قنينة ذاتية التعبئة تحوّل الرطوبة إلى ماء للشرب

نشر في 10-02-2016
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:01
No Image Caption
عندما يندر الماء، لمَ لا نستخرجه من الهواء الخفيف؟ يأمل مصمم صناعيّ في النمسا تحقيق هذا الهدف (نوعاً ما).
طوّر كريستوف ريتيزار، مصمم في فيينا، جهازاً يمكنه استخراج الرطوبة من الهواء وتكثيفه ليتحوّل إلى ماء صالح للشرب. ومن الممكن تثبيت هذا الجهاز الفاعل، الذي دعاه {فونتوس} (Fontus)، على دراجة هوائية كي يتمكن راكبها من استخراج الماء خلال رحلته الطويلة في الريف، حيث تكون فترات الاستراحة قليلة ومتباعدة. يستند «فونتوس» إلى مبدأ التكثيف، الذي يمكن إثباته بسهولة. فيكفي أن تُخرج شيئاً من البراد (مثل عبوة مشروبات غازية) وتتركه على طاولة المطبخ قليلاً. ولا شك في أنك ستلاحظ بعد فترة وجيزة تجمّع الرطوبة على جوانبه. أخبر ريتيزار مجلة Live Science: {يعمل الابتكار بتكثيف الرطوبة في الهواء. فيحمل الهواء دوماً نسبة من الرطوبة أينما كان، حتى في الصحراء. ويعني هذا أنك تستطيع استخراج الرطوبة من الهواء مهما كانت الظروف}.

يتألف الجهاز، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، من مكثّف (يعمل كجهاز تبريد) يتصل بسلسلة من السطوح الطاردة للماء. على سبيل المثال، يتغلغل الهواء في الجهاز المثّبت على الدراجة، فتبرد هذه السطوح، وتحدث عملية التكثيف، وفق ريتيزار.

يتابع موضحاً: {بما أن هذه السطوح طاردة للماء، تبعد الماء المتكثف الذي أعدته في الحال. وهكذا يتدفق الماء تدريجياً [إلى داخل القنينة]. إذاً، يدخل الهواء كبخار ويتحوّل إلى سائل}.

يستطيع {فونتوس} إنتاج نصف ليتر من الماء في ساعة في ما يصفه هذا المصمم بالأحوال {الجيدة جداً}: حرارة تتراوح بين 30 و40 درجة مئوية ونسبة رطوبة تبلغ 80% إلى 90%، وفق ريتيزار.

يضمّ نموذج الجهاز فلتراً في أعلاه لإبعاد الحشرات والأوساخ عن الماء، إلا أنه غير مزود راهناً بوسيلة لتصفية الملوثات الضارة.

يقول ريتيزار: {يُعتبر الماء الذي تحصل عليه نظيفاً، إلا إذا كان الهواء شديد التلوث. لذلك، نفكر في ابتكار قنينة مزودة أيضاً بفلتر كربون. وتكون هذه مخصصة للمدن والمناطق التي نعتقد أن الهواء فيها ملوث. لكننا طورنا القنينة في البداية لتُستعمل في الطبيعة والأماكن الخالية من تلوث الهواء}. رُشح تصميم {فونتوس} الأولي عام 2014 لجائزة جيمس ديسون، ما ساعد ريتيزار في الترويج لمشروعه، على حد تعبيره. نتيجة لذلك، تلقى منذ ذلك الحين تمويلاً من الحكومة النمساوية، التي أعربت عن استعدادها لتغطية مرحلة التطوير التقنية. بالإضافة إلى ذلك، يخطط هذا المصمم لإطلاق حملة تمويل من الناس في شهر مارس بغية تغطية كلفة إنتاج هذا الجهاز بأعداد كبيرة. يخبر ريتيزار أن هدفه إبقاء سعر المبيع بالمفرق أقل من مئة دولار. وإن سارت المسائل كافة على ما يُرام، وفق ريتيزار، فستنزل القنينة الذاتية التعبئة إلى الأسواق في غضون تسعة إلى عشرة أشهر.

* دنيز تشو

back to top