4 وسائل للرجوع إلى ذاتك

نشر في 12-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2016 | 00:01
No Image Caption
قد تساهم جميع أنواع العلاجات النفسية ووسائل التطوير الشخصي في اكتساب سلوك تلقائي، لكن تسمح بعض المقاربات المحددة بالتصرف بما يتوافق مع الشخصية الذاتية. إليك أربع تقنيات فاعلة لتحقيق هذا الهدف.
تحليل الأحلام من وجهة كارل يونغ

يطرح تحليل يونغ مقاربة دقيقة لتجديد التواصل مع الذات لأن أحلامنا تكشف عن طريقتنا الشخصية للغوص في أعماق نفسنا وإيجاد معنى حياتنا.

 بالنسبة إلى يونغ، لا يكون اللاوعي مخزوناً من الاندفاعات المكبوتة أو الصدمات أو الرغبات الممنوعة، بل إنه مكان مشرق وحيوي ويشكّل مصدراً للغنى الداخلي. وتسمح الحياة النفسية بحسب رأيه بإحداث تحولات داخلية بارزة.

خلال جلسة العلاج، لا يفسر المعالج الحلم بل يشجع الفرد على الكلام وإدراك مشاكله وتحديد أفكاره المكبوتة والمعاني التي يتجنبها استناداً إلى الصور التي يشاهدها في أحلامه. تسمح الطريقة التي طورها يونغ بإطلاق مسار مبني على مشاهد الأحلام. تكشف جلسة التحليل النفسي عن وضع اللاوعي، فيشير الحلم مثلاً إلى المرحلة التي وصلنا إليها في حياتنا وما نقوم به لتطوير نفسنا ويحدد العوائق والتوقعات الوهمية والمخاوف الكامنة.

لكن تكمن أهمية هذه المقاربة في طريقة الجمع بين مشاهد الأحلام والرموز العالمية التي نجدها في الروايات والأساطير والتقاليد. إذا حلمت مثلاً بمتاهة تكتشف فيها أموراً مثيرة للفضول، لن ترتبط تلك الصور بالضرورة بالسجن أو العالم الباطني أو الموت، بل يمكن أن تتخذ المعنى الذي تحمله في معظم الثقافات وقد تشكل مدخلاً لإغناء مواردك الداخلية. إنها مقاربة مثالية للغوص في أعماق الذات وخوض رحلة داخلية يسميها يونغ {عملية التفرّد}.

الذكاء الذاتي

تسمح مقاربة الذكاء الذاتي بمقابلة الذات وإعادة اكتشافها. كلما زادت معرفتنا الذاتية، يسهل أن نتصالح مع نفسنا. برز مؤشر جديد لتقييم الشخصية استناداً إلى دراسة الرموز التي وضعها يونغ ثم توسع هذا المعيار ليشمل 16 نوعاً من الشخصيات التي تحددها الوظائف النفسية. تقضي أول خطوة في هذه العملية بتحديد نوع الشخصية عبر الإجابة على مجموعة من الأسئلة. لكن لا تكون هذه النظرية {تقييمية} مثل اختبارات الشخصية الشائعة، بل إنها تركز على النوعية: ما من طريقة إيجابية أو سلبية للعيش، بل يجب أن نجيد التوفيق بين التناقضات التي تسكن فينا. تكون تلك الأسئلة نقطة البداية وتليها جلسة استكشافية ترتكز على حوار داخلي.

تقضي هذه الطريقة بالتعبير عن الأصوات الداخلية، ما يسمح بتحديد استراتيجياتنا ومقارباتنا الأساسية وأثرها على الحياة الشخصية والمهنية ثم تطوير القدرة على تقبّل التناقضات لاتخاذ قرارات صائبة لأن أبرز المشاكل التي تمنعنا من التصرف على سجيتنا تتعلق بدرجة من التشتت الداخلي. يمكن أن نوفّق بين تناقضاتنا الداخلية عبر التجول في أعماقنا. خلال هذه المرحلة من التدريب العميق، سنكتشف أننا أهم بكثير مما كنا نظن، ما يجعلنا نتقبل ونحب نفسنا بسهولة.

تدريب الصوت

يُعتبر الصوت أداة قوية جداً لإعادة التركيز على الذات والتصرف بما يتماشى مع شخصيتنا لأن صداه يتردد في جميع أنحاء الجسم. تستطيع هذه القوة إقامة رابط بين الجسد والنفس والروح. للتوافق مع الذات، يجب أن يكون الصوت الداخلي امتداداً للصوت الخارجي. لكن تتعدد التقنيات التي تسمح بتدريب الصوت ويستعمل كل معالج مقاربته الخاصة ويجب أن يواظب عليها مع الشخص الذي يعمل معه.

ترتكز إحدى الطرق على الفكرة القائلة إن استهداف الصوت يجبرنا على الدخول إلى أعماق جسمنا. تبدأ الجلسة دوماً بعملية حيوية مهمة تترافق مع حركات مشتقة من ممارسات الكي كونغ وتربط بين الأصوات لبث ذبذبات في كل جزء من الجسم. لا بد من تطبيق تمارين صوتية مبنية على حروف العلة كونها تنعكس على أجزاء معينة من الجسم فضلاً عن تطبيق العلاج الانعكاسي لترخية العضلات وممارسة تمارين لتحمية الشفاه. قد يطلب المعالج من الفرد أحياناً أن يلحّن اسمه كي يعيد التركيز على نفسه. بعد هذا الجزء من الجلسة، تبدأ تمارين الصوت التقليدية والأغاني. يكون هذا التمرين الصوتي فاعلاً لأنه يرتكز في الوقت نفسه على الإصغاء إلى الذات.

البرمجة اللغوية العصبية

تُعتبر البرمجة اللغوية العصبية وسيلة ممتازة لإعادة التركيز على الذات لأنها تقضي بمراقبة عملياتنا الداخلية ولا تبحث عن الأسباب بل تحلل تفاصيل تجربتنا الشخصية وليس أصل المشكلة. يمكن البدء بتحديد التناقضات اللغوية التي تبعدنا عن نفسنا، بدءاً من حجم الكلام الداخلي المتناقض. حين نقول مثلاً {سأحاول تحقيق ذلك}، نعني أننا {نرغب في بلوغ هذا الهدف لكنه لن يتحقق مطلقاً}. إنه افتراض مسبق بالفشل. لكننا لا ندرك هذه التناقضات لأنها جزء من طريقة تصرفنا. لذا يقضي جزء من العلاج بتحديد تلك التناقضات واستعمال الكلمات الصحيحة التي تسمح بالتصالح مع الذات. خلال الجلسة، يحلل المعالج طريقة كلام الفرد وحركاته ونظراته والكلمات التي يستعملها، ما يسمح له بتحديد سلوكيات الفشل المتكررة والضغوط غير المبررة. تكون هذه الأنماط النموذجية جزءاً من الجهاز العصبي. بفضل مجموعة موسّعة من التقنيات والتمارين، تسمح البرمجة اللغوية العصبية بفك رموزها وإعادة برمجتها. بهذه الطريقة، يمكن أن نعيد برمجة «الأفكار السلبية» ونحوّلها إلى «أفكار إيجابية» تعبّر عن حقيقتنا وعن رغباتنا الفعلية. لا تكتفي البرمجة اللغوية العصبية بهذا القدر لأن هذه المنهجية تشمل مجموعة من الأدوات والتقنيات التي يمكن استعمالها تزامناً مع العلاج النفسي.

back to top