مشاركاً في مسيرات ذكرى الثورة.

ولم تذكر وكالة "فارس" التي وزعت صوراً لسليماني خلال مشاركته في إحدى المسيرات مكان التقاط الصورة.

صاروخ عماد

وعرض صاروخ "عماد" الباليستي ومراحل تصنيعه في مسار مرور المشاركين في مسيرات الثورة.

وفي أكتوبر الماضي، أجرت إيران تجربة "ناجحة" على هذا الصاروخ الجديد، الذي يمكن توجيهه عن بعد بحسب طهران ويبلغ مداه 1700 كلم.

وفد حمساوي

في السياق، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أمس الأول، أن وفداً من حركة "حماس" الفلسطينية، وصفته بأنه "رفيع المستوى" يترأسه أبوعمر محمد ناصر عضو المكتب السياسي للحركة، وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في احتفالات "ذكرى انتصار الثورة الإيرانية".

وزير الأمن

من جهته، أكد وزير الأمن الإيراني، محمود علوي، أن "مؤشراً أمنياً فريداً يسود في إيران، فيما المؤشر الأمني ينخفض في دول الجوار وتصل إلى الأسماع أصوات التفجيرات في الكويت والعراق وسورية ولبنان وأفغانستان وحتى باريس في فرنسا، إلا في نظامنا فلا تسمع أصوات التفجيرات".

وقال علوي، إن "الثورة الإيرانية لا يمكن مواجهتها لأنها انتصرت بقيادة مرجع ديني"، مضيفاً "في الثورات الأخرى، تقوم القوات النظامية والجيش بقتل الشعب، إلا أن الإمام الخميني لم يكن يعتبر القوات المسلحة جزءاً من نظام الشاه، وإنما من صميم الشعب، لذلك لم يضع أي استراتيجية لمواجهتها".

طعنة الخميني

على صعيد آخر، رفض المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، نجاة إبراهيميان، التعليق على قضية استبعاد حفيد المرشد الراحل للثورة الخميني من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال إن "المرشحين الذين تم رفضهم في الجولة الأولى لم يمنحوا الفرصة للطعن، ولم يشكل المجلس جلسة خاصة للبت بطعونهم".

وأكد إبراهيميان، أن مجلس صيانة الدستور نفسه لا يعلم كيفية اختيار المرشحين لخوض انتخابات مجلس الخبراء، مما يبين مدى هيمنة المرشد الأعلى علي خامنئي على الهيئة الرقابية وتصفية المرشحين المنافسين.

وأثار إقصاء حسن الخميني من الانتخابات جدلاً واسعاً داخل إيران، خصوصاً بعدما انتقد الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الأجهزة المقربة من المرشد، التي منعت ترشيح حفيد مؤسس النظام وقال إنها "طعنة من الظهر في بيت آية الله الخميني".

وتعرض رفسنجاني إلى هجوم شديد من قبل المتشددين وصلت إلى حد تهديده بالسجن، وتم رفع دعوى قضائية ضده من قبل طلبة الحوزة في محكمة رجال الدين.

كما هدده بعض مسؤولي النظام والحرس الثوري بمصير آية الله منتظري الذي كان خليفة الخميني ومات بعد عقدين من الإقامة الجبرية في منزله.

(طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ، فارس، العالم، ارنا)

back to top