العلماء يحدِّدون مركز التحكُّم بالتنهّد في دماغك

نشر في 12-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2016 | 00:01
No Image Caption
لمَ نتنهد؟ ما أدراني؟ ألا تكفيني المشاكل التي تشغل بالي؟ نعرف جميعنا على الأرجح أن التنهد تنفس لاإرادي طويل وعميق يترافق مع الإحساس بالتوق، والحزن، والراحة، والسأم، والتعب، واليأس. لكن قليلين يعلمون أن الإنسان يتنهد تلقائياً مرة كل خمس دقائق.
طوّر باحثون في الصين كلاب بيغل تتمتع بكتلة عضلات مضاعفة بحذف جينة تُدعى ميوستاتين. وهكذا، صارت هذه الكلاب تملك كمية أكبر من العضلات، ومن المتوقع أن تنعم بالقدرة على الركض بسرعة أكبر، ما يجعلها كلاباً جيدة للصيد وأعمال الشرطة والجيش، حسبما ذكر ليانغسو لاي، باحث من مختبر كي لعلم الأحياء التجديدي في معاهد غوانزو للطب الحيوي والصحة، في رسالة إلكترونية.

نشر لاي و28 من زملائه هذه النتائج في مجلة Molecular Cell Biology، وأكدوا أنهم ينوون تطوير كلاب تحمل طفرات أخرى في حمضها النووي، بما فيها تلك التي تحاكي أمراضاً بشرية، مثل باركنسون والضمور العضلي. أوضح لاي: {يهدف بحثنا إلى اختبار مقاربة تطوير نماذج أمراض جديدة تُستخدم في الأبحاث الحيوية الطبية. فالكلاب قريبة جداً من الإنسان، خصوصاً في خصائصها الأيضية، الفيزيولوجية، والبنيوية}.

شدّد لاي على أن فريقه لا يخطط لإنتاج المزيد من كلاب البيغل التي تتمتّع بعضلات إضافية لتكون حيوانات أليفة. لكن مجموعات أخرى قد تسارع إلى الترويج تجارياً لهذه الكلاب المعدلة جينياً، محرِّرة على الأرجح حمضها النووي بغية تغيير حجمها، تحسين ذكائها، أو تصحيح أمراضها الوراثية. فقد أعلن المعهد الصيني BGI في شهر سبتمبر أنه بدأ ببيع حيوانات مصغّرة معدة بالتحرير الجيني لتكون حيوانات أليفة، ذلك لقاء 1600 دولار للحيوان.

يستند التحرير الجيني إلى تقنيات طُوِّرت حديثاً تسمح للعلماء بتعطيل أحرف الحمض النووي أو إعادة ترتيبها بسهولة. وتُعتبر التقنية التي استُعملت في تعديل كلاب البيغل، والتي تُدعى كريسبر-كاس 9، مذهلة ودقيقة. يشكل عمل لاي جزءاً من جهد صيني أوسع نطاقاً هدفه تعديل الحيوانات بالاستعانة بكريسبر. وتشمل لائحة الحيوانات التي هندسها الباحثون في الصين بواسطة التحرير الجيني القردة.

أدخل لاي وفريقه مادتين للتحرير الجيني (الأنزيم القاطع للحمض النووي كاس 9 وجزيء موجِّه يركز على منطقة محددة من الحمض النووي) إلى 65 جنيناً من الكلاب. كان هدفهم إلحاق الضرر بنسختَي جينة ميوستاتين أو تعطيلهما كي لا تُنتج أجسام البيغل مطلقاً البروتين الذي يعيق نمو العضلات والذي تصنّعه هذه الجينة.

خلل

وُلد في النهاية 27 جرواً، إلا أن اثنين منها فقط (أحدهما أنثى والآخر ذكر) عانيا خللاً في نسختَي جينة ميوستاتين كلتيهما. أطلق الباحثون على الأنثى اسم تيانغو تيمناً بـ«كلب السماء} في الأسطورة الصينية. أما الذكر، فدعوه هرقل.

أفاد لاي وزملاؤه أن التحرير الجيني في هرقل لم يكتمل، بما أن نسبة من خلايا عضلات هذا الكلب أنتجت الميوستاتين. ولكن في تيانغو، كان خلل الميوستاتين كاملاً، وأعربت كلبة البيغل هذه {عن نمط [خصائص] عضلي ظاهر}. على سبيل المثال، كانت عضلات فخذيها أكبر مما لاحظه العلماء لدى الجراء الأخرى.

لكن السهولة التي يمكن بها تنفيذ هذا التحرير الجيني تثير الخوف من أن يكون الإنسان التالي. رغم ذلك، يعتقد بعض الباحثين على الأقل أن كلاباً محرَّرة جينياً قد تعطي لهذه التكنولوجيا وجهاً ناعماً محبَّباً. يقول جورج تشيرتش، بروفسور في جامعة هارفارد يقود جهوداً كبيرة لتطبيق عملية التحرير بواسطة كريسبر، إن الباحثين سيتمكنون، في رأيه، من تحسين الكلاب باللجوء إلى تحرير الحمض النووي، متيحين لها العيش حياة أطول ومعززين ذكاءها.

يضيف تشيرتش أنه يعتقد أيضاً أن تعديل الكلاب وغيرها من حيوانات كبيرة قد يمهد الطريق أمام تحرير الإنسان جينياً في نهاية المطاف. يذكر: {يقدّم لنا تحرير الخط الجنسي للكلاب وغيرها من حيوانات لمحة عن هذه المقاربة. فقد يقول الناس: قد تنجح هذه العملية}.

back to top