عنايتي: الثقافة هي السبيل لإحياء التكافل والإخاء بين البشر

نشر في 10-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:01
No Image Caption
في أمسية «آفاق المثاقفة الإقليمية» التي نظمتها السفارة الإيرانية في الكويت

أكد السفير الإيراني د. علي عنايتي أن الثقافة هي السبيل لإحياء العدالة والسلام والتكافل والإخاء بين البشر، وهي المحفز لدفع الخلافات.
بمناسبة حلول الذكرى السابعة والثلاثين لليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، نظمت المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية في مقرها بالجابرية، ندوة بعنوان "آفاق المثاقفة الإقليمية".

شارك في الندوة نخبة من المفكرين والمثقفين، ورئيس جمعية الصداقة الكويتية - الإيرانية د. عبدالرحمن العوضي، ود. ياسر الصالح، ود. إيمان شمس الدين، وأدارها الشاعر محمد صرخوه.

في البداية، أكد السفير الايراني في الكويت، د. علي عنايتي، أن الثقافة هي الركيزة الأهم التي استند اليها الإمام الراحل في نهضته، حيث طالما أكد أن القيم الثقافية هي هوية الشعب وروحه، وكانت وحدة الصف الإسلامي والتصدي للغزو الثقافي هاجسه الأهم. كان يؤمن بأن الدين الحق والفكر المستنير يشعان من قنديل واحد، فالدين في جوهره دعوة الى الرحمة والتكافل والإخاء بين البشر، والثقافة هي السبيل لإحياء العدالة والسلام، ونشر أفكار الأنبياء.

وتابع السفير: "لتكن الثقافة بمنزلة المحفز لدفع العلاقات الأخرى الموجودة في الإقليم مثل الاقتصاد والسياسة".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت المشاركة العسكرية في اليمن أثرت في العلاقات الكويتية - الإيرانية، أجاب د. عنايتي: "علاقتنا بدولة الكويت  متجذرة، وجسور التواصل الرسمي والشعبي موجودة بين البلدين، ونحن نعتز بهذه العلاقة، وهذه العلاقة موطدة بين الطرفين حكومة وشعبا، وكل دولة لها خصوصياتها تقرر حسبما ترى مناسبا.

التعايش السلمي

ومن جانبه، تطرق المستشار الثقافي رضا شهريور خلال الندوة الى مفهوم المثاقفة، وأهم مظاهرها، وتطبيقاتها الميدانية، مؤكدا أن التعاطي الفكري والأدبي بين الشعوب والثقافات هي كنهر يبعث الحياة والروح ويبشر بالخضرة والنماء والخير.

بدوره، شدد د. العوضي على أهمية علاقات التعايش السلمي بين البلدين الجارين، مهنئا الشعب الإيراني بهذه المناسبة التاريخية، مشيدا بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث "إن تفاعل الشعبين واللغتين ليس بالأمر الغريب، ونتعجب كيف كانت اللغتان تطلان على الحضارات"، مشيرا إلى أن إيران بلد كبير يتمتع بحضارات عريقة. ولفت العوضي إلى أن الهدف الأساسي لرابطة الصداقة الإيرانية - الكويتية هو تكريس المحبة والمودة بين الشعبين الجارين.

من جانبه، قال د. ياسر الصالح: بعد الفتح الإسلامي أصبح العرب والإيرانيون أمة واحدة، وصاروا إخوانا، وسجل التاريخ صفحات رائعة من التآخي العربي - الإيراني، هي بحق من أروع صفحات عطاء الدين في إنقاذ الشعوب من النزاعات الدموية ومن القهر والاستضعاف، فلقد هاجرت بعد فتح فارس العديد من القبائل العربية إلى الشرق الذي كان جزءا من الإمبراطورية الفارسية، فتوطنت مع الإيرانيين في العراق وإيران، وكانت الهجرة كثيفة بشكل خاص إلى خراسان الكبرى.

نيران الخلاف

أما د. إيمان شمس الدين فقد أكدت أن الخلافات بين إيران ودول الجوار تأخذ اليوم بعداً مذهبيا أو قوميا خطيرا يستلهم من التاريخ العقدي كل وقوده ليشعل نيران الخلاف، والمطلوب واقعيا فصل هذا الخلاف عن التاريخ، وإبقائه في دائرته السياسة فقط، وهو ما يتطلب من تداعي الشخصيات المؤثرة، وكل مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الحوارية، والحركات الإسلامية، والمؤتمرات القومية والعربية من أجل بذل الجهود لتشكيل رأي عام عربي وإسلامي رافض لاندلاع أي مواجهة جديدة في المنطقة تحت أي عنوان، وإبقاء الخلافات في الإطار السياسي وعدم اتخاذها بعدا مذهبيا أو قوميا أو استعادة الشعارات التصعيدية.

وعلى هامش الندوة، أكد النائب عدنان عبدالصمد أن مصالح الدول الكبرى هي التي تخلق الصراعات، وقد اعترف زعماؤهم بأنهم يديرون الأزمات، ولا يحلونها، بل يتعمدون افتعال الأزمات وإدارتها، وأنهم وراء الصراع الطائفي الحالي، ولكن علينا أن نعول على النخب الواعية والمخلصة من علماء الدين والمثقفين، ونأمل من جمعية الصداقة الكويتية - الإيرانية أن تمارس دورها في تحقيق التواصل الأسمى بين بلدينا.

back to top