«قلوب آلات» للفنان البريطاني- العراقي أثير في «أيام غاليري»

نشر في 12-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2016 | 00:01
الحرب بطائرات من دون طيار

رجال آلات بعقول آلات وقلوب آلات! أنتم لستم آلات! أنتم لستم ماشية! أنتم رجال! (من خطاب The Great Dictator لتشارلي شابلن عام 1940).
يتمحور معرض Machine Hearts (قلوب آلات)، في «أيام غاليري» – دبي،  حول لوحات ضخمة شبه تجريدية أعدّها الرسام التشكيلي أثير خلال السنتين الماضيتين.

 تشكل هذه الأعمال، التي تحفل بطاقة قوية عنيفة، حسبما يشير عنوانها، جزءاً من سلسلة Man of War (رجل حرب)، التي يتناول فيها الفنان ظاهرة الحرب بالطائرات من دون طيار المعاصرة،  متابعاً تركيزه في أعماله الجديدة هذه على مفهوم الحرب.

في سلسلته Man of War (رجل حرب) يتخيّل أثير جندياً ناشطاً آلياً ويسأل: أي قلب خفي يحرك آلة القتل البشرية؟

عناصر مشوّهة

تصور هذه اللوحات، التي تضج بالألوان، عناصر مشوهة ملتفة حول بنى صلبة وملتحمة بها، مولدةً كتلاً كثيفة تقترب بأبعادها الثلاثة من النحت. فتتشابك الشرايين والأوردة مع الأسلاك والأنابيب الصناعية، فيما تثقب دعامات البناء الفولاذية الأنسجة الطرية، ما يدفع المشاهد إلى التساؤل عما إذا كان ما يراه إنساناً حقاً.

تَظهر الجيوب في مختلف هذه الأعمال، محتجِزة عوالم موازية في مساحات ذاتية الاحتواء. فيُدرج الرسام هذه الجيوب في نسيج تركيبة العمل العامة كطبقات ثانوية، ويصور من خلالها عالماً آخر تحت سطح ملموس. وباعتماده على هذه الجيوب ليبدل نطاق اللوحة، يغوص في معنى الصورة العام اللاواعي الذي نتشربه من خلال الكتب، الأفلام، الأعمال التلفزيونية، والذاكرة في مختلف مراحل حياتنا.

 إلى جانب هذه اللوحات الضخمة، يضم المعرض أعمالاً أصغر حجماً. فتنقل مجموعة من اللوحات لمحة أكثر تحرراً عن أشكال الفنان الخاصة بأسلوب يصور الطبيعة الجامدة. أما الأعمال المفصَّلة المعدة بلون واحد على الورق، فتعكس خلفية الفنان في التصوير وتبرهن مقدراته الأكثر تطوراً في أعماله الأكبر حجماً.

 

لمحة عن الفنان

 

تتمحور أعمال أثير في السنوات الأخيرة حول طرح أسئلة لا أجوبة لها وتقديم أجوبة غير محددة، مشكلةً بالتالي رواية بصرية بين هذين الشقين. ومنذ 2007، يتناول أثير، في الجزء الأكبر من أعماله، العراق وعلاقته كمهاجر مع الأرض الغريبة التي يقيم فيها، فضلاً عن لمحات من الحنين تُظهر الطريقة التي نتذكر بها ماضينا، حاضرنا ومستقبلنا.

بالإضافة إلى أعماله الفنية، عمل أثير بشكل مكثّف في مجال التعليم في المملكة المتحدة وخارجها. فبدءاً من 2007 وطوال السنوات الثلاث التالية، كان هذا الرسامُ الفنان العربي المقيم في المتحف البريطاني، وعمل مع مدارس في أنحاء المملكة المتحدة.

في 2011، اختير ليكون فنان Chasing Mirrors المقيم في معرض Portrait Gallery الوطني، حيث نظّم ورش عمل في المراكز الاجتماعية في مختلف أنحاء لندن. كذلك عمل أثير في مخيمات اللاجئين كمشرف على ورش عمل في لبنان، تركيا، والأردن، ودُعي عام 2014 ليكون فناناً زائراً في المتحف الفلسطيني وينظم ورش عمل للأولاد في الضفة الغربية. وفي 2015، طُلب منه العمل في Beirut Art Residency (مساحة فنية حرة تشمل فنانين من مجالات الفن المختلفة).

أثير الذي وُلد عام 1982، يعمل بين باريس ولندن واسطنبول، ويحمل شهادة في {تصميم التواصل بالرسم} في  كلية سانت مارتنز المركزية بالمملكة المتحدة.

back to top