الغيطاني في معرض القاهرة للكتاب... رسم القاهرة في مخيلة الغرب بعد محفوظ وحاز العالمية

نشر في 10-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:01
No Image Caption
شارك عدد كبير من المثقفين ورواد معرض الكتاب في ندوة جمال الغيطاني بعنوان «رواية الغيطاني عالميا» باعتباره شخصية المعرض هذا العام، واستضافت القاعة الرئيسة للمعرض في المناسبة الناقد صلاح فضل، والأديب المغربي أحمد المديني، والأديبة سلوى بكر الحاصلة على جائزة دويتشه فيله للآداب عام 1993.
قال الأديب المغربي أحمد المديني إن الروائي جمال الغيطاني حاز العالمية بمعناها الدقيق، أي الخروج من الحيز المحلي الضيق والانتشار عبر الجغرافيا اللامحدودة، والكتابة وفقاً لمعايير الجودة، واشتراطات علمية يفهمها العالم ويقدرها، مشيراً إلى أن معظم الكتاب العرب اتجهوا إلى النموذج الفرنسي في الكتابة، إلا القليل، ومنهم الغيطاني الذي كتب أدبا يشبه الأدب الإنكليزي في عراقته والأدب الألماني في دقته.

أما سلوى بكر فركزت على روح الرواية لدى الغيطاني، مؤكدة أنه أحد أفضل من نجح في رسم القاهرة في مخيلة الغرب بعد نجيب محفوظ، وأن كثيراً من الأجانب يعرفون الجمالية والقاهرة القديمة بفضل هذين الكاتبين الكبيرين، وأضافت: «كان الغيطاني شديد الاتساق مع أفكاره، وكان يحترم الآخر بصدق، سواء كان امرأة أو ثقافة مغايرة، من دون أن يفقده ذلك مصريته وهويته العربية الأصيلة، وهذا ما فتح له الباب في تشكيل صداقة مع كثير من الكتاب الغربيين والباحثين. وهو كان مصدر إلهام لكثير من الكتّاب في دراساتهم وأبحاثهم عن مصر، ولم يتأخر أبداً عن معونة صادقة، وتقديم يد المساعدة لكل دارسي الأدب العربي في أي مكان في العالم».

وأبدت بكر إعجابها برواية «الزيني بركات»، قائلة إنها تتحدث عن الاستبداد السياسي، وتتناول موضوع القمع والخوف والإرهاب الفكري على نحو غير مسبوق في الرواية العربية، وهي سبقت زمنها، وواجهت الواقع العربي بفترة كافية قبل ثورات الربيع العربي التي زلزلت المنطقة.

أذكى أبناء عصره

بدوره، أشار الناقد الأدبي صلاح فضل إلى أن الغيطاني يعتبر أحد أذكى أبناء عصره، ما أنعكس في حجم الترجمة المميز لأعماله إلى لغات أخرى، موضحاً أن الفضل الأول يرجع إلى قدرة الغيطاني على تجسيد الجمال العربي والمصري في البناء والمعمار، ومن قبلهما جمال الروح الإنسانية، بالإضافة إلى براعته في استخدام التراث التاريخي لمكاشفة الواقع في شكل أدبي بديع وربما صادم أحياناً، فكان الغيطاني، في رأي فضل، يكتب دائماً لأجل قضايا إنسانية عادلة.

 ولم يفت الناقد أن يشير إلى العلاقة الخاصة التي جمعت بين الغيطاني وأديب نوبل نجيب محفوظ، حيث أثر الأخير على الغيطاني، في اعتقاد فضل، الذي قال في هذا الشأن: «الغيطاني صاحب مشروع روائي فريد، نجح في ابتكار عالم روائي عجيب فريد، ويعد إحدى أكثر التجارب الروائية الناضجة التي يجب أن نستفيد منها جميعاً، كما استفاد الغيطاني من أستاذه نجيب محفوظ لبلوغ هذه المرحلة، بالإضافة إلى ما امتلكه من معرفة موسوعية للأدب القديم الذي أعاد اكتشاف كثير من أسراره بنظرة معاصرة».

أوضح فضل أن جزءاً من انتشار الغيطاني يرجع إلى استناده إلى التكنولوجيا الحديثة على عكس كثير من كتاب عصره، فقد سمح بطرح نسخ إلكترونية من أعماله سهلة التداول عبر العالم، كذلك انفتح على عالم الدراما التلفزيونية دون أن يُفقد النص بريقه ورزانته، فنجح في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين عبر العالم العربي والغربي، بينما يغلق الكتاب الآخرون دفاترهم على أنفسهم، ويحرمون أنفسهم من التواصل عبر أدوات التكنولوجيا الحديثة.  

back to top