لقاح السعال الديكي فاعل... ولكن!

نشر في 10-02-2016
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:01
No Image Caption
لماذا يُصاب الأولاد بالسعال الديكي (الشاهوق) رغم تلقيهم لقاحاً ضد هذا المرض؟ أيُعقل أن يكون اللقاح غير فاعل؟ ظهرت حالات جديدة عدة من السعال الديكي في مدارس الولايات المتحدة، ويُطلب من البالغين التحصن ضد هذا المرض. فهل هذه الخطوة مجرد وسيلة لحماية الأولاد أم أن من الممكن أن يُصاب البالغون أيضاً بالسعال الديكي؟
اللقاح ضد السعال الديكي أو الشاهوق فاعل. لكن المناعة التي يولدها اللقاح تميل إلى التراجع بمرور الوقت. ولمعالجة هذه المشكلة، ينصح الأطباء بإعطاء الأولاد جرعات تعزز هذه المناعة مع تقدمهم في السن. كذلك، من الممكن أن يُصاب البالغون بالسعال الديكي. وللحصول على أفضل حماية متاحة وللحؤول دون تفشي هذا المرض، على البالغين الذين يحتكون باستمرار بأولاد صغار أن ينالوا جرعات تعزز اللقاح.

السعال الديكي (الشاهوق) مرض بكتيري معدٍ جداً يسبب سعالاً قوياً حاداً. ويلي نوبات السعال عادةً شهيق عميق، فتسبب تشنجات السعال التعب الشديد والتقيوء، فضلاً عن أنها تصعّب على المريض التنفس. وفي حالة الأطفال، يُعتبر هذا المرض بالغ الخطورة لأن مجاري تنفس الطفل صغيرة. نتيجة لذلك، يواجه صعوبة في تنفس كمية كافية من الأوكسجين خلال نوبات السعال. فضلاً عن ذلك، يؤدي السعال الحاد إلى حالات نزف صغيرة في العينين والدماغ.

يُعتبر التلقيح أفضل طريقة لتفادي السعال الديكي. لذلك يُلقَّح الأطفال ضد هذا المرض في شهرهم الثاني والرابع والسادس. ويُعطى لقاح السعال الديكي عادةً مع لقاحَي الكزاز والخناق. أما جرعات تعزيز المناعة، فتُعطى في الشهر الثاني عشر والثامن عشر وفي السنة الرابعة والسادسة ومرة أخرى في الحادية عشرة. كذلك تتوافر جرعات لتعزيز مناعة البالغين. ويوصي بها الأطباء لمن يحتكون كثيراً بالأطفال، خصوصاً خلال فترات تفشي هذا المرض.

يُعتبر لقاح السعال الديكي آمناً، فاعلاً، ومفيداً. فقبل التوصل إليه، كان السعال الديكي مرضاً يزرع الخوف في النفوس ويقتل آلاف الأولاد كل سنة. لكن هذا العدد تقلص كثيراً. فما عاد هذا المرض يقتل اليوم أكثر من 10 إلى 20 شخصاً في الولايات المتحدة، مثلاً، ومعظم هذه الوفيات من الأطفال. لكنه يصيب أيضاً أناساً من مختلف الأعمار، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي يزداد عدد حالات السعال الديكي في الولايات المتحدة. ويعود ذلك إلى أسباب عدة. أولاً، لا ينال الجميع اللقاح الضروري. وهكذا لا يحصل عليه كل مَن يحتاج إليه. ثانياً، تتراجع فاعلية اللقاح بمرور الوقت. نتيجة لذلك، يُصاب المراهقون والبالغون، الذين لا يحصلون على جرعات التعزيز، بالسعال الديكي.

يُصاب الأكبر سناً بشكل أقل حدة من هذا المرض لأنهم يحتفظون بجزء من مناعتهم التي اكتسبوها في الصغر. رغم ذلك، تبقى هذه الحالات الطفيفة من السعال الديكي معدية. فمن الممكن انتقال المرض عبر قطرات مليئة بالجراثيم تتطاير في الهواء جراء السعال أو العطس.

يُعالج مَن يعانون السعال الديكي بنوع محدد من المضادات الحيوية. وللحؤول دون انتشار المرض، عليهم أن يظلوا في المنزل وألا يقصدوا المدرسة، دار الحضانة، أو مكان العمل إلى أن يكونوا قد تناولوا المضاد الحيوي طوال خمسة أيام على الأقل.

  قد يوصي الطبيب جميع مَن في المنزل بأخذ المضاد الحيوي لأن السعال الديكي ينتقل بسهولة.

علاوة على ذلك، تحقق المضادات الحيوية فاعلية أكبر عند تناولها في بداية المرض. لكن العلاج لا يوقف السعال في الحال. فالسعال الديكي يُدعى أحياناً سعال المئة يوم لأن أعراضه تدوم طويلاً.

تشمل الرعاية المنزلية الحصول على قسط وافٍ من الراحة والإكثار من السوائل. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن أدوية السعال لا تعود على المريض بفائدة ومن الأفضل عدم تناولها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الضروري إدخال الأطفال الصغار الذين يُصابون بالسعال الديكي إلى المستشفى لمراقبتهم باستمرار والحرص على أنهم يستطيعون التنفس وحدهم بعد نوبة السعال.

تبقى أفضل طريقة لمحاربة السعال الديكي منعه من التطور في المقام الأول. لذلك، من الأهمية بمكان تلقيح كل الأطفال والأولاد (فضلاً عن أفراد العائلة البالغين ومَن يتولون رعاية الصغار) ضد السعال الديكي. أما إذا لم تكن واثقاً مما إذا كنت بحاجة إلى جرعة تعزيز، فاطلب من طبيبك مراجعة سجل لقاحاتك والتأكد من أنك مستعد لكل طارئ.

* د. توماس بويس

back to top